خلف خلف وبشار دراغمه من رام الله: رفضت إسرائيل نتائج القمة العربية في الجزائر، على الرغم من تفعيلها لمبادرة السلام الرامية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل لا يمكن أن توافق على نتائج القمة الحالية كونها مشروطة من قبل الدول العربية، وحسب هذه المصادر فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة شارون تشترط الدخول في مبادرات السلام دون أي شروط مسبقة، وكانت إسرائيل قد وصفت سابقا المبادرة التي أطلقتها السعودية العام الماضي والتي جرى تفعيلها في قمة الجزائر بانها لا تمثل نقطة انطلاق وان على الدول العربية أن تبدأ التفاوض دون شروط!

هذا وقد افتتحت ظهر اليوم الثلاثاء في العاصمة الجزائرية القمة العربية في دورتها الـ 17 حيث دعا أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الدول العربية في الكلمة الافتتاحية للقمة إلى عدم تقديم تنازلات أو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل دون الحصول على "مقابل حقيقي"، وقال موسى إن "إسرائيل تواصل الضغط لتحصل على تنازلات دون مقابل". وأضاف أن إسرائيل تتصور أن ما تحظى به من دعم "يسمح لها بمواصلة الاستيطان وأن العرب مع ذلك سيتنازلون ويطبعون معها دون مقابل يذكر".

وأكد أنه "يجب أن يكون الالتزام مقابل الالتزام لتقام العلاقات بالتوازي مع الانسحاب الشامل وإقامة دولة فلسطينية"، مضيفاً أنه "عندئذ يمكن التوصل إلى سلام متوازن".

وقد افتتح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئيس القمة بكلمة دعا القادة العرب في مستهلها إلى تلاوة الفاتحة على أرواح القادة العرب الذي انتقلوا إلى ذمة الله بعد قمة تونس، وهم الرئيسان الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وشدد الرئيس التونسي على تمسك العرب "بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق". وجدد الرئيس التونسي عزم الدول العربية على المضي في طريق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ودعم المجتمع المدني بما يخدم مصالح بلده، وأكد دعم العرب لقضايا فلسطين والعراق وسورية ولبنان والسودان والصومال.

وتحدث رئيس القمة عبد العزيز بوتفليقة بعد تسلمه رئاسة القمة من الرئيس التونسي داعياً إلى مصالحة عربية للنهوض بالعمل العربي المشترك، واعتبر أن انعقاد القمة العربية -حتى وإن تعذر حضور جميع القادة- مهم بحد ذاته على هذا الطريق.
وأكد بوتفليقة حاجة المجتمعات العربية للإصلاحات، مشدداً في الوقت نفسه على أن الإصلاحات "لم ولن تفرض علينا"، وإنما كانت الجزائر سباقة في هذا المجال، وانتقد بوتفليقة المشروع الأميركي المسمى الشرق الأوسط الكبير لإحلال الديمقراطية في المنطقة، محذراً من مخاطر هذا المشروع على الهوية العربية.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ثاباتيرو الذي دعا إلى مواصلة الإصلاحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عمر إلفا كوناري.
هذا وقد بدأ القادة العرب قمتهم السنوية اليوم الثلاثاء في الجزائر العاصمة وعلى رأس جدول أعمالهم القضية التقليدية التي قامت جامعة الدول العربية قبل 60 عاماً للتصدي لها وهي الصراع العربي الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تعيد القمة التي تستمر يومين ويحضرها 13 زعيماً من أعضاء جامعة الدول العربية المؤلفة من 22 عضواً تأكيد الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أقرت في 2002 ورفضتها إسرائيل مراراً.
ومعظم الزعماء الغائبين عن قمة الجزائر من زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لا يحضرون عادة مؤتمرات القمة العربية، كما قرر العاهل الأردني الملك عبد الله عدم الحضور بعد أن أضاف وزراء الخارجية العرب شروطاً صريحة على مبادرة بلاده لعرض إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل الانسحاب إلى حدود عام 1967.
كما يغيب أيضاً الرئيس اللبناني إميل لحود الذي تواجه بلاده أزمة سياسية عقب اغتيال الحريري قائلاً إنه منشغل بقضايا داخلية.
وقد أعلن مصدر في الوفد السعودي قبيل افتتاح القمة العربية في الجزائر، أن ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز لن يشارك في أعمال هذه القمة.
وأوضح هذا المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته أن الأمير عبدالله "لن يشارك في القمة وسيترأس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الوفد السعودي"، ولم يكشف أسباب تغيب ولي العهد السعودي عن أعمال القمة.
والزعماء الحاضرون هم رؤساء الجزائر وجيبوتي ومصر والعراق وموريتانيا والسلطة الفلسطينية والصومال والسودان وسورية وتونس وليبيا وعاهل المغرب وأمير قطر