قال إن السوريين هم آباء القومية ولا يجب السكوت عن تعدي إيران
جمال خاشقجي لإيلاف: قمة الرياض بداية لإعادة مفهوم الشراكة العربية
فهد سعود من الرياض: استبعد جمال خاشقجي الكاتب والمحلل السياسي، أن يكون هناك أي بنود خاصة ضمن قمة الرياض حول تحالف إيران وسوريا، وقال إن التفريق بين طهران ودمشق من المستحيلات، وأضاف: أنا لست متفائلا من قدرة أحد على أن يبعد سوريا عن إيران، ولكن لابد أن يكون موقف سوريا متوازنا، بمعنى ألا تكون منساقة تماما في مواقفها حول هذه القضية.
وجاء حديث رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية خلال تعليقه على أحداث قمة الرياض التي ستعقد اليوم بحضور العاهل السعودي ومشاركة كلّ من الرئيس السوري والرئيس المصري وأمير الكويت.
في البداية سألته هل ستتضمن القمة أي بنود خاصة حول علاقة سوريا وإيران فقال: أول شيء لا اعتقد أنها ستتضمن أي بنود اتفاق حول علاقة سوريا وإيران، لان هذا أصعب موضوع وربما لان القادة يفضلون أن يتركوا الأمور الصعبة للأخير، وأضاف: هذه القمة هي بداية
لإعادة مفهوم الشراكة العربية في القضايا القومية لأنه ثبت أن دولة واحدة فقط تستطيع أن تعطل تحرك الدول الرئيس في المنطقة.
وأضاف خاشقجي قائلا: quot; صحيح أن هذا يضعف الجميع، ويضعف حتى الدولة المعطلة، ولا يقويها ويؤثرفي وضعها الداخلي، ولكن ممكن لدولة واحدة أو اثنتين مهما كانتا صغيرتين، أن تؤثرفي العمل العربي المشترك. الآن من الجيد أن الجميع عادوا إلى هذا المفهوم.
وأكمل: التجربة الأولى هي القضية الفلسطينية، يوجد مشروع واضح في القضية الفلسطينية ترعاه مصر، فمصر تقوم بمساعدة الفلسطينيين على مساعدة أنفسهم، والتفاوض في ما بينهم والجميع متابع لما يحصل في القاهرة في الأسابيع الماضية، صحيح أن التقدم بطيء ولكنه ناتج هذه المرة من عمق المشاكل الفلسطينية الفلسطينية، ليس نتيجة تدخلات عربية، فإذا نجحت الحالة الفلسطينية، يمكن أن نعممها على حالات أخرى في ما يخص القضية الفلسطينية، فالتحدي الأول أمامنا هو تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
وبعد ذلك ندخل في المشروع الأكبر، وهو عملية السلام وفق شروط المبادرة العربية للسلام التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز،هنا على سوريا أن تتعاون معنا لأنها مرتبطة وملزمة بعملية السلام من خلال مفاوضاتها الجارية حاليا مع إسرائيل حول الجولان. وبالتالي لا يعقل أن تمارس سوريا دورها القديم، أو تلعب دور المقاومة،أو أن تتفاوض وتمنع غيرها من التفاوض.
وفي سؤال هل ستقدم سوريا تنازلات حول علاقتها مع إيران من اجل أن تثبت جديتها في المصالحة العربية، قال رئيس تحرير الوطن: ليس بالضرورة أن نسميها تنازلات، سوريا لها مصلحة في التفاوض والعودة للجولان.
وأضاف قائلا:quot; نأتي الآن للمشاكل الأصعب، وأولها لبنان، سوريا حاليا مشغولة في لبنان وبموضوع المحكمة الدولية، والرئيس الأسد حذر من تسييسها، هنا ربما يحتاج السوريون إلى من يقنعه أن موضوع المحكمة الدولية خرج من الأيدي العربية، وان لا لبنان ولا السعودية و لا مصر تستطيع أن تؤثر في مجرياتها، الآن هي تجري في إطارها الاممي. وبغض النظر عن النتائج التي ستخرج بها المحكمة على الجميع أن يتقبلهاquot;.
وأكمل: quot; وبالتالي، ليس هناك داع للتهجم على اللبنانيين في ما يخص المحكمة الدولية و يجب على السوريين أن يستمروا بتطبيع علاقتهم مع لبنان ومساعدة اللبنانيين، وأن تمر الانتخابات اللبنانية بسلام، وان يخففوا من الخلاف ما بين الافرقاء اللبنانيين أنفسهم. وهذه القضية باعتقادي المهمة الأصعب بالتالي أمام مصر والسعودية حين يجلسون مع بشار اليوم التفاهم حول هذا الجانبquot;.
وأضاف قائلا: quot; ولكن الأصعب والأصعب هي إيران، والتحالف الاستراتيجي العقدي السوري الإيراني، ولكن يجب أن يعرف الجميع أن الدخول بين الاثنين أمر مستحيل، حتى أن الإعلام الإيراني أبدى قلقه من التفريق بين طهران ودمشقquot;.
وأكمل: quot; لكن الحل الوسط هو أن يقال للسوريين أنه لا بأس بأن تبقى علاقتكم مع إيران، جميعنا نريد علاقات مع طهران، ولا نريد خلافا مع إخواننا هناك ولكن دون أن يسير ذلك بالشروط أو الالتزامات القومية العربية.
وأضاف خاشقجي: quot; أنا لست متفائلا أن يستطيع احد أن يبعد سوريا عن إيران، ولكن لابد أن يكون موقف سوريا متوازنا، بمعنى ألا تكون منساقة تماما، وإنما تكون بينها وبين إيران علاقة جيدة، فعلى سبيل المثال نحن في السعودية علاقتنا جيدة مع إيران ولكن لا نؤيدها في كل شي.
وأضاف: quot; صحيح أن علاقتنا مع إيران كانت في يوم من الأيام أفضل من الوقت الحالي، حين استطاع الملك عبدالله ورفسنجاني أن يشكلوا علاقة جيدة، ولكن مع هذا لم نوافقكم في كل شيء. وحتى علاقتنا مع مصر جيدة، ولكن مع ذلك اختلفنا يوما ما في بعض الجوانب الاقتصادية وهي خلافات طبيعية بين الدول، كان بالإمكان للسوريين أن يبقوا على علاقة جيدة مع إيران، ولكن دون أن يسكتوا على التعدي الإيراني ضد البحرين، لأن هذا إلتزام قومي عربي، وهم آباء القومية العربيةquot;.
ووصل الرئيسان السوري والمصري وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة العربية المصغرة، وتأتي هذه القمة المصغرة تمهيدا للقمة العربية المقررة نهاية الشهر الحالي في العاصمة القطرية الدوحة، التي تستعد لاستقبال الزعماء العرب تحت شعار المصالحة العربية الشاملة.
التعليقات