تحول هام في المسار السياسي ومصلحة الإيرانيين في عراق قوي
ردود الافعال العراقية حول أحداث ونتائج الانتخابات الإيرانية
صباح الخفاجي من بغداد: وصف حسام العزاوي، عضو مجلس النواب، الانتخابات الإيرانية ونتائجها على انها تحول مهم في مسار العمل السياسي في إيران. وقال برزت أصوات راغبة في التغيير و رافضة التطرف ومطالبة بالتوجه نحو الاعتدال البناء لخدمة ايران ودول المنطقة.. وأضاف انه quot;رغم النتائج الا ان هناك تحولا واضحا فرضه الشعب الإيراني الرافض للعزلة والتطرف. وهذا التحول يفرض ان تبنى علاقة ايران مع شعوب المنطقة على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادلquot;.. ويعتقد العزاوي ان هناك فرصة حقيقية أمام القيادات الإيرانية في إعادة صياغة سياساتها الخارجية وان يكون الاصلاح فيها حقيقيا، وان تكون شريكا ايجابيا وليس شريكا سلبيا كما كانت قبل الانتخابات. ولفت العزاوي الى ضرورة ان تكون لإيران ثوابت متوازنة في التعامل مع دول الجوار، وخصوصا العراق. و لابد ان تكون العلاقة طبية مبنية على التوازن لمصلحة الشعبين العراقي والإيراني، وان تمتلك ايران أدوات حقيقية لتأسيس علاقات إستراتيجية بين إيران والعراق ودول الجوار.. وهو امر يجب على القيادات الإيرانية ان تتبناه على أسس سياسات مرتكزة بناء على مصالح مشتركة وليس ان تجر إيران المنطقة إلى توتر مهلك..
وفي سؤال لـquot;إيلافquot; عن الأحداث
النائبحسام العزاوي |
اما بخصوص الرسالة التي وجهتها نتائج الانتخابات الايرانية للساسة العراقيين قال العزاوي انه quot;على الساسة العراقيين ان ينتبهوا الى ان المرحلة المقبلة خطرة خصوصا ان العملية السياسية العراقية بنيت على أساس المحاصصة وهو خطأ فادح لم نحصد منه سوى الإخفاق -إخفاق كبير على مستوى الأداء السياسي وعلى الوضع الأمني الذي تحسن تحسنا موقتا وحذرا, وهناك إخفاق كبير في الاقتصاد وبناء المؤسسات العراقية والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولةquot;..
ويرى حسام العزاوي انه يتوجب خلق أجواء إرادة سياسية مبنية على إرادة الإنسان العراقي الذي اسقط الطائفية والنهج الطائفي..ولفت الى ضرورة إدراك الساسة العراقيين خطورة المرحلة الانتخابية المقبلة, و هي مرحلة شديدة الخطورة ومصيرية بالنسبة إلى العراق خصوصا بعد مرور 6 سنوات على التحرير حيث دفع الشعب العراقي ثمن الطائفية والمحاصصة..لهذا قد ينعكس الوضع في العراق على المنطقة بأكملها وليس على العراق لهذا نأمل ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة مشروع وطني يجمع كل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية او العرقية وان يكون العراق لكل العراقيين وان يكون حق التعايش حقا لكل العراقيين في عراق موحد..
النائب أسامة النجيفي |
النائب اسامة النجيفي علق على التظاهرات الرافضة لفوز محمود احمدي نجاد لدورة رئاسية جديدة بالقول :لمسنا رغبة حقيقية بالتغيير من قبل من الشعب الايراني. فاغلب المتظاهرين هم من الشباب المتحمس وسمعنا ان هناك طعنا بنتائج الانتخابات وان هناك تحقيقا قد فتح اعتراضا على النتائج.ما يدلل على رغبة شعبية حقيقية في التغيير..
لكن النجيفي يرى الأمر لن يتغير بالنسبة إلى إيران من حيث سيطرة المؤسسة الدينية على القرارات الإيرانية.وبسبب سيطرة المرشد العام للثورة الإسلامية في إيران.
وأضاف النجيفي: قد تختلف صيغة الخطاب الإيراني الخارجي بالنسبة إلى الغرب،لكن لن يطرأ تغيير جوهري على خطاب إيران في العراق او الدول المجاورة.
وقال النجيفي:.ينتمي جميع مرشحي الرئاسة الإيرانية إلى المؤسسة الدينية وان اختلفت نبرة الخطابات قليلا..فبالنسبة إلى مير حسين موسوي فقد كان رئيسا لوزراء إيران في بداية الثورة الإسلامية الإيرانية وخلال الحرب العراقية الإيرانية.وكان له دور مهم وحيوي. وبالنسبة إلى الطرح الذي تقدم به (موسوي) فهو حاول رفع شعار تخفيف اللهجة الشديدة مع الغرب او إسرائيل او الملف النووي.لكنه لم يطرح شيئا بخصوص العراق او الدول المجاورة..لهذا لا اشعر بوجود تغيير فعلي حقيقي في السياسة الايرانية..!!
