مصادر quot;إيلافquot; تؤكد: خيبة أمل قطرية
لا قمة عربية بلا حضور الفاعلين العرب
امير قطر يجدد الدعوة لعقد قمة عربية طارئة وعمرو موسى يؤكد ان النصاب المطلوب لم يكتمل بعد
سيف الصانع من دبي: علمت إيلاف أن الدوحة إقتنعت أخيرًا أنه لا قمة عربية الآن، ولا بعد الآن، ما دام الرئيس الأسد رئيسًا للقمة العربية. وأضاف مصدر عربي، تحدث لـ quot;ايلافquot; من القاهرة، أن على الرئيس بشار الاسد تسليم مفتاح رئاسة القمة العربية اذا كان فعلاً متحمسًا لها، لأن مصادر عربية ترى أن التفاهم مع دمشق يجب أن يبنى على اساس ما ستسفر عنه المحكمة الدولية المقرر الإعلان عنها في شهر آذار/مارس المقبل.
واضاف المصدر، ان الهدف ليس قطر التي ركبت الموجة دون تبصر لتقامر في سمعتها الخليجية والعربية، فضلاً عن حيويتها الدولية في مشروع وصفه المسوؤل الدولي بالخاسر، لان العادة في القمم هو الحشد الدولي وهو ما تم القيام به في نيويورك، وهو السقف الأعلى الذي يمكن الوصول اليه، وما بعده يبقى تفاصيل. وتابع المصدر أن سورية لن تجرؤ على قطع علاقاتها باميركا، عوضًا عن أن جرأة قطر محدودة في ايقاف خط طيرانها الى أميركا، وقطع النفط، وتجميد ارصدتها في بنك واحد بريطاني او أميركي. اما قطع الغاز فتلك لعبة لاتجرؤ عليها دولة في حجم روسيا فكيف في حجم قطر!
وقال المسؤول الذي يتكلم دون اخفاء انفعاله quot;لماذا لا تعلن الدول المتحمسة لهذه القرارت تنفيذها والإعلان عنها حتى تحرج معسكر الاعتدال؟quot; مذكرا ان الملك فيصل عندما قطع النفط وكذلك الشيخ زايد، اثناء حرب اكتوبر عام 1973، لم ينتظرا مؤتمر قمة.
يبقى موضوعان يستحقان الاجابة عليهما: مستقبل العلاقات المصرية والسعودية من جانب والقطرية من جانب اخر. حيث أن على الجانب القطري المصري لا توجد حالة استلطاف بين الجانبين منذ امد بعيد، وقطر اجرت تنظيفات اساسية على مدى سنوات لاجلاء النفوذ المصري عن بلادها، ولم تبقى الا فلول من المعارضة المصرية التي يصفها المصريون انها تخدم اجندة غير مصرية. اما على مستوى العلاقات مع السعودية، فإن اتفاقية الحدود والمصالحة لم يجف حبرهما في وقت طالب مسؤول سعودي كبير، يحتل واجهة من اكبر الواجهات السياسية كبار صحافي البلاد، الى اعتبار التعرض لقطر خط احمر.
الى ذلك من العاصمة القطرية، قالت مصادر تحدثت اليها الى ايلاف، ان الدوحة بدات في تخفيف استعداداتها للقمة وطلبت من الذين وجهت الدعوة اليهم لمساندة كتيبتها الدعائية والاعلامية الخلود الى الراحة والاستجمام مستمتعين بجو قطر الخلاب هذه الأيام حتى يصدر قرار نهائي اليوم... اما القطريون فقد قرروا تاييد المنتخب العماني رغم الخلافات معهم لهزيمة المنتخب السعودي بعد وصول الاثنين للنهائي.
وكان امين عام الجامعة العربية عمرو موسى اعلن الاربعاء ان quot;النصاب القانوني لانعقاد القمة لم يكتمل بعدquot;، وذلك على اثر اعلان دول عربية عدم حضورها. في حين اعلنت دول اخرى مثل الصومال والمغرب والامارات والعراق عن حضورها القمة لكنها لم توثق ذلك لدى جامعة الدول العربية.
وتعارض مصر والسعودية خصوصًا عقد قمة عربية طارئة في الدوحة لا سيما وان هناك قمة عربية ستعقد في الكويت الاثنين والثلاثاء يمكن للقادة العرب ان يبحثوا خلالها الوضع في غزة. من جهتها دعت السعودية الاربعاء الى قمة خليجية طارئة تعقد الخميس في الرياض واكدت دول مجلس التعاون الخليجي مشاركتها فيها بحسب الحكومة السعودية.
وكان جدد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فجر الخميس للمرة الرابعة خلال اسبوعين الدعوة الى عقد قمة عربية طارئة، دعا اليها في 28 كانون الاول/ديسمبر لبحث الوضع في قطاع غزة وتعليق مبادرة السلام العربية، لم تلتئم بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لانعقادها.
وفيما يلي نص خطاب صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهلنا فى غزة الصامدة، أيها العرب فى كل مكان، حين طلبنا عقد قمة عربية طارئة لمناقشة العدوان الغاشم على غزة وآثاره الخطيرة على الشعب الفلسطينى والأمة بأسرها، كان واضحا ان الحدث جلل، وأن الأيام تاريخية وأن الامر يتطلب وقفة للقيادات العربية وتحديد موقف واضح من العدوان.
