جويل فضول ndash;إيلاف: تختلف هذه السنة طريقة احتفال قسم التدقيق اللغويّ باتمام إيلاف عامها الثامن، إذ يستعرض المدقّقون أبرز هفوات المراسلين. قد تكون طريقة الاحتفال غريبة بالنسبة إلى بعضهم وقد تسقط الأسطر التالية بثقل على آخرين. قد تصنّف بأنَّها كوميديا سوداء، لكننا أردناها ابتسامة تلقائيَّة، ترتسم على وجه أسرة إيلاف ومتابعيها.
ويأتي استعراض quot;اعتداءاتquot; إيلاف - كما نصفها داخليًّا- على اللغة العربيَّة، وهي اعتداءات غير مقصودة بطبيعة الحال، في سياق الترفيه عن النفس، وللابتعاد قليلاً عن التوتّر الذي تفرضه ساعات العمل. لنضحك بتلقائيَّة إذًا، ليس من باب التقليل من شأن أحد، فمراسلو إيلاف هم أفراد هذه الأسرة، بل بهدف خلق جوّ صحيّ من دون تكلّف. فالجميع يخطئ حتىالعاملون في قسم التدقيق اللغوي، والذين يعانون بعد طول ساعات العمل، حالات فقدان للذاكرة جراء ما يطالعهم من مصائب، فما عادت الكلمات الصحيحة تبدو مألوفة، وأخذت مكانها الكلمات المبعثرة والخاطئة.
فمن غرائب الأحداث، أن تقرأ جملة تتألف من أكثر من عشرة أسطر، تغيب عنها النقاط والفواصل، فيغرق المدقّق في بحار الجملة الشاسعة والتي تبدو قياسيَّة تصلح أن تدخل في سجلات العالم للأرقام القياسيَّة!
ولـ quot;الإيلافيينquot; أحيانًا وجهة نظر مغايرة بالنسبة إلى أحرف الجرّ، فمن قال إنَّ من واجب هذه الأحرف أن تجرّ الكلمة التي تليها؟ ومثال على ذلك: quot;من قلقًا متزايدًاquot;. أمَّا الفعل النّاقص، فأصبح بمقدوره نصب الخبر حتّى لو كان هذا الخبر فعلاً، ولمزيد من التفاصيل، نطالع معًا الجمل التالية: quot;كانوا العمال يتسابقينquot; أو quot;بين المتداولون أناسًاquot;.
أمَّا صيغة جمع المفرد، فهذه لها طريقة خاصَّة في إيلاف أيضًا، فتجد مثلا أنَّ quot;أسانيدquot; هي جمع quot;سندquot;، وتتحوّل quot;أفرعquot; إلى جمع لكلمة فرع، وملايير جمع مليار. ومن خلال ما سبق، تبرز بوضوح مشكلة فيصياغة الجمع، فكلمة مديرين أو مديريين مثلاً تصبح جمعًا لكلمة مدير.
فتخيّل كيف تحولت عبارة الحمض النووي إلى الحامض النووي!، وكيف كتبت همزة يتساءل في أحد العناوين الرئيسة لتصبح quot;يتسائلquot;. ولكن الغرابةتكمن حينما ينصب المبتدأ أو يجر الخبر، كالعنوان التالي مثلاً: 2008 عامًا خاصًا.وتنسحب هذه الغرابةعلى أدوات الجزم التي ما عادت قادرة علىجزم الفعل، فهل أكثر من عبارة quot;لم يؤخذونquot;؟ بينما تبدّلت الادوار بين اسم الاشارة والموصولواداة الجزم، لتظهر لنا عبارة quot;الذين يمنعواquot;.
وإذا ما أكملنا في سلسلة الحوادث التي نواجهها يوميًا فلن ننتهي، فمثلاً لسنا ندري كيف أن كلمة أخرى تصبح quot;أخريquot; وكلمة على تصبح quot;عليquot; في الموضوع الواحد!
وأخيرًا، يتوجه قسم التدقيق اللغوي إلى جميع قراء ايلاف والعاملين فيها بمعايدة خاصة، آملين أن يبقى دائمًا في العالم العربي أناس مثقفون يحملون شعلة العلم والثقافة، لتبقى الصحافة منبرًا للحرية والموضوعية.
التعليقات