ويرى المحلل السياسي والقانوني البارز طارق حرب ان نتائج الانتخابات ليست مفاجئة ومتوقعة من ناحية واقعية لكنها غير متوقعة من قبل بعض وسائل الاعلام التي ترى الواقع الايراني خلافا لواقعه وخلافا لما هو حاصل.. لكن العراق يتأثر بالواقع الايراني بشكل كبير ووصول حكومة متطرفة في ايران يشكل ضررا على العراق ووصول حكومة معتدلة تحقق نتائج طيبة ويجب ان لا ننسى ان بين العراق وايران حدودا مشتركة تصل الى اكثر من الف كيلومتر وان بيننا قضايا عالقة وان حربا كانت بيننا وايران استمرت لثماني سنوات وان هناك مصلحة في العراق للاستقرار الامني في ايران ومصلحة لايران في الاستقرار الامني في العراق..واظن انه يجب ان توجد حكومة في ايران تحترم العراق والشعب العراقي وحكومته وان تحترم ارادة العراق ووحدة العراق..لا يمكن لدولة مجاورة أن لا تتأثر بالاحداث الجارية في دولة مجاورة اخرى.
المحلل السياسي طارق حرب |
ان المرحلة التي وصل العراق اليها يجب ان توضع في حسبان الحكومة الإيرانية التي يجب ان لا تنظر لعراق اليوم نظرتها لعراق 2005.عندما لم توجد حكومة عراقية..حكومة العراق اليوم حكومة ذات سيادة وهناك استقلال وسحب للقوات الاجنبية.
وفي سؤال لإيلاف عن الكيفية التي ستمكن الحكومة الإيرانية من اختلاف وتغيير سياستها مع العراق بوجود الرئيس الإسلامي المتطرف نفسه احمدي نجاد قال حرب:صحيح ان احمدي نجاد هو نفسه لكنه يدرك انه لم يفز الا بنسبة قليلة على منافسه وان نجاد فاز بنسبة 63% وهي ليست النسبة ذاتها التي فاز بها في انتخابات دورته الرئاسية الاولى..وعلى الرئيس الإيراني ان يدرك ان الأمور تغيرت بالنسبة للشارع الإيراني والعراقي كذلك..
وقال حرب ان السياسة الأميركية التي كانت ترى اسرائيل دولة وحيدة اختلفت وأصبحت تنادي بقيام دولة فلسطينية أخرى كالدولة الإسرائيلية..وهذا امر يجب ان تدركه القيادة الإيرانية وان تنتبه الى انبثاق طرح جديد يجافي النزاعات وهو طرح مختلف عن الخمسينات والستينات.. وهو امر على إيران إدراكه..فمثلا في ما يتعلق بالجانب الأمني في العراق فان من مصلحة إيران استتباب وتحقيق المنجز الامني في العراق لكي تضمن ايران سلامة زائريها المتدفقين على المراقد الدينية في العراق..وعلى إيران دعم وجود حكومة قوية في العراق حتى لا تسمح بتقديم العراق لقمة سائغة للسعودية مثلا.
اذن من مصلحة ايران ان تكون الحكومة في العراق حكومة جادة وقوية.لان الإيرانيين عانوا وضاقوا الويلات من نظام صدام لهذا من مصلحتهم اليوم ان تكون حكومة العراق قوية وان تكون العلاقات بين إيران والعراق مبنية على أساس الاحترام والمصالح المشتركة.. وواصل حرب quot;ان الإيرانيين يبحثون عن مصلحتهم فعليهم العمل على دعم عراق قوي مستقل لان أي نظام اخر ممكن ان يذيقهم الويل.وجود نظام آخر في العراق من شأنه مثلا ان يعمل على تشجيع دولة العربستانيين في الاحواز. اومن شانه تشجيع الإيرانيين في شمال العراق.وقد يتحول العراق الى ممر لتمرير المتفجرات والتفجيريين إلى إيران او إدخال الأسلحة الى المتمردين في ايران.. ان لم يعرف الإيرانيون مصلحتهم فأنهم سيخسرون كثيرا..وعليهم ان لا يفرطوا بمصلحتهم قبل ان يفرطوا في مصلحة العراق او دول الجوارquot;..
وأضاف طارق حرب المحلل السياسي الأبرزquot; صرح اوباما من القاهرة ان القوات الأميركية ستنسحب كمرحلة اولى وهناك معاهدة أمنية في العراق..مما يعني ان مرحلة المخاوف الإيرانية انتهت اما اذا استمرت تلك المخاوف فهذا يعني إيجاد الإيرانيين (شماعة) يعلقون بها شرورهم نحو العراق. وعلق طارق حرب ان انتخابات 16/1/2010 ستفرز الكثير لمن يؤمن بالعراق اولا..وستفرز قيادة عراقية جديدة وتبلور سياسة عراقية جديدة تنص على احترام ايران كجارة مسلمة وتطالبها بمبادلة الاحترام وتطالب القيادات الإيرانية بالمعاملة بالمثل مبادلة الاستقلال ووحدة الأراضي العراقية وسيادتها.
ويذكر ان الانتخابات الإيرانية التي شهدت اعتراضات كبيرة من قبل الإيرانيين واتهامات بتزوير نتائج الانتخابات انتهت بفوز الرئيس احمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية والذي شهدت فترته الرئاسية اتهامات كبيرة بالتدخل بالشأن العراقي لكن نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الحالي عملت على اجهاض المشروع الطائفي الذي أتاح لقوى سياسية كبرى الصعود في العراق وتسلم مقاليد السلطتين التنفيذية والتشريعية..
التعليقات