وفي حينه رأى وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم بالقاهرة التوجه إلى مجلس الأمن بالشكوى قبل عقد القمة، فوافقنا حفاظا على وحدة الصف رغم عدم قناعتنا بجدوى هذه الخطوة قبل اتخاذ موقف عربى موحد.
وحين رفضت إسرائيل تنفيذ القرار 1860، بل وأعلنت رفضها الرسمى للقرار وصعدت هجماتها على غزة وأهلها، طلبت قطر عقد اجتماع فوري للمجلس الوزاري العربي للبحث فى سبل تنفيذ البند رقم 13، مما اتفق عليه في اجتماع المجلس السابق، ولكننا فوجئنا بتحديد موعد للاجتماع على هامش الاجتماع الوزاري الذي يعد لقمة الكويت الاقتصادية، وقد كان ذلك يعني تأجيل القمة رغم أن العدوان على غزة مستمر قتلا وقصفا بلغ حد المجزرة، وكلنا ندرك أن من المعيب أن تناقش قضية غزة القومية والانسانية المضرجة بدماء الاطفال على هامش قمة معدة سلفا وفى جلسة تشاورية.
وكما تعلمون فإن قطر لم تتأخر يوما عن حضور أى قمة عربية عادية كانت أم طارئة رغم راينا المتحفظ على بعض القمم.
لقد كان هذا نهجنا وما زال، فهو ينطلق من حرصنا على التعاون والتكامل وعلى المؤسسات والهوية العربية.
ومن هنا فقد جددنا الدعوة الى قمة طارئة تستضيفها الدوحة بعد غد (الجمعة)، إلا أن نصاب هذه القمة قمة غزة ما أن يكتمل حتى ينقص .. حسبي الله ونعم الوكيل.
أيها الإخوة يا أهل غزة الصامدين عندما ألقيت خطابي، والذي دعوت فيه لعقد قمة كان عدد الشهداء يومها حوالى 500 شهيد و2400 جريح، واليوم إذ أحدثكم ارتفع عدد الشهداء إلى 1033 شهيدا وعدد الجرحى إلى 4560.
لم ندع للقمة كي نجهز الجيوش، فنحن لسنا حالمين، بل ندرك الواقع من حولنا ولكننا نرى أن من واجبنا اتخاذ موقف مشترك وبوسعنا اتخاذ قرارات فاعلة، وكنا قد أعددنا أفكارا ومقترحات عملية لقرارات تصدر عن هذه القمة وتساهم في وقف العدوان وخطوات من شأنها وقف نزيف الدماء، وان نخفف من آلام أهل غزة وتكون نافذة أمل لهم، وهي:
أولا: الوقف الفوري للعدوان.
ثانيا: الانسحاب الفوري والشامل لقوات الاحتلال.
ثالثا: فتح جميع المعابر وتسهيل عبور الافراد والإغاثة.
رابعا: رفع الحصار غير الشرعي وغير القانوني بكافة أشكاله وإلغاء تقييد حركة الأفراد والأموال والبضائع.
خامسا: إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة بما فيها المنازل والبنية التحتية تصل عائداته مباشرة إلى غزة.
وأني لأغتنم هذه المناسبة لأقترح إنشاء هذا الصندوق وأعلن عن مساهمة قطر فيه بمبلغ 250 مليون دولار.
سادسا: تعليق مبادرة السلام العربية ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، بما فيها إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
سابعا: إقامة جسر بحري تشارك فيه كافة الدول العربية لنقل ما يحتاجه أهلنا في غزة.
ثامنا: السعي لمحاسبة إسرائيل على ما ارتكبته وترتكبه من جرائم حرب ضد الإنسانية أمام القضاء الدولي والوطني، وإننا إذ نحيي الرأي العام العربي وكل القادة العرب الذين بادروا بالموافقة على عقد القمة، ونحيي كافة الدول والقوى المتضامنة معنا في العالم فإنني أود أن احيي الشعب التركي وقيادته.
وإننا نأمل أن تنجح المباحثات التي تجريها مصر وتركيا في التوصل لوقف لإطلاق النار على أساس وقف العدوان والانسحاب وفتح المعابر ورفع الحصار.
كما أننا نؤكد أنه ليس من حق أحد استغلال محنة الشعب الفلسطيني لتغليب طرف على طرف.
ونحن إذ نأمل أن يتم تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بما يمنع الرهانات على الانشقاق الفلسطيني لنؤكد أن العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني هو استمرار ونتيجة لحصار غير مبرر وغير عادل منذ سنتين ونتيجة لخرق من جانب واحد للتهدئة.
لقد طولب الشعب الفلسطيني أن يلتزم بما يسمى التهدئة وانتظار الفرج، ولكن من أين يأتى الفرج وحالنا على ماهو عليه، على أية حال، فإن دعوتنا للقمة قائمة، وها نحن ننتظر من أجل غزة، والقرار للقادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
التعليقات