في تطور مفاجئ أثار التساؤلات خلال افتتاح القمة
القذافي ومحمد السادس وسعود الفيصل غادروا


الجزائر: في تطور غامض لم يعرف بعد أسبابه غادر كل من الزعيم الليبي معمر القذافي والعاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس الوفد السعودي ا قاعة اجتماعات القمة العربية خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة عشرة التي عقدت في الجزائر أمس ، رغم عدم وقوع اية مشادة داخل القاعة. وبينما لم تعرف اسباب مغادرة القذافي والملك محمد السادس والأمير سعود الفيصل اتلقاعة ، افاد مصدر ان القذافي كان اول المغادرين تبعه رئيس الوفد السعودي الامير سعود الفيصل ثم العاهل المغربي الملك محمد السادس. وعندما طالت كلمات المسؤولين الاجانب المدعوين الى القمة غادر ايضًا كل من الرئيس المصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد والتونسي زين العابدين بن علي. وبعد ذلك رفعت الجلسة العلنية على ان تعقد جلسة مسائية مغلقة تقتصر على رؤساء الوفود وأعضائها دون المدعوين. وبعد ان سلم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئاسة الجلسة الى نظيره الجزائري لدى افتتاح الجلسة العلنية للدورة ال17 للقمة العربية، القى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كلمة تبعه الرئيس الجزائري. وركز موسى وبوتفليقة في كلمتيهما على النزاع العربي الاسرائيلي بشكل خاص مع التطرق الى مسائل الاصلاح والديموقراطية.
وانتقد الرئيس بوتفليقة المشروع الاميركي "الشرق الاوسط الكبير" لاحلال الديمقراطية في المنطقة، محذرًا من مخاطر هذا المشروع على "الهوية العربية".

وتعاقب على القاء الكلمات أثناء الجلسة الافتتاحية عدد من القادة الدوليين المدعوين وابرزهم رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ونائب رئيس الوزراء الايطالي ماركو بولوني ورئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري.

وأعلن ممثل الاتحاد الاوروبي الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا ان على الاتحاد الاوروبي والعالم العربي "ان يواجها معًا التحديات نفسها". واعتبر سولانا ان ذلك ممكن من خلال اعادة الامل في عملية السلام في الشرق الاوسط ومساعدة العراق على استعادة مكانته بين الامم والمساهمة في بناء لبنان مستقل.

ودعا سولانا الى "دعم الاصلاحات التي يرغب بها العالم العربي" في اطار عملية برشلونة التي ارست عام 1995 اسس الشراكة الاوروبية-المتوسطية.

وفي موضوع عملية السلام في الشرق الاوسط، قال سولانا انه بامكان الاتحاد الاوروبي والعالم العربي "القيام معا باربعة امور: دعم القيادة الفلسطينية الجديدة سياسيا" و"جعل الانسحاب من غزة خطوة ناجحة في اتجاه السلام" و"مكافحة المتشددين وهم متشابهون لدى الطرفين" و"التذكير دائما بان مبادىء السلام الدائم لم تتغير".

وعدد سولانا خصوصا بين هذه المبادىء التطبيع بين اسرائيل والعالم العربي "على اساس الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة". وقال ان "مبادرة بيروت التي اقترحتها السعودية لم تتغير. هي اليوم ملائمة اكثر مما كانت عليه في العام 2002" حين اطلقتها الجامعة العربية.

وهذه المبادرة التي تقترح اقامة سلام شامل في مقابل انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967، رفضتها الدولة العبرية.

وبخصوص العراق دعا سولانا الى "الحفاظ على البرنامج المعد للعراق: بعد الانتخابات، مجلس رئاسي وحكومة ومشروع دستور". وقال "يجب العمل معا على مشروع امن جماعي اقليمي" و"مواصلة التحضير لمؤتمر دولي نال دعم اوروبا واميركا خلال زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى بروكسل".

وحول الوضع في لبنان قال سولانا "يجب المساهمة في بناء لبنان سيد ومستقل وديموقراطي". واضاف ان ذلك يحصل عبر "احترام القانون" لا سيما تطبيق كل قرارات مجلس الامن الدولي في المنطقة و"دعم التعبير الحر والديمقراطي عن ارادة اللبنانيين عبر انتخابات" تشريعية وهي مسألة يجب ان تكون موضع حوار بين السلطات الحالية والمعارضة.

ودعا سولانا ايضا الى ان تشكل الذكرى العاشرة لعملية برشلونة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مناسبة "للالتزام بجهود جديدة في قطاعات جديدة". وعدد على سبيل المثال مسائل الامن والهجرة والبيئة ودعم المجتمعات المدنية على جانبي المتوسط.