غسّان تويني لايلاف: الحرب مستبعدة

quot;نظرية الدولة القومية تجاوزها الزمنquot; غسّان تويني لـ quot;إيلافquot;: الحرب مستبعدة ولن أترشَّح في الانتخابات bull; الصحف اللبنانيَّة تنقل الصراعات العربيَّة الى داخل لبنان bull; لا هدنة بين النهار وسوريا bull; اعترافات جند الشام فيلم أميركي سخيف bull; حزب الله يتصرّف وكأنَّه يحكم لبنان فعلاً bull; وقفت ضد اتفاق الدوحة لأنَّ اجتماع اللبنانيين في غير عاصمتهم مرفوض

سمر عبد الملك: إنَّه عميد الصحافة quot;المتنوّرةquot; في لبنان. لقد واكب غسّان تويني الثمانينيّ سناً والعشرينيّ حماسة تاريخ لبنان الحديث، فشهد على الفصول الأدقّ منه، ولم يقدِّم مساهماته المكتوبة عن هذه الشهادة فقط، بل لطالما ساهم، ومن مواقع مختلفة ومتنوِّعة بقدر تعدّد وتنوّع المناصب التي تقلّدها والأدوار التي لعبها، في صياغة فصول كثيرة من الكتاب اللبنانيّ الكبير. صحافياً، قاد النهار صوتاً اعتراضياً، فصارت صحيفة على صورة لبنان ومثاله وبالضبط مثلما يشتهي اللبنانيّون أن يكون الوطن، فيحول السياسيّون دونهم وإنجازه واقعاً. وربَّما لهذا السبب، كانت النهار طوال سنيّ عمرها المديد تخاصم السياسيِّين متى صاروا في الحكم: سلاحها كلمة مدوّية، لا تدين بالولاء سوى للبنان. ولأنَّ الكتابة هي في لبنان محاولة دائمة لبناء وطن، لم يكن غريباً أن يعتني تويني بالارتقاء بها إلى مرتبة الفلسفة.

انخرط تويني في دهاليز العمل السياسيّ والدبلوماسيّ المحلي، فمارس السياسة مثلما كان يعلّمها أستاذ السياسة الأوَّل أفلاطون لتلامذته، أي بوصفها مهنة بحث عن الحق والخير. وفي المناصب العديدة التي تبوّأها، نائباً ووزيراً وسفيراً، كان تويني يبدو أقرب إلى فيلسوف أثينيّ منه إلى زعماء الإقطاع اللبنانيّ.

غسان تويني لبّى دعوة ناشر ورئيس تحرير quot;إيلافquot; عثمان العمير إلى لقاء في أبو ظبي، حيث التقته أسرة الصحيفة على هامش quot;مؤتمر الإعلام الإلكتروني: التحديات والفرصquot;، الذي انعقد في الإمارة برعاية مشتركة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وصحيفة quot;إيلافquot;.

فاجأ العمير أسرة quot;إيلافquot; بموعد اللقاء، فلم يترك متسعًا إلا للحماسة. تقدَّم تويني ببطء ليجلس فوق الكرسي المخصّص له وسط الجمع، فبادره ناشر quot;إيلافquot; بكلمة ترحيب كسرت صمت اللحظات الأولى، ليردّ تويني مازحًا: quot;يبدو أنّك خطيبquot;. بعدها، عرَّف العمير بفريق العمل quot;خليطاً من مختلف البلدان والانتماءات السياسيَّةquot;.

حين كاد عون يودي بحياة... تويني!

