رفض بشدةقانون الـ2000 الانتخابي
عون للتحالف مع الموالين لسورية
بيروت : قال ميشال عون ابرز زعماء المعارضة المسيحيين المناهضين لسورية في لبنان الذي عاد الى البلاد بعد ان امضى ما يقارب15 عاما في المنفى انه مستعد لنسج تحالف انتخابي مع القوى الموالية لسورية بما فيها حزب الله.وقال العماد ميشال عون في مقابلة مع وكالة رويترز للانباءردا على سؤال حول امكانية التحالف مع اشخاص يعتبرون من الموالاة مثل حزب الله " نعم ولمَ لا.. نحن حركة اصلاحية خرج السوريون من لبنان وكلنا متفقون على علاقة جيدة مع سورية.. ولماذا لا نتفق اذا اتفقنا على برنامج اصلاحي."ويشكل عون اكبر قوة في المعارضة المسيحية التي طالبت بانسحاب القوات السورية من لبنان فيما يعتبر حزب الله القوة الابرز في تحالف القوى الموالية لسورية.ولقي عون استقبال الابطال لدى عودته يوم السبت الماضي حيث تجمع عشرات الالاف لاستقباله في ساحة الشهداء وسط بيروت التي كانت مسرحا لمسيرات احتجاج مناوئة لسورية خلال الاشهر الثلاثة الماضية بعد اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط (فبراير) .
وتوحدت مطالب المعارضة المؤلفة في غالبيتها من المسيحيين والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض المسلمين بعد اغتيال الحريري حول الانسحاب السوري من لبنان واقالة قادة الاجهزة الامنية الموالية لسورية والمطالبة بلجنة تحقيق دولية في الاغتيال وعودة العماد عون وضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها والتي تقرر ان تجرى على اربع مراحل تبدأ في التاسع والعشرين من ايار (مايو) الجاري وتنتهي في التاسع عشر من حزيران (يونيو) المقبل.
ولكن وبعد تحقيق معظم مطالب المعارضة ومغادرة اخر جندي سوري الاراضي اللبنانية اواخر الشهر الماضي اتسعت الفجوة بين المعارضة وبدأت الانقسامات تظهر الى العلن مع بدء العد التنازلي للانتخابات.وهاجم عون الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووصفه بانه "كسائق التاكسي" ليس له موقف "دوخ الذين معه قبل ان يدوخني .. انه انسان غير مستقر في حياته السياسية ولا احد يستطيع معرفة ماذا يريد ولا نستطيع ان نتعاطى معه على هذا الاساس."وقال عون ان جنبلاط "استفاق ليلا ولا اعرف ماذا حلم في نومه وبدأ بمهاجمتي. يجب ان يسأل وليد ما غايته من هذا الموضوع."
واوضح انه لن يجري اتصالا معه قائلا "عندما يقول الانسان لا اريد ان ازورك لماذا سأتصل به. .. السياسة لا تقوم على الخدع. هذا عيب."
وكان عون قال مرارا ان اعضاء التيار الوطني الحر الذي يتزعمه سينافسون في الانتخابات البرلمانية. ولم يذكر ان كان سيخوض الانتخابات البرلمانية لكنه لمح الى انه قد يسعى الى الرئاسة.
ورفض عون الاعلان عن عدد مرشحيه في المناطق وقال انه مازال يجري دراسة حول عدد المرشحين. وقال "ليسوا كثرا. في الاقضية التي لدينا فيها وجود لنا الحق ان نساهم فيها. ونرشح اشخاصا في الاماكن التي نعرف ان لنا فيها معدل الاصوات التي يجب ان يحصل عليها المرشح في كل منطقة."وقال عون "اذا اردت ان اترشح وفي اي منطقة هذا يتم في اخر دقيقة. في 21 حزيران (يونيو) نصل الى انتخابات جبل لبنان. سأدع الكل يتصرفون وينكشفون امام الرأي العام عندها سنتصرف نحن... لنرى كيف يتصرفون. لقد شكلوا لوائحهم وسيعلنوها ولم يتحدث معنا احد في الموضوع فكيف اذن يقولون اننا سنلغيهم ومن الذي يلغي الاخر."وتساءل "هل من المعيب ان نترشح في المناطق التي لدينا فيها شعبية.. من المعيب ان نشكل معارضة مسيحية موجودة فقط في رقعة صغيرة.. هناك محاولة لتطويقنا وتحجيمنا."وتحدث عون عن الفساد في لبنان وقال ان "الكل اعترف بالفساد .. الحقيقة الكبيرة انه يوجد فساد في لبنان . هل تودون معرفة من الذي جسد هذا الفساد. هل يعقل ان هذا الفساد لا يمكن تحديده اين."
