موقف البطريرك الماروني يؤثر في الصناديق وعون يتمهل في الرد
الدوائر المسيحية في لبنان تترقب quot;أم المعاركquot;
سجالات عقيمة تثيرها quot;عاصفة التنصتquot; في لبنان
إيلاف ديجيتال - إيلي الحاج من بيروت: ألقى موقف البطريرك الماروني نصرالله صفير، المحذر من فوز quot;قوى 8 آذار/ مارسquot; بقيادة quot;حزب اللهquot; بالغالبية في مجلس النواب المقبل والمؤيد لقيام quot;الكتلة الوسطيةquot; أو quot;المستقلةquot;، ماءً بارداً على الجنرال النائب ميشال عون في شكل خاص، وبدا هذا الموقف أشبه بحجر رمي في مياه راكدة، ارتأى معه زعيم quot;التيار الوطني الحر quot; أن يتمهل في اتخاذ موقف مضاد، لأن مزيداً من الإصطدام برأس الكنيسة المارونية قد يعني مزيداً من الخسائر في أصوات ناخبيه قبل أربعة أشهر من الإنتخابات التي يجمع مختلف الأفرقاء في لبنان على وصفها بأنها مصيرية.
إلا أن عدم الرد له محاذيره أيضاً، باعتبار أن لا شيء يمنع تكرار إعلان هذا الموقف المؤثر بفاعلية في توجهات الكتلة الشعبية غير المسيّسة أو غير الملتزمة رأياً ثابتاً، والتي تحسم اقتناعاتهم قبل أيام قليلة من التوجه إلى الصناديق. ولا يقتصر تأثير موقف صفير على الدوائر المسيحية وتقرير من يتحدث باسمها ويمثلها في البرلمان، لأسباب باتت معروفة أبرزها أن نتائج إنتخابات هذه الدوائر هي التي تحدد هوية الفائز والخاسر على مستوى لبنان كله، لأن نتائج الدوائر غير المسيحية، سنياً وشيعياً ودرزياً شبه محسومة، وتقتصر على بعض المقاعد ndash; الإستثناءات.
وأعاد موقف البطريرك الماروني الروح إلى المنادين بالكتلة الوسطية التي كان أول الساعين إليها عملياً بعدما تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو نائب المتن الشمالي ميشال المرّ الذي أعلن خصومته الكاملة مع النائب الجنرال عون بعدما كان عضواً في تكتله quot;التغيير والإصلاحquot; وتقدم بخطى ثابتة ونهائية نحو التحالف مع حزب الكتائب بقيادة الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل على قاعدة قسمة مقاعد منطقة المتن الثمانية بالتساوي، ثلاثة للمر وثلاثة للجميّل، والوزير نسيب لحود، ونائب يحدده حزب الطاشناق الأرمني.
ولا تزال الإتصالات جارية لحل عقدة حزب quot;القوات اللبنانيةquot; الذي يصرّ رئيسه سمير جعجع على أن يكون مرشحه إدي أبي اللمع من ضمن اللائحة في المتن، في حين يلقى تحفظاً من الرئيس الجميّل ويُقال من المرّ أيضاً.
ويخشى جعجع quot;محاصرتهquot; إنتخابياً في الشمال، حيث لا يمانع الجميّل في سحب المرشح الكتائبي سامر جورج سعادة في البترون ليخوض الإنتخابات هناك مرشح quot;القواتquot; النائب أنطوان زهرا مع النائب بطرس حرب، في مواجهة صهر الجنرال عون، الوزير جبران باسيل الذي علمت quot;إيلافquot; أن تحالفه قد أنجز مع الشخصية البارزة في عالم الأعمال والقوية خدماتياً نزار يونس من تنورين،بلدة حرب في جرد البترون. ما يعني أن المعركة الإنتخابية على المقعدين المخصصين لهذا القضاء ستكون طاحنة، لا سيما أنها ستحدد ما ستكون عليه القيادة المستقبلة لـ quot;التيار العونيquot;.
ويخشى متابعون للوضع هناك من جانب قوى 14 آذار / مارس أن التنافس من ضمن مؤيدي هذا الخط قد يؤدي إلى فوز صهر عون، خصوصاً بعدما تردد أن ترشيح سعادة أصبح في جيب الوزير السابق سليمان فرنجية، رئيس quot;تيار المردةquot; الذي يضمن الفوز وفق الإستطلاعات في مقعدين من مقاعد قضاء زغرتا الثلاثة وينافس مع نجل الرئيس الراحل رينه معوض، المحامي ميشال على المقعد الثالث، نقيض جعجع المرتاح إلى وضع مرشحيه في مسقطه بشري، زوجته النائبة ستريدا والنائب إيلي كيروز، بينما يخوض مرشحه في الكورة فريد حبيب منافسة على لائحة قوية من ثلاثة مرشحين يرجح أن يخرقها مرشح الحزب السوري القومي الإجتماعي، النائب السابق سليم سعادة.
كما يتطلع جعجع إلى مقعد يقال إنه بات شبه محسوم في دائرة عكار لأحد أركانه العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، وذلك على لائحة quot;تيار المستقبلquot;. إلا أنه لا يرضى بأن تكون حصته شمالية فحسب ويهمه أن يكون حاضراً في جبل لبنان، لذا يتمسك بأبي اللمع وبالنائب الحالي جورج عدوان على لائحة رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط في الشوف.
أما الجنرال عون، فتقتصر معركته على الوزير باسيل في الشمال، مركزاً على جبل لبنان بكل أقضيته التي يخطط للفوز بها كلها، وله حظوظ قوية فيها إلا في المتن الشمالي الذي يمكن تعويضه في المتن الجنوبي بمقاعده الستة مع حلفائه في quot;حزب اللهquot; وأملquot;. وتبقى لـ quot;الجنرالquot; كسروان وجبيل ( غدا في إيلاف) أم المعارك.
ايلاف ديجيتال، عدد الثلاثاء 10 شباط 2009
التعليقات