استهلّ تويني حديثه شارحاً بأسلوب ساخر أسباب العارض الصحيّ الذي ألمّ به أخيراً عندما كان يحضر جلسة الحوار الوطني اللبناني في القصر الجمهوريّ يوم الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، فروى أنَّ quot;ضغطه هبطquot; عندما شرع الجنرال ميشال عون في قراءة خطته الدفاعيَّة. ولم يستفق تويني من الغيبوبة إلا بعد أن استدعى رئيس الجمهوريَّة العماد ميشال سليمان فريقه الصحيّ الخاص الذي تولَّى نقل تويني في موكب رئاسيّ إلى مستشفى الجامعة الأميركيَّة في بيروت. وعقِّب تويني بالأسلوب الممازح نفسه: quot;حين رأى الناس موكبًا رئاسياً متّجهاً بصخبه وضجيجه إلى مستشفى الجامعة الأميركيَّة فرحوا، لكنَّ ظنَّهم سرعان ما خاب بعد ذلك حين علموا الحقيقة، خصوصًا أنّهم معتادون على ذهابي دورياً إلى المستشفىquot;.
وتويني مقتنع بالنظريَّة القائلة إنَّ quot;الراحة ليست علاجاًquot;، شارحاً أنَّ quot;من يعاني من تعب ما ويتعمَّد أخذ استراحة، تأخذ كل نقاط الضعف فيه حدها الأبعد، وتنعدم فعاليَّة المقاومة في الجسدquot;.

سعيد تقيّ الدين والشيعة
وعاد تويني ليروي أنَّ الجنرال عون استهلّ حديثه عن استراتيجيّته الدفاعية خلال الجلسة المذكورة بالقول: quot;كلّ مواطن مقاومquot;، في استلهام لقول الكاتب سعيد تقيّ الدين quot;كل مواطن خفيرquot;، وتابع الجنرال أنَّّ ما يريده هو خلق مجتمع مقاوم. وأوضح تويني في هذا السياق أنَّه كان quot;أوّل من استخدم التعبيرquot;، وذلك في مناسبة كانت تجمعه مع الإمام موسى الصدر. وأضاف: quot;عون يستسهل نسبة كل شيء إلى نفسه، فهو أخذ الخطة وعمّمها قائلاً إنَّ على كل لبنانيّ أن يصبح مقاومًاquot;. ولم يفته في مناسبة الحديث عن الخطَّة الدفاعيَّة وموقع لبنان في الصراع الإقليميّ الإشارة إلى أنَّ quot;الطائفة الشيعيَّة مظلومة بصورة العنف التي تسبغ عليهاquot;، موضحًا أنَّ لهذه الطائفة quot;بعدًا روحانيًّا، وتنتسب إلى جذور دينيَّة ترتبط بالصوفيَّة بشكل وثيقquot;.

من اليمين الى اليسار:عثمان العمير. غسان تويني. سلطان القحطاني. ميّ الياس في الصف الثاني: محمد حامد. نسرين عز الدين. عبدالله المسعود. سمر عبد الملك. مروة كريديّة. فهد سعود. عبد الرحمن الماجدي. زيد بنيامين. ناصر الغنيم.

الحرب... مستبعدة!
في ردّ على سؤال حول رؤيته للأوضاع الراهنة في لبنان، لفت تويني إلى أنَّ على الصحافيين الانتباه أنّ عملهم في هذه المهنة لا يعني أنّهم quot;منجمون مغربيونquot;، وبالتالي، على الصحافي أن يكتب ماذا حدث وليس ماذا سيحدث. وأضاف تويني أنَّ quot;الحرب لن تعود مجدداًquot;، موضحًا أنَّ الحروب quot;لا تحصل مجاناًquot;، وهي لن تحصل حالياً طالما أنَّ quot;لا مصلحة خلال الفترة الراهنة لأيّ دولة في العالم لتمويل هذه الحربquot;. وأضاف تويني: quot;لو قمنا بتحليل مصالح الدول الآن، لوجدنا أنَّه حتى سوريا نفسها ليس لديها مصلحة في تمويل حرب في لبنانquot; خلال هذه المرحلة.

