الرياضة النسائية في السعودية تبحث عن مخرج للطوارئ
الأميرة عادلة... أميرة التغيير في مواجهة نائبة زوجها في الوزارة


أحمد البشري من الرياض: الكرة النسائية في ملعب من هذه المرة، فبعد أن تناول مجلس الشورى في جلساتٍ سابقة، وظهور بضع فتاوي تحرم أو تجيز ارتباط المرأة بالرياضة، لينتقل الحديث إلى الإعلام، ثم إلى الشارع السعودي، وينتهي هذه الأيام بمواجهة خفية، بين سيدتين من أعيان المجتمع النسوي في السعودية.

بين الأميرة عادلة بنت عبدالله، ابنة العاهل السعودي التي لمع أسمها في السنوات الأخيرة، بوصفها أحد النساء الباحثات عن الإصلاح، وأرتبط حضورها بالمبادرات الإنسانية والثقافية الاجتماعية داخل الأوساط النسائية المحافظة، دون أن تكون مسؤولة مباشرة في مؤسسة حكومية، أو خاصة، يقودها اعتدالها، وتواضعها وجاهها، لتكون عضوًا مهمًا في العديد من مشاريع التغيير في حيوات المرأة السعودية.

وبين شخصية العام السعودية، أو كما يحلو لوسائل الإعلام تسميتها، بالوزيرة الأولى، على الرغم من أنها تشغل منصب quot;نائبquot; وزارة التربية والتعليم لشؤون البنات، أحد أقوى شخصيات العام بحسب تصنيف مجلة quot;التايمquot; الأميركية، بعد أن طالبت الأميرة عادلة، زوجة وزير الوزارة ذاتها، التي تشغل الفائز وكالتها، بضرورة الإسراع باعتماد الرياضة البدنية في مدارس البنات بالتعليم الأهلي والعام , وذلك من خلال الرياضات الإحمائية اليومية الخفيفة واللياقية البعيدة عن الخشونة.

وذكرت الأميرة عادلة، بأنه الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذه الخطوات بعد تزايد الأمراض المرتبطة بالسمنة وعدم الحركة والتي أصبحت خطراً على الفتاة السعودية.

بعد أن تقدم باحثون من كلية الطب في جامعة الملك فيصل في الدمام، بدراسة تهتم بتحديد العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبط بانتشار السمنة بين طالبات المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية. والتي أشارت إلى أن نسبة انتشار السمنة بين طالبات المدارس من تلك الفئة العمرية كانت مرتفعة.

وربما أن هذه التصريحات قد أثارت السيدة نورة الفائز، لتخرج للإعلام بقولها: بأن الوقت ما زال مبكراً على الانتقال لتلك المرحلة، لتثير زوبعة أخرى بين المطالبين بحقوق المرأة السعودية، ويبدو كذلك للمتابعين أن ظهور الفائز الإعلامي أصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام، وصفحات الإنترنت لأيام عديدة بعد كل مناسبة تظهر بها النائبة التي تصف نفسها بأنها (نجدية محافظة).

بدأ من حديثها عن صورتها التي تم تداولها بشكل موسع بعد تنصيبها في نائبة في الوزارة، حيث ذكرت بأنها سيدة محافظة لا تقبل بظهور صورتها، وبأن الصورة الحالية الوحيدة تم أخذها من إحدى شهاداتها الدراسية دون علمها، ومروراً بحديثها عن هويتها النجدية المحافظة، ونقابها، الذي حرك الصحافة آنذاك ليظهر من يتهمها بالعنصرية الدينية في مثل هذا النوع من التصاريح، بالإضافة لحديثها عن عدم قدرتها على الظهور على شاشات التلفزة إلى بإذن، ومؤخراً حديثها عن الأندية الرياضية النسائية، ووقتها الأنسب.

ورغم تصريح النائبة الفائز التصحيحي لما جاء نقل عنها، وبأنها ليست ضد ممارسة الرياضة في مدارس البنات، مشددة على أنها لم تصرح لوسائل الإعلام بتأجيلها، وقالت: quot;لم يصدر قرار نستطيع الإعلان عنه حاليا بشأن ممارسة الطالبات للرياضة في المدارسquot;. إلا أن هناك تساؤلات يطرحها المراقبون، عن جدوى التأخير الفعلي، لهذا النوع من الأنشطة التي يتعين تطبيقها منذ سنوات طويلة.

