إسرائيل كانت على أهبة الرد بقسوة جوًا... وكي- مون يهدّئ
لبنان إجتاز اختبارًا صعبًا بعد ليل طويل من الإستنفار


هآرتس: إطلاق الصواريخ حيلة من حزب الله لتغيير موازين القوى

لبنان: إطلاق الصواريخ يعطي الذريعة لإسرائيل للإعتداء علينا

كاتيوشا من لبنان على إسرائيل

سياسيون quot;للسفيرquot;: صواريخ الناقورة رسالة إسرائيلية تخريبية إلى لبنان

إيلاف ديجيتال- إيلي الحاج: تلقت quot; إيلاف quot; معلومات متطابقة من أكثر من مصدر أفادت أن الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية اجتازت قطوعًا، وبالأحرى إمتحانًا صعبًا بدءًا من ليل الثلاثاء - الأربعاء بفضل إتصالات عاجلة على أعلى المستويات شاركت فيها الأمم المتحدة وتوصلت إلى quot; تهدئة الثور الإسرائيليquot;، بعدما كان هائجًا قبالة حدود لبنان لتوقعه قصفًا صاروخيًا على إسرائيل. توقع ما لبثت أن ثبتت صحة هذا التوقع بعد ساعات صباحًا. وكانت وحدات القوة الدوليةquot;اليونيفيلquot; والجيش اللبناني لاحظا تحركات عسكرية غير طبيعية على الجانب الاسرائيلي في موازاة الاراضي اللبنانية خلال ساعات الليل تشير إلى حركة إستنفار قوية، لا سيما مع تمركز عشرات الدبابات في محيط مزارع شبعا المتنازع عليها والمطلة على الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع حركة لا تهدأ للآليات الاسرائيلية في المنطقة الحدودية المحاذية للبنان على محاور أخرى، وكذلك للزوارق الاسرائيلية الحربية قرب الحدود اللبنانية.

وفتحت الإتصالات بين قيادة الجيش اللبناني وقيادة quot;اليونيفيلquot; التي استفسرت قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي عما يجري وكان جوابه أن ثمة معلومات عن احتمال اطلاق صواريخ من لبنان على الأراضي الإسرائيلية، وإن الرد على هذه الصواريخ سيكون شديدًا. وعزز التوتر في هذا الوقتتحليق طوافات quot;أباتشيquot; إسرائيلية في طلعات استطلاعية فوق منطقة محاذية للوزاني، واطلاق قنابل مضيئة فوق اكثر من محور على الحدود مع لبنان.
وتبين أن القيادة الإسرائيلية استنفرت كل قواتها على طول الحدود مع لبنان، في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يحذر من أي quot;اختبار للقوةquot; على أي جبهة غير غزة. وفي الإتصالات التي تابعتها الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك لحظة بلحظة ابلغت إسرائيل قيادة quot;اليونيفيلquot; أنها لن تكتفي هذه المرة بالرد المدفعي المحدود على المكان الذي انطلقت منه صواريخ الكاتيوشا كما فعلت في المرة السابقة، بل ستطلق حملة قصف جوي تدمر مجموعة اهداف داخل لبنان.

صورايخ عُثر عليها في جنوب لبنان

واستنفر الجيش اللبناني كل وحداته في الجنوب تحضيراً لمواجهة كل الإحتمالات والتعامل معها. في المقابل ركزت قيادة القوة الدولية على أن القصف الصاروخي على إسرائيل غدًا صحت المعلومات في شأنه سيكون عملاً فردياً محدوداً لا يحظى بأي غطاء حكومي ولا حزبي أو سياسي في لبنان، وعندما عجزت قيادة هذه القوة عن إقناع الجانب الإسرائيلي طلبت تدخل الأمم المتحدة التي أفلحت بعد ساعات من الإتصالات الدبلوماسية على أعلى المستويات في إقناع الحكومة الإسرائيلية بأن تقصر رد الفعل على القصف الصاروخي إذا حصل على أدنى حد ممكن من القصف الدفعي المضاد. وهكذا كان .
ومع الرد المدفعي، نفذ سلاح الجو الاسرائيلي طلعات في الأجواء اللبنانية فوق الناقورة، مرجعيون، وحاصبيا وصولاً حتى النبطية وإقليم التفاح وجسر الخردلة، وقام بغارات وهمية مخترقاً جدار الصوت على دفعتين ومطلقاً بالونات حرارية، وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن quot;اسرائيل تعتبر ان من مسؤولية الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية منع اطلاق الصواريخ انطلاقًا من الاراضي اللبنانيةquot;.