لحم اللبنانيّين ومدافع الآخرين
يبدي تويني اعتراضه حين ترد على مسامعه عبارة quot;الصحافة المحليَّةquot;، نافياً أن يكون ثمَّة ما يمكن تسميته صحافة محليَّة بصورة عامَّة. يقول: quot;هناك صحف في لبنان، ولا يوجد ما يجمع بين الديار والنهار والسفير والأنوار...quot;، لافتًا إلى أنَّ المشكلة تتمثَّل في أنَّ الصحف اللبنانيَّة، باستثناء قلّة منها ربما، quot;أصبحت تنقل الصراعات العربيَّة إلى داخل لبنانquot;. وفي هذا السياق، استعاد تويني بالذاكرة الانتقادات الكثيرة التي انهالت عليه حين نشر بالفرنسيَّة كتابه Une Guerre pour les Autres (حرب من أجل الآخرين)، وذلك في العاصمة الفرنسيَّة باريس في العام 1985. وقال: quot;سئلت حينها لماذا لم أنشر الكتاب باللغة العربيَّة، فأجبت: أريد الإحتفاظ بكم صديق!quot;. ويقرأ تويني في الكتاب أسباب الحرب اللبنانيَّة، ويحلّل مواقف مختلف الأطراف ويقرأ quot;شجرة نسبهاquot;. ويعدّ الكتاب بمثابة رد على كلّ من قالوا إنَّ الحرب اللبنانيَّة هي حرب الآخرين، وهو أكَّد ذلك بالقول: quot;لقد كانت حرب من أجل الآخرين، استخدم فيها لحم اللبنانيين وقودًا للمدافعquot;.

الصحافة الورقيَّة باقية
وعارض تويني بشدّة ما ذهب إليه عثمان العمير من أنَّ quot;الصحافة الورقيَّة ذاهبة إلى المتاحفquot;، وذلك في الكلمة الاستهلاليَّة التي افتتح بها مؤتمر quot;الإعلام الإلكترونيّquot;. وفي هذا الإطار، استذكر تويني محاضرة لوالده جبران ألقاها مؤسِّس النهار مع انطلاق النشرات الإذاعيَّة الإخباريَّة، وقدَّم فيها تحليلاً شرح فيه أنَّ quot;الإنسان يشعر بالورق وكأنَّه جزء من جلدهquot;. وشرح تويني أنَّ الورق يختزن أمرًا حسيّاً، لا طاقة لأجهزة الحاسوب على اختزانهquot;. كيف يبرِّر تويني إذًا قرار صحيفة كريستيان ساينس مونيتور بالتحوّل من صحيفة ورقيَّة إلى إلكترونيَّة؟ يقول: quot;لقد أقفلت لأنَّها أساسًا كانت تعاني من ضعف الإقبال على نسختها الورقيَّةquot;.

قمباز في نيويورك
ويتذكّر تويني، الذي عيّن سفيرًا لبلاده لدى الولايات المتّحدة الأميركيَّة بعد حرب العام 1967، ثمّ مندوبًا للبنان لدى الأمم المتّحدة خلال الحرب الأهليَّة، تلك الأيام بحنين. وهو يختار حادثة من ذلك الزمن ليتوقّف عندها. يقول: quot;اتفقنا، جميع السفراء العرب الممثلين لبلداننا في حينها، أن نلتقي على الغداء كلّ يوم سبت، ومهما اشتدت حدَّة الخلافات بين دولناquot;. ويضيف: quot;لقد كان الاتفاق يقضي بأن يرتدي كلّ منَّا إلى الغداء الزي الوطنيّ الممثِّل لبلاده، سواء كان العباءة أو الدشداشة أو القمبازquot;. وبالطبع، كان يستحيل على غسان تويني أن يعثر في أيّ من مخازن نيويورك على زيّ وطنيّ جاهز يمثِّل بلاده. يقول: quot;اضطررت حينها إلى أن أخيط قمبازًا، لكنّني لم أوفق في العثور على شخص يصنع لي الزنّار الذي يكمل الزيّquot;. وما زال تويني يحتفظ حتى الآن بهذا الزيّ، ويرتديه بين فترة وأخرى.

