نصر المجالي من لندن: استنكارا لحملتها الكلامية عبر مقالات وأخبار رافقتها أخرى كاريكاتيرية ضد النائب الشيعي في مجلس الأمة سيد حسين القلاف، فإن صحيفة (الوطن) الكويتية تستعد غدا السبت لمظاهرة شعبية احتجاجية أمام مقرها ضد تلك الحملة التي يعتقد أبناء هذه الطائفة التي تشكل ما بين 18 و20 % من سكان دولة الكويت ذات الغالبية السنية أنها موجهة ضدهم جميعا من جانب الصحيفة التي بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة في مغازلة التيار السلفي السني في البرلمان.

وكان النائب القلاف وهو المعمم الوحيد في البرلمان الكويت شن هجوما علنيا ضد صحيفة الوطن واتهما بأنها حرفت تصريحاته خلال مناقشة استجواب وزير الصحة السابق الدكتور محمد أحمد الجار الله، الذي استقال في الأسبوع قبل الماضي بعد أن تقدم خمسة نواب يمثلون الشيعة في الكويت وخمسة آخرون من السنة يمثلون قبيلة العوازم الكبيرة بطرح الثقة في الوزير الجار الله.

وتعتقد المصادر الكويتية أن التحالف العازمي ـ الشيعي جاء بسبب عدم وجود وزير لأي منهما في حكومة الشيخ صباح الأحمد الصباح، وكان آخر وزير شيعي هو محمد أبو الحسن وزير الإعلام قد استقال في أواخر العام الماضي بعد استجاب برلماني له حيث اتهمه برلمانيون بالتسيب في إدارة وزارة الإعلام والبذخ في رعاية مهرجانات فنية وغنائية من بينها ستار أكاديمي.

وذكرت المصادر أن رئيس الحكومة الكويتية عازم على إرضاء قبيلة العوازم والشيعة بتعيين وزير لكل منهما في أي تعديل حكومي طفيف قريب، وعلم أن من بين أبرز المرشحين لتولي حقيبة وزارة الصحة هو الدكتور يوسف زلزلة النائب في البرلمان وهو شيعي.

وأشارت المصادر على أن حملة صحيفة الوطن التي آلت رئاسة تحريرها قبل أسبوعين إلى الشيخ خليفة وهو نجل وزير البترول الأسبق الشيخ علي الخليفة العذبي الصباح القريب من التيار الإسلامي تصاعدت بعد أن هاجمها النائب حسين القلاف بالاسم خلال جلسة استجواب الجار الله.

وكان هجوم النائب حسين القلاف على صحيفة "الوطن" وصل ذروته خلال مناقشة مجلس الأمة لاستجواب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون البرلمانية محمد ضيف الله شرار الذي نجا من طلب طرح الثقة وحافظ بذلك على موقع الوزاري بعد حشد من نواب القبائل وراءه باعتباره الوزير البدوي في الحكومة، وفي هجومه ضد الصحيفة قال القلاف إن (الوطن) "افترت عليه وحرفت كلامه وزورت ما قاله في جلسة استجواب وزير الصحة رغم أن نفس الكلام منشور في صحف أخرى".

كما إنه رد على خبر للصحيفة كانت نشرته في وقت سابق قالت فيه إن النائب القلاف هدد باستجواب رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحد نفسه. ورد على الصحيفة خلال استجواب الوزير شرار بالقول "لم أهدد باستجواب الشيخ صباح إذا لم يُقًلْ وزير الصحة محمد أحمد الجار الله". واعتبر القلاف وهو نائب أثار قبل ثلاث سنوات جدالا كبيرا بمغادرته الكويت متوجها إلى طهران ، تعبيرا عن الغضب من ممارسات حكومية وبرلمانية، لكنه عاد راضيان اعتبر أن صحيفة "الوطن" أثارت الموضوع طائفيا وقبليا بهدف محاولة إثارة الفتنة.

وزاد في الهجوم على الصحيفة "هل يتصورون انهم قاضبين صحافة فيهددونا.. استحوا يا سراق المال العام.. ليس لديكم حياء لم تقدروا على حماية الوزير.. أين الوطنية التي لديكم وأين الحس الإعلامي (يخرب بيتكم) ، وقالت صحيفة "الوطن" في حينه إن "حسين القلاف بعدما خرج من الجلسة تفوه بمجموعة أخرى من الألفاظ نعف عن نقلها".

وفي ذات الجلسة، فإن النائب الشيعي صالح عاشور شاطر القلاف موقفه من دون أن يذكر صحيفة (الوطن) بأن دعا رئاسة مجلس الأمة والنواب إلى اتخاذ موقف واضح تجاه الصحافة، معتبرا أنها فسرت نوايا النواب لخلق حالة من الشك بالمجتمع، وقال "والحديث عن الطائفية والقبلية للنواب يعني أن الصحافة غير أمينة على مصلحة البلد داعيا إياها لالتزام حدودها".

كما انضم النائب جمال العمر إلى ركب النواب مهاجمي الصحافة بقوله "مسيطر عليها من قبل (كم عائلة)، لكن رئيس المجلس جاسم الخرافي الذي يملك اسهما كبيرة في صحف كويتية عديدة أبرزها صحيفة (القبس) رد على النواب رافضا الحديث عن الصحافة في الجلسة ومطالبا النواب بتقديم ما لديهم من إيضاحات لإرسالها للصحف "ونشرها غصبا عليها أو نحيلهم إلى القضاء".

وإلى ذلك، فإن المصادر الكويتية تخشى من أن تؤدي مظاهرة الاحتجاج غير المسبوقة أمام صحيفة (الوطن) إلى مزيد من الشرخ والفتنة الطائفية التي يحاول الجميع تفاديها منذ زمن طويل. واضطرت الأزمة الطائفية التي حاولت بعض الجهات تأجيجها في الكويت رئيس الحكومة الحكومة الشيخ صباح إلى التحاور مع مختلف الأطراف والأطياف الدينية قبل خمسة أشهر لوضع حد لأزمة كادت تكون مؤكدة وتحمل معها نتائج لا تحمد عواقبها.