وسينقل الفاكس والإيميل كل تصريحات الفائز الجديدة، إثر ما اعتبرته laquo;تصريحات مغلوطة وقررت استقبال الأسئلة مكتوبة عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني؛ للحد من نشر أي خبر لا يحمل تصريحا حقيقيا منها هي شخصيا ولتحري الدقة في نقل المعلومة.

يذكر أن الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي حرم الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، قد طالبت في وقت سابق بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية ودعمها لممارسة الرياضة من قِبل مؤسسات المجتمع الاجتماعية والرياضية.

وفي تصريح لها نقلته صحيفة الجزيرة ذكرت فيه بأن الرياضة بمفهومها الواسع لم تعد رياضة تنافسية، بل أصبحت مطلباً مهماً وملحاً للجميع، وأصبحت الظاهرة الحضارية لهذا العصر.. مؤكدة على قيمة الرياضة من أجل حياة صحية وغرس مبادئها في نفوس جميع الناس على مختلف مستوياتهم العمرية.

كما طالبت الباحثة السعودية الدكتور أمال آل الشيخ، أستاذة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، بإنشاء أندية رياضية مغلقة شعارها laquo;للنساء فقطraquo;، على غرار الأندية الرجالية المنتشرة في جميع المدن السعودية، وتحت إشراف حكومي يتمثل في الرعاية العامة للشباب، بحيث توفر ملاعب وصالات مجهزة تسمح للمرأة بمزاولة الرياضة والانخراط في الفرق النسائية، بما يجمع بين المتعة والفائدة، مرجعة ذلك لمحدودية فرص الترويح الخاصة بالمرأة، وهو ما جاء على ضوء دراسة أجرتها بعنوان laquo;تحليل نمط توزيع الفرص الترويحية والسياحية المتاحة للمرأة السعودية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافيةraquo;. نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وفسرت آل الشيخ، في حديثها لـلصحيفة، مفهوم الأندية الرياضة الخاصة بالنساء، بكونها تتضمن ملاعب تسمح بمزاولة المرأة للرياضة وأماكن للركض والجري، ومساحات مائية لمزاولة بعض الأنشطة الترويحية كالسباحة والتزلج والألعاب المائية وغيرها، مؤكدة أن هذه الأندية تراعي خصوصية المرأة السعودية، ومن شأنها فتح مجالات جديدة لتوظيف النساء في قطاع إدارة الأندية الرياضية والعمل عليها تحت قيم وضوابط معينة، وهو ما تراه سيخفض من نسبة البطالة النسائية، التي وصلت لنحو 27 في المائة.

يذكر أن مجلس الشورى السعودي قد ناقش في أحدى جلساته القضية ذاتها، حيث طالب أعضاء المجلس بإلزام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء أندية نسائية تكون تحت إشراف نسائي، مؤكدين في مداخلاتهم عبر مناقشتهم التقرير السنوي للرئاسة للعام المالي 1427/1428، المقدم من لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، والذي جاء فيه أن قرار إنشاء أندية نسائية صدر منذ فترة بعيدة من قبل مجلس الشورى لكنه لم يطبق.

كما علق مجهولون في وقت سابق لافتة كبيرة تعارض إقامة أندية رياضية نسائية عنونوها بـquot;لا للأندية النسائيةquot; ولم تحمل اللافتة اسم الجهة المنظمة لها ولا أي أرقام أو عناوين تدل على هوية من قاموا بتعليقها. كما نشرته صحيفة الوطن وقتها.

وشوهدت اللوحة الكبيرة تزيد مساحتها عن 6 أمتار مربعة معلقة على أسوار الممشى الجنوبي الذي يحيط بمدينة الملك فهد الطبية على طريق خريص وسط الرياض ويقصده هواة ممارسة رياضة المشي بشكل يومي في الفترة المسائية خاصة السيدات, واحتوت على صورة لكرة قدم مشطوبة بعلامة (إكس) وبجوارها عبارة quot;لا للأندية النسائيةquot; وعنونت اللافتة باسم حملة quot;حياتي دثاريquot; وquot;الحملة الوطنية لمواجهة الأفكار الضالة والتيارات التغريبيةquot;.

كما احتوت على الحديث النبوي, قال الرسول (ص): quot;الحياء بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمانquot; وعبارات تقول أختي المسلمة: الحياء والإيمان قرنًا جميعًا إذا رفع أحدهما رفع الآخر, وأبيات شعرية تتحدث عن ذات المعنى.