النهار وسوريا... والهدنة المستحيلة
ويردّ تويني، الذي واجه المحن والشدائد بإرادة لا تعرف المهادنة أو اللين، وقدّم على مذبح الحركة الاستقلاليَّة الثانية ابنه جبران تويني، رئيس تحرير النّهار والنائب عن بيروت الذي اغتيل في الشهر الأخير من العام 2005 أثناء موجة الاغتيالات التي طالت قياديِّي 14 آذار، على مقولة إنَّ جريدة النهار تنشر للكتّاب السوريين أثناء فتراتتعكر صفو العلاقةمع النظام السوري، وتتوقف عن النشر لهم حينتكون هناكهدنةمعهبالقول: quot;لم يكن بيننا والنظام السوريّ أيّ هدنة في أيّ وقتquot;، مشيرًا إلى quot;قافلة من الشهداء قدّمتهم النهار، وبينهم الكاتب سمير قصير، الذين اعترفوا هم بأنّهم قتلوه، فضلاً عن ابني جبران، وقبلهما رياض طه وكامل مروّة، الذي ألقي القبض على قاتله ثم سمح له لاحقًا بالهرب من السجنquot;. ويجدر بنا في هذا السياق التذكير بأنَّ غسان تويني طالب، في أعقاب اغتيال ابنه جبران، بالترفع عن الرغبة في الانتقام، والتفرغ لبناء لبنان. وقد خرجت صحيفة النّهار على قرائها في اليوم التالي بمانشيت خطّها بقلمه، وتجلّت فيها إرادة الحياة بأبهى صورها: quot;جبران لم يمت والنهار باقيةquot;.
وتابع تويني موضحاً أنَّ النهار تنشر مقالات وآراء quot;الكتّاب السوريين غير المتطرِّفينquot;، مشيرًا إلى أنَّها قلّلت في الآونة الأخيرة من الاندفاعة نحو نشر مقالات كتَّاب quot;يبالغون في التطرفquot;، معتبراً أنَّ quot;التطرف في المواقف والكلمات ضدّ سوريا انطلاقاً من لبنان فعل لا ينطوي على أيّ بطولةquot;. وهو أضاف: quot;لدى اثنين من الكتاب السوريين - لن أذكر أسماءهم - مكاتب في النهارquot;، مؤكدًا أنَّ خط الصحيفة quot;نحن نقرره، وليس همquot;، نافياً وجود أيّ quot;علاقة لنا مع النظام السوريّquot;.

من اليمن إلى اليسار:عثمان العمير. غسان تويني. سلطان القحطاني. ميّ الياس في الصف الثاني: نسرين عز الدين. عبدالله المسعود. سمر عبد الملك. مروة كريدية. خلف خلف. فهد سعود. ناصر الغنيم

