متاعب تشكيل القوائم الإنتخابية في لبنان تساوي بين الطرفين المتنازعين
جنبلاط كاد يبتعد عن حلفائه وعونquot;يحرقquot; نائبه أبو جمرا
إيلي الحاج من بيروت: لا يظهر لمتتبعي الحركة السياسية والإتجاهات الشعبية، إن تغييراً كبيراً سيطرأ على موازين القوى في البرلمان اللبناني المقبل، نتيجة للإنتخابات النيابية المقبلة يوم 7 حزيران/ يونيو، كما لا يبدو أن أحداً من الفريقين المتنازعين على السلطة في وضع أفضل من منافسه، مما يبرر عدم إعلان أي لائحة إنتخابية حتى اليوم في أي من الدوائر.
ففي جهة الأكثرية النيابية الحالية أو قوى 14 آذار/ مارس استوعب رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري في الأيام الماضية حركة تحالف موضعي غير معلن بين حليفه رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب وحركةquot;أملquot; نبيه بري، إنطلاقاً من دائرة البقاع الغربي حيث كان جنبلاط quot;أهدىquot; بري دعمه بقاء نائب من الحركة في الدائرة التي تضم ستة مقاعد، لقاء عدم إعطاء المقعد الدرزي في الجنوب لقوى المعارضة وإبقائه للنائب الحالي الحيادي أنور الخليل، وكان محتملاً تمدد هذا quot;التفاهمquot; إلى قضاء بعبدا الذي يضم الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن أنصار quot;المستقبلquot; في البقاع الغربي، وهم الغالبية في الوسط السني الغالب هناك اعترضوا بشدة على مشروع التفاهم الذي كاد يمر quot;من تحت الطاولةquot; من دون تحضير ولا شرح للمبررات. وأضيف إلى ذلك اختلاف في وجهات النظر بين رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; ورئيس quot;المستقبلquot; ورئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع حيال تركيبة لائحة الغالبية في الشوف، لكن الإتصالات التي تسارعت أدت إلى توافق ترجمته زيارتان متبادلتان بين جنبلاط والحريري إلى قريطم فالمختارة. وبدا أن quot;تفاهمquot; بري- جنبلاط معلق إلى ما بعد الإنتخابات استناداً إلى قول جنبلاط أنه سيبقى بجانب حلفائه إلى 7 حزيران/ يونيو.
وفي شق آخر من متاعب 14 آذار/ مارس لا تزال لائحة المتن الشمالي في مرحلة المخاض، بانتظار حدثين، أولاً ظهور نتائج الحوار الذي يقوده الحريري مع حزب الطاشناق، أكبر أحزاب الأرمن على صيغة من quot;التحييدquot; ينال بموجبه هذا الحزب 5 مقاعد من أصل 6 مقاعد مخصصة للأرمن في كل لبنان، وثانياً إتفاق الرئيس أمين الجميّل والنائب ميشال المر والنائب نسيب لحود والدكتور جعجع على توزع المرشحين في اللائحة المشتركة.
وينعكس تفاهم حزبي الكتائب وquot;القواتquot; أو عدم تفاهمهما على تركيب لائحة 14 آذار في قضاء البترون شمال لبنان خصوصاً، حيث أعلن مرشحان للحزبين خوضهما الإنتخابات على مقعد واحد بالتحالف مع النائب بطرس حرب. أما في كسروان فسيستمر الضياع بين من اصطلح على تسميتهم quot;مرشحي العائلاتquot; ومرشحي الأحزاب.
وفي طرابلس لم تظهر بعد نتائج المساعي إلى التوافق التي يقودها النائب الحريري مع الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، كما لم تظهر نتائج الإتصالات الجارية بين quot;تيار المستقبلquot; وquot;الجماعة الإسلاميةquot; التي تصر على مرشحين لها في صيدا والبقاع الغربي وإقليم الخروب وبيروت.
ولكن الصورة في المقلب الآخر ليست زاهية ولا أفضل على الإطلاق، ومن يطلع على أجواء الكواليس الخلفية عند الرئيس بري ورئيس quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; الجنرال ميشال عون يُفاجأ بحدة الموقف واختلاف الحسابات والمنطلقات، خصوصاً في ما يتعلق بدائرة جزين، ذات الغالبية المسيحية والتي يشكل الشيعة فيها عنصراً مرجحاً، إذ كان عون يتطلع إلى أخذ المرشحين الثلاثة في لائحة المعارضة لتياره، وتبين له أن أقصى ما يمكن أن يتنازل عنه حليفه بري هو مقعد واحد، وليس مجاناً بل لقاء أن تأخذ quot;أملquot; أحد مقعدي الضاحية الجنوبية المخصصين للشيعة، علماً أن عون كان يريد هذا المقعد الذي يشغله حالياً باسم السبع من quot;تيار المستقبلquot; لأحد أنصاره الشيعة ( رمزي كنج). وهذا وضع فرض على القوة الأكبر في تحالف المعارضة quot;حزب الله، أن يتدخل ليعطي من كتلته مقعداً ثانياً لعون في جزين بينما يبقى المقعد الثالث لبري عبر النائب الحالي سمير عازار، وفي الوقت نفسه يعطي بري المقعد الثاني في الضاحية.
وكان في حسابات عون أن في المناطق التي يسيطر عليها انتخابيا quot;حزب اللهquot; وquot;أملquot; في الجنوب والبقاع سبعة نواب مسيحيين سيتنازلان له عنهم ولكن تبيّن أن حسابات الحزب والحركة لا تسير في هذا السياق، لذلك سيبقى خمسة مقاعد من السبعة معهما وتقتصر حصة عون على مقعدين في جزين يخوض بهما الإنتخابات في اللائحة الثلاثية.
لكن الصدمة الأكبر التي أصيب بها العونيون جاءت من عون نفسه الذي أخفق في انتزاع مقعد لنائبه في التيار، نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا في منطقته حاصبيا- مرجعيون، من حليفه رئيس الحزب السوري القومي الغجتماعي النائب أسعد حردان، فنقل ترشيح أبو جمرا فجأة إلى الدائرة الأولى في بيروت- الأشرفية لمنافسة نايلة تويني، ابنة النائب والصحافي جبران تويني الذي بات رمزاً لأبناء الأشرفية، والمديرة العامة المساعدة لجريدة quot;النهارquot; التي تحلّها الإحصاءات واستطلاعات الرأي في المرتبة الأولى بين المرشحين ويليها عن بُعد النائب السابق ميشال ساسين وأخيراً مرشح quot;التيار العونيquot;.
ويتساءل العونيون في الأشرفية، من دون أن يحظوا بجواب، عن السبب الذي دفع عون إلى quot;إحراقquot; نائبه الجنرال أبو جمرا بزجه في معركة بلا أمل في الفوز في الأشرفية، حين كان بإمكانه خوض المعركة بأحد الناشطين الشباب المؤهلين في تياره، وهم كثر؟
التعليقات