خوفاً من الغرامة المالية والمنع من السفر
سعوديون يستقلون قطار الشرق إلى ماليزيا هرباً من إحتجاجات تايلند

أحمد البشري من الرياض: الأنباء الآتية من بانكوك، حيث تشهد العاصمة التايلندية مظاهرات عدة نتج عنها إغلاق بعض المطارات، تشير إلى وجود عدد من السياح السعوديين هناك، ورغم عدم وجود تأكيدات لصحة هذه الأخبار من قبل الجهات الحكومية السعودية في الرياض، بالإضافة إلى اختفاء الشخص الوحيد الذي حصلت quot; إيلاف quot; على رقم هاتفه، الذي يبدو أنه أقفله وتوجه إلى مدينة باتايا لينطلق بعدها إلى بوكت ومنها إلى ماليزيا ليعود إلى أرض الوطن. اتصالات إيلاف لم تتوقف بحثاً عن سعوديين عالقون وسط الآلاف من المسافرين من مختلف الجنسيات، وجدوا أنفسهم عالقين وعاجزين إزاء الوضع إلى مغادرة البلاد بشتى السبل فيما تتواصل عمليات الإجلاء من قاعدة عسكرية بجنوب شرق البلاد. حيث لا يزال ما يقدر بنحو مئة ألف مسافر عالقين بسبب إغلاق مطارين في بانكوك بسبب التظاهرات.

في حين أظهرت بعض وسائل الأعلام السعودية، وجود عدد من الأسر السعودية، تعيش حالةً من الترقب والانتظار، داخل تايلند، عقب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، إذ أكد الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، في العاصمة السعودية الرياض، أنه تلقى على هاتفه الجوال، عددا من اتصالات طلب النجدة من قبل أسر سعودية عالقة في تايلند، حسب ما أوردته جريدة الشرق الأوسط اللندنية كما كشف مستثمر سعودي في قطاع السفر والسياحة، عن تلقيه عددا من الاتصالات الهاتفية من قبل أسر سعودية، تعيش وضعاً مأساوياً، نتيجة عدم قدرتها على مُغادرة الأراضي التايلندية.

والأمر بالنسبة للسعوديين مختلف جداً في بانكوك، فهناك قطيعة سياسية بدأت في التسعينات ولم تنتهي حتى الآن، مع وجود بعض الأنفراجات في التعاملات الاقتصادية، في الوقت الذي لا تزال الحكومة السعودية أبنائها من السفر إلى هناك بأي شكل من الأشكال، إلا بصفة رسمية وغالباً ما تكون تجارية تتم تحت ضوابط معينة، أو رحلة علاجية، ربما هذا ما دفع بعض السياح إلى البحث عن منافذ أخرى للخروج، بعيداً عن ضجة الإعلام وما قد يسببه من مسائلة قانونية لهم حين عودتهم إلى أوطانهم، وقد تصل إلى أنزال بعض العقوبات بهم، التي تشمل الغرامة المالية، والمنع عن السفر، خصوصاً أن خيارات العودة إلى الوطن ليست بالمستحيلة وفي متناول الأيدي، عن طريق الانتقال إلى أحد الدول المجاورة، والتي غالباً ما ستكون quot;ماليزياquot;، ومن ثم العودة.

ردود فعل الحكومات الخليجية المجاورة متشابهة، ففي التقرير الذي نشر في إيلاف وأعدته الزميلة ميساء يوسف، أشارت فيه إلى أمر عدد من قادة دول الخليج وزراء خارجيتهم بالتحرك لإجلاء رعايا بلدانهم من العاصمة التايلندية بانكوك في ظل الاوضاع الامنية المتدهورة التي تشهدها البلاد، في الكويت أمر أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بإرسال طائرة أميرية خاصة لإجلاء المواطنين الكويتيين، وأصدر رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح توجيهاته لتنفيذ الامر معبرا في الوقت ذاته عن خالص الشكر والتقدير للتعاون الطيب الذي ابدته حكومة تايلاند بالمساعدة في سرعة اخلاء المواطنين الكويتيين وتأمين عودتهم لوطنهم.

وفي الإمارات قرر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إرسال طائرتين إلى تايلاند لإجلاء 260 من مواطني الدولة بعد الأحداث ، حيث سيتم إرسال الطائرتين مساء اليوم الجمعة لنقل الرعايا الموجودين في بانكوك. وقال مصدر في وزارة الخارجية الإماراتية لـ(وام) إن الطائرتين ستقلعان من مطار بديل من مطار بانكوك الدولي الذي ما زال مغلقا لنقل 260 إماراتيا تم تسجيلهم في السفارة وقد أعطيت الأولوية لكبار السن والعائلات.

وفي البحرين اعلنت شركة طيران الخليج وبالتنسيق مع وزارة الخارجية عن تسيير رحلة من مملكة تايلاند الى مملكة البحرين غدا لنقل رعايا مملكة البحرين الراغبيين في العودة، ودعت البحرين رعايها للاتصال بمكاتب شركة طيران الخليج في بانكوك او بسفارة مملكة البحرين في بانكوك. وفيما يبدو فأن حركة الطيران لم تتوقف كلياً في مطارات تايلند، خصوصاً تلك التي ستتجه إلى السعودية حيث أعلنت شركة طيران تايلندية تسيير رحلة خاصة إلى مدينة جدة السعودية لنقل مئات الحجاج المسلمين التايلنديين انطلاقا من مطار هاد ياي جنوب البلاد بسبب إغلاق مطار بانكوك الدولي.

وكان حوالي 400 حاج قد علقوا في مطار سوفارانابومي الدولي في بانكوك، ونقلت صحيفة quot;بانكوك بوستquot; التايلاندية، عن بريدي تشيفودي، أحد مستشاري زعيم الأقلية المسلمة، تشولارات تشاموندري، قوله: quot;أرجو من تحالف الشعب من أجل الديمقراطية أن يتفهم الاحتياجات الروحية للمسلمين التايلانديينquot; فيما يتعلق بأداء فريضة الحج. وفي مثل هذه الأيام من كل عام يتوافد المسلمون من شتى بقاع الأرض على السعودية لأداء فريضة الحج، وبعد غد الإثنين هو آخر يوم ستسمح فيه السلطات السعودية باستقبال حجاج من خارج أراضيها.