وردا على امكانية ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية قال " لا لن اترشح. اذا كنت رئيس انقاذ لوضع سيئ سأتحمل مسؤوليتي. ولكن انا سجنت كثيرا في حياتي حتى اسجن نفسي ست سنوات اخرى . يكفيني سجنا . بعبدا (القصر الرئاسي) سجن.. وهذه جربتها انا. صورتي خرجت متفحمة من بعبدا بفضل اعلام واسع وكاذب."واشار الى "جو من الكذب والمخادعة يسيطر على الحياة السياسية في لبنان وهذا يضرب كل خطة اصلاحية وكل فكر سياسي اصلاحي."وعن حزب الله قال عون انه بحث مع وفد يمثل الحزب زاره قبل يومين الافكار العامة " كانوا شفافين ونحن كنا شفافين وتواعدنا ان نتلاقى مع السيد حسن نصرالله عندما تسمح لنا الظروف"واكد عون ان حزب الله "يمثل قسما كبيرا من الشعب اللبناني ولا يصح ان لا يندمج هذا القسم في المجتمع اللبناني سياسيا واجتماعيا. فهو لديه مخاوف وشغلتنا ان نساعد على تبديد المخاوف ونزيد الثقة وهذا الامر لا يتم الا بحوار مباشر وتوضيح المواقف والحلول المطلوبة تجرى بشكل اختياري وليس بشكل مفروض."وقال "انا لا استعمل مثلا كلمة نزع السلاح وانما استعمل كلمة تسليم السلاح وعلي ان اقنع الحزب ان الدفاع هو بيد الدولة وهو مطمئن لهذا الدفاع وكيف نستطيع ان ندعمه حتى يصبح هناك جو ثقة امن لحزب الله ولكل اللبنانيين."
رفض قانون ال2000 الانتخابي
حمل العماد ميشال عون بشدة اليوم على قانون العام 2000 الانتخابي الذي ستجري على اساسه الانتخابات التشريعية اللبنانية المقررة ابتداء من 29 ايار(مايو)، معتبرا انه "يهمش الشعب اللبناني" وداعيا اللبنانيين الى "البقاء متحفزين".وقال عون اثر لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير "لن نرضى اطلاقا بما يحصل ولن نقبل ابدا باجتماعات فولكلورية لاخراج هذه الحيل وهذا الغدر بالاتفاقات والتحالفات".والاجتماع الذي حصل في مقر البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت، انعقد بعد ساعات قليلة من اجتماع مجلس المطارنة الموارنة، اهم مرجعية مسيحية في لبنان، الذين حملوا بشدة ايضا على هذا القانون الانتخابي معتبرين انه "يمس بالعيش المشترك الاسلامي المسيحي".
وقال المطارنة الموارنة ان القانون يسمح للمسيحيين باختيار "15 نائبا فقط من اصل 64 نائبا" في حين ان "المسلمين ينتخبون 49 نائبا مسيحيا" و"ياتي مناقضا لميثاق الطائف الذي اصبح دستورا".
وقال عون انه قبل الانسحاب السوري الذي انتهى في 26 نيسان(ابريل) الماضي "كان هناك رستم غزالي الذي كان يؤلف اللوائح الانتخابية (..) والآن اصبح لدينا عدة رستم غزالي في كل منطقة يعتبر نفسه الاقطاعي المسؤول عن الشعب ويعطي الحصص للآخرين".ودعا عون "الشعب اللبناني الى البقاء متحفزا لمواجهة محاولة التهميش واثبات وجوده بنفسه".وكانت مظاهرات ضخمة نظمت بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط(فبراير) الماضي، ادت الى سقوط حكومة عمر كرامي والى الانسحاب السوري واستقالة رؤساء الاجهزة الامنية، وجميعهم حملهم قادة المعارضة اللبنانية مسؤولية اغتيال الحريري.
التعليقات