رياض الريس شتمني
ماذا في تفاصيل العلاقة المضطربة بين النهار والكاتب الصحافي رياض نجيب الريس، الذي سبق ونشر مقالاً كتب فيه أنَّ النهار أوقفته عن الكتابة؟ يقول تويني: quot;لعلّ رياض نجيب الريس صاحب خيال خصب، وهو لم يمدحنا أبدًا بل شتم كلّ من يعمل في النهارquot;. ويضيف: quot;ليس صحيحًا أنَّ الانسان يمكن أن يتحرر من عواطفه. أقول ذلك وأنا أفكِّر كم يذكرني رياض نجيب الريس بوالده الذي كان أعز صديق لوالدي، وكيف كانت النهار منتشرة في سوريا بقدر انتشارها في لبنانquot;. ويتابع تويني: quot;أتذكر كيف كان والدي يروي بفخر قصّة نفاذ مادّة الرصاص، وكيف أرسلوا بالقطار الى سوريا مادّة الرصاص ليطبعوا في جريدة الأيامquot;.
وأضاف تويني أنَّ رياض نجيب الريس عاد إلى الكتابة في صحيفة النّهار بالرغم من اعتراض البعض، والذين استغربوا quot;كيف نرجع إلى الكتابة شخصًا أطلق مجلة لكيل الشتائم لنا لمدّة ثلاثة أشهر؟!quot; (المجلَّة المعنيَّة هي مجلَّة النقاد الأسبوعيَّة التي صدرت بين مطلع العام 2000 ومنتصف العام 2003). وأوضح تويني أنَّه ردّ على منتقديه في حينها بالقول: quot;من يشتمني لا أقرأهquot;. وهو شرح أنَّه لم يجب بحرف واحد على ما كان يكتبه الريِّس، لافتًا إلى العلاقة التي تربطه بالريس جيِّدة، بدليل أنَّه ما زال يواظب على quot;زيارة النهار كل يوم ثلاثاء، فيخرج هو وفرنسوا عقل (رئيس التحرير في النهار) لتناول الغداء معاً، ويقومان بين وقت وآخر بدعوتي للخروج معهمquot;. وختم تويني أنَّه حين قرّر quot;فرنسوا عقل استكتاب رياض الريس مجددًا، فعل ذلك وأنا دعمت قرارهquot;.

فيلم أميركي سخيف
عن العلاقة الحاليَّة بين لبنان وسوريا، قال تويني إنَّ السوريين quot;أقحموا أنفسهم في شأن داخليّ حين نشروا اعترافات لجند الشام تبيَّن لاحقًا أنَّها كاذبة. وبثت المستقبل اعترافات مناقضةquot;. وتساءل تويني: quot;أين هي الحقيقة، ومن هم جند الشام؟ هل هم شوام ينتمون لسوريا، أم أعداء لها؟ على الصحافي ألا يخجل حين يقول إنَّه لا يعرف. وأنا شخصياً لا أعرف من هم جند الشام، لكنَّ ما رأيناه في الإعلام كان أشبه بفيلم أميركيّ طويل وسخيفquot;.
وأضاف تويني متسائلاً: quot;أكثر من ذلك، نشرت سوريا عشرة آلاف جندي على الحدود الشمالية للبنان تحت شعار منع التسلل، فمن يصدق أنَّ هناك تسللاً؟quot;.
وعن قانون الانتخابات الذي اعتمد في بيروت، قال تويني: quot;كي لا يبقى رئيس مجلس النواب نبيه بري واضعاً مشروع القانون في درج المجلس ومقفلاً عليه، أخذنا مشروع القانون وحصلنا على تواقيع ثمانية نواب عليه (وهو الحدّ الأدنى المطلوب لمناقشة القانون في المجلس). وقد مر القانون كما ترون، ومر تقسيم الدوائر تماماً مثلما مرَّ اتفاق الدوحة، علماً أنَّني كنت ضد هذا الاتفاق، والسبب أنَّ اجتماع اللبنانيين في أي عاصمة أخرى غير عاصمتهم بيروت ليس أمرًا طبيعيّاً. فحتى اتفاق الطائف، لم أحضره شخصياًquot;.
أمَّا عن تداعيات أحداث السابع من أيَّار (مايو) 2008 ودور حزب الله في لبنان، فقال تويني: quot;الربح والخسارة مسألة نسبيةquot;، وتسائل: quot;هل يطمح حزب الله إلى أن يحكم لبنان؟ الحزب يجيب بالنفي على هذا السؤال، لكنَّه لا يتصرف على هذا الأساس، بل يتصرف وكأنَّه يحكم البلد فعلاًquot;.