وفي وقت لاحق عثرت القوى الأمنية اللبنانية في عملية تفتيش واسعة على صاروخين مشطورين منفجرين قرب شلالات الماري في اتجاه عين العرب الحدودية حيث سقطا بعدما أطلقهما مجهولون من وادي الهبارية، ويبدو أن الصاروخين لم يصلا إلى هدفهما في اسرائيل فسقطا في الأراضي اللبنانية. وعثر الجيش وquot;اليونيفيلquot; أيضًا على صاروخين في منطقة الهبارية التي انطلقت منها الصواريخ باتجاه إسرائيل، وهما من نوع quot;غرادquot; وقد وكانا منصوبين على منصة وجاهزين للإطلاق في اتجاه اسرائيل.

وساعد في تهدئة الموقف أن الصواريخ الثلاثة التي أطلقت على إسرائيل من محيط الهبارية في منطقة العرقوب- التي كانت تعرف بـquot;فتح لاندquot; منذ أيام سيطرة التنظيمات المسلحة الفلسطينية في أواخر الستينات من القرن الماضي- سقطت في منطقة خالية قرب الحدود مع لبنان، خلافاً لما تردد عن وصولها إلى مستوطنة كريات شمونة.

وتلقى عدد من اللبنانيين في مناطق حاصبيا ومرجعيون والنبطية وبنت جبيل وحتى في بيروت على هواتفهم الثابتة اتصالات تحمل رسائل صوتية باسم quot;دولة إسرائيلquot; وتقول: quot;الى أهالي جنوب لبنان لا تتعاطوا مع الفلسطينيين، لا تسمحوا لا للقاعدة ولا للقيادة العامة بإطلاق صواريخ على اسرائيل من بين منازلكم. تذكروا ما حصل لكم من مصائب وويلات ودمار عام 1982 بسبب الوجود الفلسطيني في الجنوبquot;.



وفسر قياديون في بيروت تصرف إسرائيل ليلاً بأنه يعبر عن رغبة في توجيه رسالة إلى قيادة quot;حزب اللهquot; ودمشق فحواها إنها جاهزة لخيار خوض الحرب على جبهتين اذا فرضت عليها، وذلك بعد قرارها الدخول في مرحلة جديدة من الحسم العسكري مع quot;حماسquot; في المنطقة المكتظة بالسكان في غزة ، وأنها تريد ضمان عدم صدور أي رد فعل من quot;حزب اللهquot; والقيادة السورية ، فيما quot;حماسquot; تتعرض للذبح المادي والمعنوي في غزة مع المدنيين فيها. لكن آخرين ربطوا السلوك الإسرائيلي الليلي والمفاجأة على الحدود مع لبنان تأتي بوصول الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون الى المنطقة. ورأوا أنها أرادت ربما إفهام المسؤول الدولي عدم استعدادها للخضوع لأي ضغوط عليها من أجل فرض تسوية سياسية لا تحقق شروطها الأمنية .

وذكرت معلومات دبلوماسية في بيروت أن بان كي ndash; مون لم يبلغ لبنان او الدول rlm;التي سيزورها في اطار جولته الإستطلاعية انه يحمل مقترحات او افكاراً جديدة. وأكدت أنه لن يتناول موضوع المحكمة الدولية لقتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، بل سيركز على التقيد بتطبيق القرار 1701 وعدم الانزلاق الى اي rlm;مواجهة او تصادم بين اسرائيل ولبنان، وذلك بالإستناد إلى تقارير قيادة quot;اليونيفيلquot; التي تشدد على دقة دقة وحساسيته على الحدود بين الدولتين، مع اعتبارها أن الوضع لا يزال ممسوكًا بسبب عدم رغبة quot;حزب اللهquot; وفق ما تعلن قيادته في الإنجرار إلى حرب جديدة.

وقالت تقارير إن بان كي- مون يريد الإستماع الى آراء rlm;المسؤولين في الدول التي يزورها في التطورات والقرار 1860، وذلك من أجل تكوين صورة شاملة عما يجري في المنطقة rlm;ونتائج حرب غزة على المستويين الاقليمي والدولي. rlm; ويعوّل من يستبعدون تجدد الحرب على مع إسرائيل في لبنان على رد الفعل الشعبي الذي لا يمكن تجاهله حتى في البيئة الشيعية، خصوصاً أن خسائر حرب تموز/ يوليو 2006 لا تزال ماثلة ولم تصلح أضرارها حتى اليوم رغم كل الوعود التي أغدقت من هنا وهناك على المتضررين، الأمر الذي لا يشجع quot;حزب اللهquot; على الخوض في مغامرة جديدة من هذا النوع مهما تكن الذرائع والأسباب الموجبة.

إيلاف ديجيتال.الخميس 15 يناير 2009