ازدادت اهميته مع الوصول الى منصب نائب رئيس الوزراء في بلاده
الشيخ منصور بن زايد.. جسر يربط بين (ابوظبي) و (دبي)
إيلاف من لندن: على مدى الاشهر التسعة الماضية، كانت صور الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الامارات العربية المتحدة تتصدر الصحف البريطانية على وجه الخصوص، والصحف الغربية عموماً بعد شراءه نادي مانتشيستر سيتي الانجليزي عبر مجموعة ابوظبي للاستثمار، تلا ذلك خطوة اخرى بشراء اسهم بنك باركليز وهي الخطوتان اللتان اثارتا الكثير من التساؤلات في وقت كان على العالم يتجه فعلياً نحو الازمة.
فقبل سبعة اشهر، استثمر الشيخ منصور في شراء اسهم قابلة للتحويل في البنك البريطاني (باركليز) بقيمة 3.5 مليار دولار (2.2 مليار جنيه استرليني)، في الوقت الذي عانى البنك من التعثر وكان يبحث عن مساعدة القطاع الخاص له لتخطي الازمة، بدل الحل المتوفر وقتها والقاضي بالاعتماد على الحكومة البريطانية التي ستنقذه من خلال (التأميم) الذي انتشر كحل وحيد للانقاذ من الازمة.
وتعزز ظهوره مع هذه الازمة، حيث تراجعت قيمة استثماراته في بنك باركليز بسببها، وهو الامر الذي جعل الصحف البريطانية على وجه الخصوص والصحف الغربية عموماً تتسأل، ان كان هناك من سيسأل شقيق الرئيس الاماراتي عن اتجاه الاموال الاماراتية التي يملكها والسبب في وضعها في استثمارات خاطئة وفي هذا التوقيت.. ولكن مع هذه الاسئلة كان واضحاً في الايام القليلة الماضية ان الشيخ منصور هو quot;من ضحك كثيراًquot; وقد quot;ضحك كثيراًquot; كما يقول المثل العربي.
في الايام القليلة الماضية، تصدر الشيخ منصور من جديد العناوين، بفضل قيامه ببيع السندات القابلة للتحويل في المصرف البريطاني والخاصة بشركة الاستثمارات الدولية البترولية (ايبيك) والتي تحول الى 1.3 مليار سهم بقيمة تصل الى اكثر ن 4 مليارات جنيه استرليني ليحقق الشيخ منصور ارباح تصل الى 1.4 مليار جنيه.
لم يكن هذا غريباً، فقد نجح شيوخ ابوظبي في استثمارات عشرات المليارات من الدولارات حول العالم في السنوات القليلة الماضية كما تقول صحيفة الفاينيشال تايمز، والشيخ منصور لم يكن استثناءً، quot;لكنه قدم وجهاً شاباً ومرناً يمثل جيل باكمله في تلك الامارة ظهر بعد وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة في 2004quot; بحسب الصحيفة البريطانية.
لكن خطوة الشيخ منصور بن زايد طرحت الكثير من الاسئلة، اهما يتعلق بعمر استثمارات ابوظبي عالمياً، فسبعة اشهر فقط من امتلاك اسهم باركليز فقط لايمثل استثماراً طويل الامد، كما لايمثل السياسة الاماراتية في كل القطاعات المبنية على التأني بحسب المراقبين الغربيين.
لكن خطوات الشيخ الاماراتي على صعيد النادي الانجليزي (مانتشيستر سيتي) تبدو مختلفة، فقد اشترى خلال هذا الاسبوع غارث باري بقيمة 12 مليون جنيه استرليني، كما يحاول الحصول على خدمات اللاعب البرازيلي (كاكا) الذي يمثل نادي ميلان الايطالي، وهذا يعني ان امتلاكه للنادي الانجليزي قد يطول ربما لموسم اخر.
والشيخ منصور المولود عام 1970 باعتباره الابن الحادي عشر من بين ابناء الشيخ زايد الـ 19 (ويقال 21)، هو احد الوجوه التي تعد بالكثير على صعيد الامارات نفسها، درس في ابوظبي، ونال في عام 1993 على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية بالولايات المتحدة الامريكية، حيث يقول اصدقاءه المقربون منه، انه كان يخصص جل وقته للدراسة بما فيه ايام نهاية الاسبوع، بينما كان اصدقاءه يذهبون للتخييم في المناطق القريبة من المدينة التي درسوا بها.
وتقدر ثروته اليوم نحو 33 مليار جنيه استرليني، بينما ثروة عائلته بنحو 550 مليار جنيه استرليني، وهو متزوج من الشيخة منال وهي ابنة الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بدولة الامارات العربية المتحدة وله ابنة هي فاطمة تبلغ من العمر 3 سنوات وتظهر كثيراً في وسائل الاعلام المحلية، ومحمد الاصغر منها والبالغ من العمر سنة ونصف السنة، وقد تزوج سابقاً من الشيخة علياء بنت بطي بن حامد وانجب منها ابنه زايد ويبلغ من العمر نحو 12 عاماً.
كان هذا الزواج في الخامس من مايو 2005 هو الاهم في حياته، حيث زاد من اهميته على مستوى الامارات، كونه يربط بين اهم عائلتين فيها (ال نهيان) و (ال مكتوم) بكل ما تحملانه من نفوذ وثروات، وتقول المصادر الغربية انه كان المهندس الرئيسي لفكرة منح ابوظبي لدبي الصكوك بقيمة 20 مليار دولار خلال الاشهر الستة الماضية من اجل المساهمة في تخفيف حدة الازمة المالية العالمية عليها بحسب احد المسوؤلين في دبي والذي رفض الكشف عن اسمه quot;هو كوالده.. يؤمن بالاتحاد اولاً وثم في ابوظبيquot;.
بعد تخرجه ، بدأ بالانشغال في العمل كرئيس لمجلس ادارة شركة الاستثمارات البترولية الدولية (ايبيك)، ثم تحول للعمل في مكاتب والده بحلول عام 1997، ولم يتغير موقعه كثيراً بمجيء اخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الى السلطة، على الاقل حتى الشهر الماضي، حينما قام الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم رئيس الحكومة الاماراتية بتعينيه نائباً له في تغيير مفاجئ يقول عنه المراقبون انه يدل على ان التأثير المتزايد للشيخ منصور في المشهد السياسي في بلاده.
ويتولى الشيخ منصور كاشقاءه العديد من المواقع في الدولة، بالاضافة الى انه رياضي من الطراز الاول، وخصوصا في رياضة الفروسية، وله جذور في عالم كرة القدم في بلاده، ويترأس بنك الخليج الاول، وجهاز ابوظبي للاستثمار وبفضل كل هذا لم يكن غريباً ان تضمه مجلة فوربيس في قائمة المليونيرات على مستوى العالم باموال تصل الى 4.9 مليار دولار، وهو ظهوره الاول في قوائم المجلة المالية الشهيرة.
ويروج بعض الاماراتيين ان الشيخ منصور قد يصل الى مرتبة ولاية العهد في امارة ابوظبي في المستقبل خصوصاً وانه الاكثر قرباً من المسؤولين والاكثر عملاً في فرق وزارية، وغالباً ما تجد بابه مفتوح حتى وقت متأخر من الليل من اجل مناقشة امور الدولة.
التعليقات