اعتدال سلامه من برلين: يحاول التركي محمد علي آغا الذي أطلق النار على البابا يوحنا بولس الثاني قبل 24 سنة نشر كتاب يكشف فيه عن خبايا هذه المؤامرة، ويفجر فيه قنبلة بكشفه إنه تلقى مساعدة من داخل الفاتيكان.

وكان آغا قد أطلق على البابا طلقتين ناريتين أصابته بجروح بليغة ظل تأثيرها مستمرًا على حالته الصحية، واعترف عند القبض عليه عام 1981 بأنه تلقى أوامر ربانية لقتل البابا لكنه يقول اليوم إنه لولا مساعدة كرادلة ورجال دين داخل الفاتيكان لما تمكن من تنفيذ خطته.

ويريد الآن حسب ما قاله لصحيفة " لا ريبوبليكا" الإيطالية الكشف عن كل خلفيات الحادث ضمن كتاب سيكون جاهزا للطبع في الشهرين القادمين وكتب حتى الآن حوالي 150 صفحة منه.

وأطلق التركي أغا في 13 أيار( مايو) عام 1981 النار على البابا وكان يستقل سيارة مكشوفة لتحية المتجمعين في ساحة بطرس بروما، وحكم القضاء الإيطالي عليه في البداية بالسجن المؤبد واستطاع الفاتيكان تخفيض حكمه، وفي سنة 2000 سلم إلى السلطات التركية، ويقبع حاليا في السجن باسطنبول تحت حراسة مشددة جدا بتهمة السطو.
ومن أخطر ما قاله أغا إنه بهدف إطلاق سراحه نظم الفاتيكان في شهر حزيران( يونيو) 1983 خطة لخطف امنويلا أورلندي ابنة موظف في الفاتيكان بهدف التبادل .

ونفى الكاردينال روبرتو توتشي في الفاتيكان كل ما قاله آغا ووصفه بالثرثرة التامة وبأنه كان دائما راوي قصص لا كاشف للحقائق.

ورغم مرور سنوات طويلة إلا أن أحدا لم يكشف حتى الآن خلفية الاعتداء ومن كان وراءه ولماذا اختير أغا التركي بالتحديد لارتكاب هذه الجريمة. وتردد يومها أن المخابرات السرية السوفياتية هي المخطط وأوكلت إلى التركي مهمة التنفيذ بعدها تردد أن المخابرات السرية البلغارية بالتعاون مع مخابرات ألمانيا الشرقية السرية" الشتازي".

وفي هذا الصدد قال كريستان بوس المتحدث في دائرة ارشيف " الشتازي" وهي دائرة تشكلت بعد الوحدة الألمانية بأنه لم يعثر حتى الآن على ما يدل على تورط مخابرات ألمانيا الشرقية في محاولة اغتيال البابا ولا توجد أدلة تشير باصبع الاتهام إلى المخابرات السرية البلغارية أو السوفياتية.

وفيما يتعلق بخطف الفتاة أمنويلا قال فرناندو أمبوسيماتي وهو أحد القضاة الذين شاركوا في محاكمة أغا وأورد في كتاب له أن خاطفيها كانت دائرة مخابرات سرية في أوروبا الشرقية، بهدف تخويف البابا للكف عن انتقاده للشيوعية مما ينفي علاقة تبادله كما يدعي التركي.

في المقابل قالت الحكومة البلغارية قبل أيام إن لدى دائرة المخابرات " الشتازي" ملفا يحتوي على الخطة السابقة لاغتيال البابا وكيفية تنفيذها. وأشارت صحف إيطالية قبل يومين إلى أن الشتازي والمخابرات السرية البلغارية تعاونتا في تنفيذ الاغتيال مع المخابرات السرية السوفياتية.

وأبدت بلغاريا استعدادا السماح للجنة برلمانية إيطالية شكلت لإلقاء نظرة على هذا الملف وهو بحوزتها. ويريد باولو غوتزنتي رئيس هذه اللجنة السفر قريبا إلى اسطنبول للتحدث مع التركي آغا لسماع أقواله.