صحف دمشق تثني على قمة "رفض التطبيع"
معركة سورية مع الأردن "إعلاميا" إلى الجزائر

إقرأ أيضا:

القمة ستتبنى مبادرة عبد الله
قصر الامم يستضيف القمة العربية
الجزائريون يراهنون على القمة المغاربية
60 عاما من أنشاص إلى الجزائر
عمرو موسى يستميت دفاعا
عيون فلسطينية على قمة الجزائر
قمة الجزائر ...بداية خلافات
إسباب غياب الشيخ خليفة عن القمة
ألغام ترجح نسف قمة الجزائر
التطبيع يهيمن على قمة الجزائر
السوريون اختطفوا قمة الجزائر
رئيس الامارات يغيب عن القمة
رسمياً:الأمير عبدالله لن يحضر القمة
صالح يغيب عن قمة الجزائر
عباس يتوجه الى قمة الجزائر
فتح تطالب القمة وقف التطبيع
قادة يغيبون عن القمة العربية
لحود لن يحضر قمة الجزائر
بدء الجلسة العلنية لوزراء الخارجية
وصول القذافي إلى الجزائر
الحدود المغربية الجزائرية ستفتح
القمة المغربية لن تبحث الصحراء
اجتماعات القمة العربية منذ 1964
الأزمة اللبنانية تفرض نفسها على القمة
المغرب ينفي التشويش على القمة
الناتو تزامنا مع القمة العربية بالجزائر

نصر المجالي من لندن: لاحظ الصحافيون الموجودون في الجزائر لتغطية فعاليات القمة العربية أن الصحافة السورية نقلت معركتها ضد الجار الأردني إلى أروقة القمة من بوابات واسعة حيث الوجود الإعلامي الكثيف، وحملت تقارير مراسلي الصحف السورية الموفدين للعاصمة الجزائرية تحليلات قال مراقبون أنها تعكس الموقف الرسمي للحكومة السورية من حكومة عمان على خلفية مشروع الاقتراح الأردني في شأن تفعيل مبادر السلام العربية، حيث اعتبرت الصحف السورية أن الاتفاق على مخرج لتمرير تلك الاقتراحات يعتبر موقفا عربيا حازما للقمة التي أطلقت عليها تلك الصحف "قمة رفض التطبيع" وذلك في إشارة اتهامية للاقتراح الأردني "الذي يفتح المجال أمام التطبيع مع إسرائيل".

واتهمت صحيفة (تشرين) الحكومية السورية ا لأردن بأنه "سرّب معلومات تحدثت بما يشبه التأكيد عن تعديلات جذرية ستدخل على مبادرة السلام العربية لتشجيع إسرائيل على الانخراط في عملية السلام"،وقالت "ويجب الاعتراف أن الإعلاميين العرب الكثيرين الموجودين في الجزائر لتغطية أعمال هذه القمة الهامة كانوا غير متفائلين، إن أجواء التفاؤل بددت سحب التشاؤم بعد المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اللذين شددا على الثوابت القومية وفي مقدمتها تكريس مبادرة السلام العربية التي اقرها القادة العرب في قمة بيروت دون أي تعديل أو تحوير بل العمل على تفعيل هذه المبادرة إلى مواقف أخرى تعد من المسلمات العربية كعروبة مدينة القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار مجلس الأمن 194 وعدم الاعتراف بإسرائيل إلا بعد تحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

يذكر أن صحيفة (تشرين) قادت قبل نحو أسبوعين حملة هجومية إعلامية ضد عمان، حيث انتقدت بشدة تصريحات لوزير الخارجية الأردني هاني الملقي قالها خلال زيارة له لتل أبيب، وفيها طالب سورية بضرورة التنفيذ الفوري للقرار الدولي الرقم 1559 ، وردت عمان في مقال ليس أقل هجومية عبر جريدة (الرأي) الحكومية، ثم هدأت الحملة الإعلامية لتتفجر ثانية في الجزائر من جانب إعلامي واحد، حيث الصحافة الأردنية منهمكة هذه الأيام في الشأن العراقي بعد الحملة الشعبية الاحتجاجية ضد الأردن بسبب إعمال إرهابية ارتكبها أردنيون ضد المواطنين العراقيين.

واعتبرت الصحف السورية أن الموقف الأردني هُزم في الجزائر، مشيرة إلى أنه "كانت هناك جهود مضنية ومكثفة شاركت فيها عدة دول عربية بهدف عدم حرف قمة الجزائر عن المسار القومي وعدم تقديم هدايا مجانية لإسرائيل، وأن هذه الجهود أثمرت عن تبني مواقف واضحة وصريحة لعل في مقدمتها تأكيد عدم تحويل القمة الى محطة للتطبيع مع إسرائيل، لأن جزائر الشهداء لن تكون محطة للتطبيع وقمة الجزائر لن تكون محطة للتطبيع حسب ما أكد الوزير الجزائري بلخادم وأيده بالمطلق السيد عمرو موسى".

من جهته، اعتبر الدكتور فايز الصايغ رئيس تحرير صحيفة (الثورة) الذي ظل منذ اغتيال رئيس لبنان الراحل رفيق الحريري ضيفا دائما على شاشة الفضائية السورية، أن مشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة الجزائر تضيف إلى أجواء القمة العربية أهمية أكيدة، وقال "إذ أمضت الأوساط المحيطة بالقمة نهارها في حالة تساؤل حول مشاركة السيد الرئيس شخصياً في القمة".‏ وقال الصايغ أن في طليعة مواقف القمة سيكون "رفض الضغوطات التي تتعرض لها سورية والوقوف الى جانب لبنان مقدرين لسورية تغليبها لغة الحوار دائما".

يذكر أن قمة الجزائر تكاد تكون متفردة بين القمم السابقة بمستوى التمثيل بين المشاركين، حيث يشارك فيها حوالي نصف الزعماء بينما النصف الآخر يشارك على مستوى مندوبين أقل رتبة.

وإلى هذا، فإنه مع الحضور الإعلامي السوري القوي في الجزائر، حيث دمشق تواجه حملة دولية منذ إصدار القرار الرقم 1559 ، وهي راغبة بحشد الصف العربي وراءها أمام تلك الحملة، فإن الغياب الإعلامي الأردني كان واضحا، حيث ظل وزير الخارجية هاني الملقي وحده يقوم بالدور، وهو كان يخوض معركة على جبهات عديدة في محاولة لإقناع المعترضين على الاقتراحات الأردنية لتفعيل السلام، داخل الجلسات المغلقة، ثم كان يوجه سيلا من أسئلة الصحافيين خارج قاعة الاجتماعات. وبالمقابل في فإن صحف بلاده "ظلت منشغلة في الأزمة العراقية ـ الأردنية التي يبدو أنها في طريقها إلى الاسترخاء بعد تصريحات الرئيس العراقي غازي الياور التي اعتبرتها عمان إيجابية، ومن ثم قرار العاهل الأردني الفوري بإعادة القائم بالأعمال الأردني إلى بغداد لمواصلة مهماته بعد يومين من استدعائه".