كاتب سعودي يتساءل: لماذا غاب إصبع حسن نصر الله؟
وحيد هاشم لإيلاف: دور حزب الله خرج عن سياقه الطبيعي
وفيما يبدو أن حزب الله قد سقط مؤخرًا من حسابات المصريين، والسعوديين، والكثير من العرب، بعد المكاسب العاطفية التي إكتسبها الحزب بعد أحداث 2006، كما ذكر الدكتور وحيد هاشم أستاذ العلوم السياسة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، في حديثه لـ quot; إيلاف quot;، حيث قال إن حزب الله خرج عن الدور الذي عرف به في الماضي، وهو استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل القوات الإسرائيلية، لكن دور الحزب الحالي تحول إلى أداة تحاول تفكيك الوحدة اللبنانية، إضافة إلى تحقيق مصالح إيرانية في دول عربية أخرى.
وذكر هاشم بأن الدور الذي يؤديه حزب الله لم يعد خفيًا، وأصبح المواطن العربي يشعر بهذه الأدوار، كما أنه ليس من داع لبقاء الحزب مسلحًا، بعد الأحداث الأخيرة، إضافة إلى محاولة جر المنطقة العربية إلى صراعات وحروب دون أسباب وجيهة، في الوقت الذي يعاني الحزب من جراحه الأخيرة.
واستبعد أستاذ السياسة في الوقت ذاته أن تكون أفعال حزب الله الأخيرة مثمرة للصالح القضية الفلسطينية، كما إستغرب دواعي قيام الحزب بعمليات وصفها بالإرهابية في بعض الدول العربية.
وكانت أنباء قد تم تداولها مؤخرًا، وأكدتها تصريحات نصر الله الأخيرة، تحدثت عن رسالة الرئيس المصري، للعاهل السعودي الملك عبدالله، حملها له رئيس المخابرات الوزير عمر سليمان، حيث تشير الأنباء إلى أن الرسالة تناولت محورين أحدهما يتعلق بملف حزب الله الذي لم يغلق منذ أحداث غزة الأخيرة.
في ظل تقارير مصرية تشير إلى أن حزب الله يخطط إلى إستهداف عددًا من دول المنطقة على رأسها مصر والسعودية، ووجود ارتباط بين الحزب وتنظيم القاعدة الذي يسعى إلى القيام بأعمال تخريبية في المملكة من خلال تسللهم إلى المملكة عن طريق الأراضي العراقية.
وكان عدد من الكتاب السعوديين قد تناولوا الأحداث الأخيرة، فيما ربط البعض الآخر ما يحدث الآن بأحداث تاريخية حدثت في دول، كانت أصابع الإتهام فيها تشير إلى إيران ومن يواليها، حيث كتب فارس بن حزام عن أحداث الكويت، ففي العام 1983 شهدت الكويت يوم اثنين أسود. استيقظت في 12 كانون الأول/ديسمبر على وقع تسع سيارات مفخخة استهدفت سبعة مواقع؛ السفارة الأميركية، السفارة الفرنسية، مصفاة الشعيبة النفطية، مطار الكويت، محطة كهربائية، شركة أميركية، مجمعًا سكنيًا، وقبض على المجموعة المنفذة، وتوزع الحكم على أفرادها الستة عشر بين الاعدام والسجن في جلسة 27 مارس 1984، وقد كانت بقيادة مصطفى بدر الدين. ولسوء حظ الكويت أن تنفيذ حكم الإعدام قد تأخر، وحدث الغزو العراقي للكويت، وفتحت أبواب السجن ليفر الجميع.
بالإضافة إلى محاولة إغتيال أمير الكويت آنذاك جابر الأحمد خلال استهداف موكبه في تاريخ 25 أيار/مايو 1985، وكذلك اختطاف طائرة quot;الجابريةquot; في شهر إبريل من العام 1985، وقتل راكبين على متنها وإلقائهما من الباب، واختطاف طائرة أخرى نهاية العام 1984.
فيما كتب مشاري الذايدي عن أن هذا الحزب يعيش حالة حرب مع دولة مصر، ولا تنفع هذه الحيل اللفظية في مديح الشعب المصري ومحاربة دولته، فهل يرضى حسن نصر الله وأمثاله من أتباع حزب الولي الفقيه بأن تأتي جهة ما تحارب النظام السياسي في إيران، وفيالوقت نفسه تمدح الشعب الإيراني والحضارة الفارسية؟ طبعًا لا، ولكن ذلك كله يدخل في إطار خطاب المغالطات والبلاغات المجازية.
وبدوره أرجع الكاتب داؤد الشريان تبني عمليات حزب الله إلى سببين السبب الأول، خشيته من صدور موقف لبناني رسمي، عبر رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء. فهو لا يريد ان يعطي الانطباع لجماهير الحزب، واللبنانيين عموما، انه مجرد مواطن في دولة، وان هناك من هو مسؤول عن تصرفاته والحزب. هناك دولة تتهم، وهنا quot;حزب اللهquot; يرد، ولا احد غيره. والرد من هذه الزاوية لم يكترث بتداعيات الموقف المصري والعلاقات المصرية - اللبنانية، وصورة الحزب في الشارع العربي، بقدر ما هو مهتم بمكانة الحزب وصورته عند جمهوره اللبناني. الرد ممارسة عملية لموقع quot;حزب اللهquot; على الارض اللبنانية، ولا نقول الساحة السياسية اللبنانية.
السبب الثاني، انتخابي صرف. وانتخابي هنا لا تعني ان السيد حسن نصرالله اراد من وراء الدفاع عن الحزب، وتبني الاتهام والفخر به، ان يمسك بطرف الصورة التي انشرحت امام الناخب اللبناني، وكسب اصوات جديدة على الساحة اللبنانية. وانما مخاطبة جمهوره الذي سيصوت له سلفًا. رغب في نقل الاتهام المصري الى جمهوره بلغة الحزب وتفسيراته، قبل ان تتسرب تفسيرات أخرى إلى أذهان الناس. وهو، في هذا الموقف، خالف القاعدة التقليدية في الدعاية السياسية التي تقوم على النفي المطلق. وعوضًا عن تكذيب الاتهام، اتجه الى تبنيه ومعاودة صوغه في سياق ومضمون مختلفين. وتصرفه لمحة ذكية في علم الدعاية السياسية.
يذكر أن الشرطة المصرية تلاحق عشرة لبنانيين وثلاثة فلسطينيين في منطقة نخل في وسط شبه جزيرة سينا المحاذية لقطاع غزة، للاشتباه في أنهم ينتمون إلى مجموعة تعمل في مصر لتهريب الأسلحة إلى غزة بأوامر من حزب الله
التعليقات