جمال المعيقل من الرياض: سبعة أشهر هو عمر المحنة التي نسفت حراك اقتصاديات نامية، وقلبت موازين القوى الاقتصادية، وأسست لتبعية جديدة ليس بمفهومها الاستعماري الصرف وإنما بنفوذها الاقتصادي. فالغزو العراقي كلف الدول العربية فاتورة ضخمة ناهزت التريليون دولار ، حسب التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 1999م، ولتأتي ألسنة لهب حرائق النفط في منصات الكويت لتحصد نتاج نمو سنين عجاف على كل القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، ليكون عام الغزو أشد جفافا في موارده من الأعوام التي قبله، ولتعاني أذرع الاقتصاد بدء من قطاع الزراعة والثروة الحيوانية وصيد البحر، وقطاع البناء والتشييد، وقطاع الخدمات المالية والعقارية، وقطاع الخدمات الاجتماعية، وقطاع التجارة والمطاعم والفنادق، وقطاع النقل والتخزين والمواصلات، وقطاع الكهرباء والماء، وقطاع الصناعات التحويلية، وليقتص هذا الغزو من الناتج المحلي والإجمالي في عام الكارثة، مما أدى إلى تقليص مقومات الإنتاج وتقويض القدرة الإنتاجية للاقتصاديات الوطنية العربية وتراجع التجارة البينية.
أزمة الخليج تلك أعادت من جديد تأسيس quot;هيكل الاقتصاد العالمي quot;، وأسهمت في عودة دور العرب في الاقتصاد العالمي إلى الوراء اذ ان جميع المؤشرات كانت تؤكد على انهيار مكانة العرب الدولية، مما سمح بإقصائهم عن الاقتصاد العالمي، ولا سيما قطاع المال، ولتبقى منابع الذهب الأسود معادلة معقدة لموازين حسابات أعادت تقسيم الفلك الاقتصادي، وأعادت بناء ترتيب عشاق الأرقام الصعب ليتغنى الغرب quot;برب ضارة نافعة quot; وليغني العرب quot;كل على ليلاه quot;.
تابع أيضا: |
ملف إيلاف في الذكرى الثامنة عشرلغزو الكويت - إيلاف |
الكويت استخدمت 50 مليار دولار لمواجهته 23 مليار دولار أضرار الغزو العراقي للكويت محمد العوفي من الرياض |
الغزو العراقي شعرة قصمت ظهر الاقتصاديات العربية |
في الذكرى التاسعة عشرة لغزو العراق للكويت عراقيون يحذرون من تكرار مأساة غزو الكويت صباح الخفاجي من بغداد |
غزو الكويت بعثر قواعد اللعبة السياسية في المنطقة الخليجية عامر الحنتولي من الكويت |
أزمة الخليج كيف قفزت بأسعار النفط؟ |
فلسطينيون: إحتلال الكويت خطأ تاريخي دفع شعبنا ثمنه |
المحاصصة الطائفية ضربت الإقتصاد العراقي في مقتل |
العلاقات ليست ورديّة والسياسيون يتحملون المسؤولية |
|
التعليقات