مولود في العراق ويعرفه مثل راحة يده
سفير بريطانيا "العربي" يغادر بغداد

نصر المجالي من لندن: قررت وزارة الخارجية البريطانية نقل السفير لدى العراق ادوارد شابلن الذي يعتبر أكثر دبلوماسي بريطاني خبير ومتخصص في الشؤون العربية، كما أنه يتقن اللغة العربية كواحد من أبنائها، والسفير المنقول عاش في العراق وولد هناك، وكانت أول مدرسة درس فيها في بغداد التي ولد فيها العام 1951 وعاش مع أسرته هناك لخمس سنوات قبل عودتها إلى بريطانيا، وهو حسب التقارير المعروفة عنه في السلك الدبلوماسي يعرف عن العراق أكثر مما يعرفه أهله عنه، كما أنه يعرف كثيرا من الدول العربية ومن بينها الأردن الذي خدم فيه سفيرا قبل العراق. .

وبعد عام من العمل المضني وإنجازات مهمة لم تخل من مصاعب سيعود السفير شابلن إلى مقر وزارة الخارجية في لندن هذا الأسبوع بعد عام قضاه هناك، ونفذ كثيرا من المهمات الصعبة في سبيل استقرار العراق وصولا إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الثاني (يناير) الماضي كخطوة أولى نحو السيادة والاستقرار وبدء عمليات الإعمار. وهو أبلغ صحيفة التايمز أن "فترة العام التي قضاها في العراق من أهم سني حياته".

والسفير شابلن (54 عاما) خريج جامعة كمبريدج التاريخية التي درس فيها الأدب العربي، وقال إنه كان يزور العراق بين حين وآخر "فلقد كان العراق يعيش حالا من السلام والاستقرار، ولكن الأوضاع في السنتين الأخيرتين كانت صعبة حيث يعيش البلد فوضى عارمة".

واشارت الصحيفة البريطانية إلى أنها أجرت المقابلة مع السفير شابلن في مقر السفارة البريطانية في منطقة الخط الأخضر في بغداد، حيث هناك مقر السفارة الأميركية أيضا، وهي قالت إن مقر السفارة وهي مبنى ضخم كان أحد القصور التي تعيش فيها إحدى عشيقات الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وكشفت أيضا أن المقابلة تمت بينما كانت المروحيات الأميركية تحوم في أجواء العاصمة في عملية عسكرية لمطاردة المسلحين.

يذكر أن من مسؤوليات السفير البريطاني لدى العراق ايضا هي الإشراف على القوات البريطانية، ويعمل في السفارة حوالي مئة دبلوماسي وموظف جلهم من البريطانيين، هذا فضلا عن كادر مؤلف من 90 آخرين يعملون في كل من البصرة وكركوك. وقالت (التايمز) إن تداعيات التطورات الأمنية أدت إلى مغادرة عائلات أطقم السفارة عائدة إلى بريطانيا خشية على حياتها.

ويعتبر مبنى السفارة البريطانية في بغداد قلعة محصنة وتقوم بحراستها فرقة من رجال الغوركا النيبالية التابعة للجيش البريطاني، وكان السفير شابلن يعيش هناك مع عائلته وأبنائه وهم زوجته وابنته ستيفيني (20 عاما) وهي طالبة في جامعة وورك وتوم (18 عاما) ويدرس في الثانوية المتقدمة (أيه ليفل) وجولييت الصغرى (16 عاما) وتدرس في مرحلة ما قبل شهادة الثانوية الإعدادية.

وفي الأخير، تحدث السفير شابلن بألم وحزن عن الحوادث الإرهابية التي تعرض لها مواطنون بريطانيون على أيدي العصابات المسلحة، ومن بينها مقتل الضحيتين كينيث بيغلي ومارغريت حسن، فضلا عن حوادث طفيفة أخرى تعرض لها البريطانيون، ولكنه عبر عن سعادته البالغة لعدم تعرض أي من كوادر سفارته إلى أي اعتداءات.