بغداد: إذا أراد الزعماء الجدد بالعراق معرفة مدى وحشية أعدائهم المسلحين فان ملعبا لكرة القدم بمدينة الحديثة يعرض لمحة دامية لما يواجهونه. وقال شهود انهم يعتقدون ان مسلحين قتلوا بالرصاص 19 من عناصر الحرس الوطني العراقي هناك في رابعة النهار امس الاربعاء فيما بدا وكأنه عملية اعدام وحشية.

وأظهرت مشاهد صورها المسلحون لعمليات القتل وأذاعتها القنوات الاخبارية رجالا معصوبي الاعين يرتدون ملابس مدنية يرقدون على أرض موحلة وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم.

وتشير ثقوب طلقات الرصاص في جدار قذر بجوار الجثث الى أنه تم صفهم وأطلق عليهم مسلحون يمثلون فرقة اعدام الرصاص.

وفي أحد المشاهد ركز المسلح الذي صور الجثث على أحد الاشخاص الذي كان يرقد وبركة من الدماء تحت رأسه. وسريعا ما اتضح السبب مع اقتراب عدسة التصوير من هذا الشخص. فقد كان الرجل مازال يتنفس.

وابلغ شهود مصورا ان المسلحين ابلغوهم بأنهم سيقتلون هؤلاء الرجال لانهم من قوات الامن. وأصر مسؤول من وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه على ان الضحايا كانوا جميعا صيادين.

وربما لا تعرف حقيقة ما حدث أبدا مع انتشار المعلومات المتضاربة في خضم سعي الاطراف المتنافسة من اجل الحصول على مراكز منذ اجراء الانتخابات التاريخية في البلاد قبل نحو ثلاثة أشهر.

ومهما كانت هوية هؤلاء القتلى فان عملية قتلهم تمثل ضربة أخرى للامال التي راودت العراق بأن انتخابات 30 يناير كانون الثاني ستؤدي الى نهاية سريعة للتفجيرات الانتحارية الوحشية وعمليات الخطف والذبح.

ولم تدع مثل هذه العملية مجالا للشك في ان المسلحين قادرون على التجول في مدن مثل حديثة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمال غربي بغداد وجمع عدد كبير من الاشخاص وقتلهم دون مقاومة فيما يبدو.

ومثل هذه العمليات الدموية ليست أمرا غير معتاد في العراق. فقد انزل المسلحون يوما 49 جنديا عراقيا من حافلة على طريق ناء واطلقوا الرصاص على رؤوسهم. وتسببت تفجيرات انتحارية أكثر من مرة في مقتل اكثر من مئة شخص.

لكن المذبحة التي شهدتها حديثة جاءت في وقت تتصاعد فيه مشاعر الاحباط بسبب الفشل في تشكيل حكومة جديدة بعد نحو ثلاثة اشهر من الانتخابات.
وكان من المتوقع ان يعلن العراق عن تشكيل حكومة الخميس لكن خلافات اللحظة الاخيرة تهدد بعرقلة عملية خيم عليها بالفعل تصاعدا في أعمال العنف من جانب المسلحين.