القومية تجاوزها الزمن
وروى تويني أنَّ كان منتسبًا إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، شارحاً أنَّه تولى quot;قيادة هذا الحزب وقد سجنت مرتين أو ثلاث مرات بسبب عضويتي فيه، وما زلت أحتفظ في مكتبي بصورة التقطت لي حين كنت في السجنquot;. ولفت تويني إلى أنَّ القوميِّين السوريين يسيرون على هدي العقائديَّة، وquot;يعتبرون أنَّ الشام عاصمة سوريا الطبيعية، وبالتالي فإنَّ الوحدة السورية ستتحقَّق، عاجلا أم آجلاًquot;. وأضاف: quot;الهدف العقائدي الذي يسعى خلفه القوميِّون يأسرهم، لأنََّ إخواننا السوريين يكيّفون عقيدتهم بحسب ما تقتضي الظروف، ويتمتّعون بالمرونة في اجتهاداتهم. والدليل على ذلك أنَّ تاريخ العلاقة بين شطري حزب البعث في العراق وسوريا لم تكن بتلك العلاقة المشرقةquot;. وأضاف تويني معقِّباً: quot;نظرية الدولة القومية تجاوزها الزمنquot;.

هكذا سقط بشارة الخوري!
quot;يمكن للشخص أن يكتب قواعد الحكم في لبنان استنتاجًا من الثوابت بسهولةquot;، قال تويني، موضحًا أنَّ القطيعة بين رئيس الجمهوريَّة ورئيس الحكومة في لبنان تؤدي حكمًا إلى إسقاط رئيس الجمهورية، quot;وهكذا سقط بشارة الخوريquot;.
وأشار تويني إلى أنَّه حرص على الاحتفاظ بعلاقة جيِّدة بالرئيس نبيه بريّ، quot;لأنّك إن أردت التوصل إلى نتيجة ما عبر النظام، فيجب أن تتعامل مع رئيس مجلس النوابquot;. وأوضح تويني أنّه واظب على لقاء بريّ مرّة أو مرتين أسبوعيّاً quot;وكنت أعطي تصريحا صحافياً بعد اللقاء، وفي حالات عدم الاتّفاق، كنت أبيّن الاختلاف من دون التسبب بأيّ إحراج لبريّquot;، لافتًا إلى أنَّ رئيس المجلس ليس معروفاً بالتحفظ، quot;ولكن هناك تحفظ يمكنني أن أساعده على تجاوزهquot;.
وروى تويني كيف أنَّ الخلاف بين رئاسة مجلس النوّاب ورئاسة الحكومة ينعكس سلبًا على لبنان. فمثلاً، quot;أخّر هذا الخلاف زيارة رئيس البرلمان الأوروبي إلى بيروت لمدّة سنةquot;، وذلك حين اشترط رئيس البرلمان الأوروبي في حينها بأنَّه إذا كان سيزور لبنان، فيريد أن يلقي كلمة أمام مجلس النواب. ووافق بري لكنَّه اشترط أن يعقد جلسة لمجلس النواب لا تحضرها الحكومة، موضحًا quot;أنَّه لا يعترف بشرعيّة حكومة فؤاد السنيورةquot;. ويضيف تويني: quot;توصلنا في النهاية إلى صيغة توافقيَّة، لكن الزيارة حصلت متأخرة سنة كاملة عن موعدهاquot;.

نائب بالترضية
ووصف تويني انتخابه نائباً في البرلمان اللبناني في أعقاب اغتيال ابنه جبران بأنَّه quot;جائزة ترضيةquot;، شارحاً أنَّ نبيه بريّ هو الذي شجعه على الترشّح للمنصب. ولفت تويني إلى أنَّه حين ترك السياسة والجريدة وسلّم مقاليدها لابنه الرحل، جاء quot;القرار عن زهد وتعب، لنَّ لا أحد يأخذ دوره ودور غيرهquot;. وأضاف: quot;لكنَّني اضطررت إلى العودةquot; واصفًا انتخابه بأنَّه quot;تكريم ضخم، خصوصاً أنَّ أيّ أرثوذكسيّ لم يترشَّح ضديquot;، وهو ختم أنَّ ذاك الترشَّح quot;سيكون الأخيرquot;.