علي اوحيدة من بروكسل: يمثل الملف النووي الإيراني المحور الرئيسي للقمة الروسية الأميركية التي ستجري أعمالها مساء اليوم الأحد في موسكو.
وسيجتمع الرئيس الأميركي جورج بوش في الكرملين لمدة ساعة كاملة مع نظيره الروسي فلادمير بوتين قبل تحولهما الى الداتشا الشخصية للرئيس بوتين في ضواحي موسكو لتناول العشاء.
وبالرغم من الجدل المتنامي حول حقيقة دور الاتحاد السوفييتي السابق في أوروبا بعد دحر النازية فانه يتوقع ان يركز الرجلان على مواضيع رئيسية تخص التنسيق بين القوتين في المستقبل بشأن ثلاث ملفات محددة وهي الملف النووي الإيراني و إدارة أزمة الإرهاب الى جانب العمل على تجنب أي تصدع على هندسة الأمن الأوروبية بسبب توجه العديد من دول وسط آسيا و منطقة القوقاز الى الابتعاد عن روسيا والتقارب مع الغرب.
وعلم من مصادر أوروبية حسنة الاطلاع ان قضية وزير الطاقة النووية الروسي السابق افيغيني اداموف والمحتجز حاليا في سويسرا ستكون أحد المواضيع الساخنة بين بوش وبوتين. واعتقلت السلطات السويسرية افيغيني اداموف الاثنين الماضي بطلب من القضاء الأميركي الذي يطالب بتسليمه للعدالة الأميركية بتهمة الاستيلاء على تسع مليون دولار سلمت الى وزارته من مؤسسات أميركية حسب واشنطن.
وتعمل السلطات الروسية جاهدة حاليا لمنع سلطات بيرن من تسليمه للولايات المتحدة. وقال نائب وزير الدفاع الروسي السابق نيكولاي ميخائيلوف في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام السويسرية ان موسكو سوف تعترض بقوة على تسليم امادوف وانه توجد شكوك ان واشنطن تسعى لاستجوابه لاسباب أخرى. وتقول نفس المصادر الاوروبية ان وزير الطاقة النووية الروسي السابق على دراية بالعديد من الأسرار الهامة التي تتعلق بالعلاقات النووية الخارجية الروسية والتي تهم الولايات المتحدة وفي مقدمتها التعاون الروسي الإيراني في المجال النووي . وتأتى محادثات الرئيس بوش مع فلادمير بوتين في وقت وجهت فيه الجمهورية الإسلامية عدة مؤشرات بما فيها نهار اليوم الأحد عبر تصريحات للخارجية الإيرانية أعربت فيها عن نية طهران في استئناف أنشطتها النووية .
ومن المرجح ان يطالب بوش نظيره الروسي بالتزامات روسية فعلية في هذا الملف والذي يثير أيضا قلق الاتحاد الأوروبي . وتواجه العلاقات الروسية الأميركية خلافات أخرى ومن بينها قرار موسكو مؤخرا تسليم 100الف بندقية كلاشنكوف الى فنزويلا الدولة المتمردة في وسط القارة الأميركية على النفوذ الأميركي وكذلك بشأن خطط موسكو تزويد دمشق بعدد من الصواريخ المتطورة. وتقول المصادر الاوروبية ان الرئيس بوش يحرص على إقامة علاقات عمل طبيعية مع روسيا ولكنه يريد توظيف التطورات المسجلة في وسط القارة الاوروبية ومنطقة القوقاز لصالح تكريس مزيد من النفوذ الغربي وهو ما حرص على التلويح به أمس في استونيا وسيعود الى تكرار ذلك الثلاثاء القادم في جورجيا. ومن المتوقع وفي هذا الاتجاه ان يطالب بوش رسميا من الروس فسخ معاهدة الصادقة والتعاون القائمة منذ عام 1939 بينهم وبين دول البلطيق. ويقول بوش ان اقامة حزام من الديمقراطية من حول موسكو هو لصالح المصالح الروسية نفسها. واعتبرت واشنطن ومنذ هجمات 11 سبتمبر روسيا حليفا قويا في إدارة ازمة الإرهاب وهو ما يدفع بالإدارة الأميركية الحالية الى تجنب نسف كافة الجسور مع موسكو ليقينها بان معركة الإرهاب ستسمسر لفترة طويلة ولازالت مجهولة الجوانب .
التعليقات