بكين: طوال عهد البابا يوحنا بولس الثاني، بقيت تايوان القضية الشائكة التي عرقلت تطبيع العلاقات بين الصين والفاتيكان.ويقول خبراء ان هذه العلاقات كانت صعبة ايضا بسبب القمع الذي يتعرض له الكاثوليك الصينيون، ويمكن ان تزداد تعقيدا اذا تبين ان اسم كردينال "سري" قد يكون حدده البابا قبل وفاته، صيني.

ومنذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في 1951 بعد عام واحد من طرد بكين السفير البابوي ثم قيام البابا بعد ست سنوات بطرد 12 اسقفا عينهم النظام الشيوعي، اعترف الفاتيكان بتايوان التي فر مبعوثه اليها. وأدانت الصين هذه الخطوة اذ انها تعتبر تايوان اقليما متمردا سيعود الى الوطن الام شاء ام ابى.

وفي الصين القارية، اقام الشيوعيون كنيسة كاثوليكية وطنية ضمت حوالى اربعة ملايين مؤمن وهو عدد يعادل تقريبا التقديرات المتعلقة بالذين يعترفون بسلطة البابا والمجتمعين في كنيسة سرية. وتدين منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في الخارج باستمرار الاضطهاد الذي يتعرض له هؤلاء المسيحيون.

وخلال حملة اعتقالات استهدفت كهنة في آب(اغسطس) الماضي في الصين، أدان الفاتيكان بشدة ما رأى انه "انتهاك خطير لحرية الدين التي هي حق اساسي للانسان".

والفاتيكان الذي يتحفظ عادة في انتقاداته لبكين، اعلن في الوقت نفسه ان المونسنيور جيوفاني كيجيان اسقف يانتاي في اقليم شاندونغ توفي في السجن عن 76 عاما في مؤشر على توتر تصاعد في العام 2000.

وفي السنة نفسها، اختارت الكنيسة الوطنية خمسة اساقفة جددا بينما اعلن البابا قداسة 120 شهيدا صينيا.

وبعد خمسة اعوام، لم تقطع الاتصالات لكن عهد الدبلوماسية الناشطة التي شهدتها التسعينات في محاولة لتحريك العلاقات، ولت.

وما زالت بكين تشترط قطع العلاقات مع تايوان لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان وتطالب بالتدخل في تعيين الاساقفة وهذا الشرط المسبق غير مقبول من جانب الفاتيكان الذي لا يخفي رغبته في تطبيع العلاقات يوما مع دولة تضم هذا العدد الهائل من السكان مع ان الكاثوليك ليسوا كثرا فيها. وقال الاستاذ الجامعي الكاثوليكي الذي يقيم في هونغ كونغ انطوني لام ان "البابا كان يود زيارة الصين". واضاف "من وجهة النظر الانجيلية لا يمكن للكنيسة تجاهل وجود واحتياجات 1.3 مليار نسمة".

وعلى الرغم من استمرار التوتر، كانت الحكومة الصينية عبرت اليوم السبت قبل وفاة البابا عن "قلقها" لتدهور صحته بعد ان عبرت الجمعة عن املها في "شفائه".

ويرى المراقبون ان النظام الشيوعي يريد ان ان يبدو في صورة محترمة على الصعيد الديني ويمحو تعنته حيال كنيسة الصمت وكذلك حيال تايون بعد تبنيه قانونا يسمح باستخدام القوة لمنع انفصال الجزيرة. ويؤكد محللون ان انتخاب بابا جديد سيمنح تايوان "موقعا دبلوماسيا" لدى الفاتيكان لن يرضي بكين.