رحاب ضاهر من بيروت: برزت عدة أسئلة، بعد الضجة التي صاحبت الحلقة التي ظهر فيها شاب سعودي وتحدث عن علاقاته الجنسية، في برنامج أحمر بالخط العريض، وكان أبرز تلك التساؤلات: هل المجتمع السعودي فوق النقد؟!
إيلاف طرحت هذا السؤال، وغيره، على مجموعة من المثقفين والصحافيين من لبنان والسعودية، لتسلط الضوء أكثر على هذه القضية التي شغلت الرأي العام على مدى الأسابيع الماضية، في ظل اتهامات من الجانب السعودي بتشويه صورة المجتمع واستغلال بعض الشباب من الجنسين للظهور والتحدث بأمور تعتبر من التابوهات في السعودية.
قد تكون ضجة غير مبررة ، او مفتعلة ما أثير حول الحلقة التي قيل إنها كانت الأخيرة من برنامج quot;أحمر بالخط العريضquot; رغم أن معلومات مؤكدة لإيلاف تقول إنها لم تكن الحلقة الأخيرة وكان يحضر لحلقتين اخريين قبل اختتام الموسم الثاني من البرنامج.
الأمر الذي أثار كثيرا من علامات الاستفهام ، وخصوصا إعلان زواج مالك مكتبي والنائب نايلة تويني عقب عرض الحلقة، والضجة التي اثارتها اعترافات quot;مازن عبد الجوادquot; الأمر الذي يطرح كثيرا من علامات الاستفهام التي يبقى جوابها حتما لدى مالك مكتبي نفسه الذي ما زال في شهر العسل ولا يرد على أي اتصال، وأيضا صمت المحطة التي يبدو أنها واقعة تحت حرج كبير في ظل ما يقال عن سحب كبار المعلنين إعلاناتهم من المحطة واعتبارها أنها وجهت إساءة للمملكة العربية السعودية حيث اتصلت إيلاف أكثر من مرة بالمسؤولة الإعلامية للقناة ولم نحصل على اي رد في محاولة لتجنيب القناة مسوؤلية أي تصريح قد لايكون في مكانه في الوقت الحالي .
من جهة اخرى علمت إيلاف ان محطة quot;ال بي سيquot; لن تصدر اي بيان كما قيل في السابق ، وكما علمت إيلاف من مصادرها ان المحطة لم تقرر بعد ان كان سيتم إيقاف البرنامج ام لا . ربما في محاولة من المحطة ان تلعب على وتر برامج رمضان التخمة التلفزيونية التي تصيب المشاهدين في هذه الفترة مما قد تصبح قضية مالك مكتبي ومازن عبد الجواد في طي النسيان بعد شهر رمضان .وبإنتظار ما سيصدر عن المحطة وما قد يصرح به مكتبي بعد عودته .
إيلاف التقت عددا من الإعلاميين والمثقفين وطرحت عليهم ثلاثة اسئلة لمعرفة رأيهم بما يحصل:
1- هل المجتمع السعودي فوق النقد؟
2-هل يعبر فرد عن مجتمع بأكمله ؟
3-هل يتحكم المعلن بحرية الاعلام؟
جوزيف عيساوي: هل يجرؤ صحفي لبناني على انتقاد بعض النشاز في صوت السيدة فيروز
ما من مجتمع فوق النقد . لا السعودي ولا المصري ولا اللبناني رغم ان شعوبنا تتعاطى مع نفسها بقداسة وبأنها فوق النقد . فإذا انتقدنا حالة فردية كما حدث في برنامج quot;أحمر بالخط العريضquot; والضجة التي حدثت في السعودية وهنا. حيث اعتبر الأمر انك تصورين حالة الشعب وليس فردا واحدا هذا على الصعيد الإجتماعي لا اتحدث عن السعودية فقط بل هنا في لبنان يحدث الشيء نفسه أما ان انتقلنا إلى مجال اخر وانتقدنا مفكرا أو فنانا يعتبر رمزا من الرموز الوطنية فإنك بذلك تعتبرين انك ارتكبت المعاصي . فهل يجرؤ أحد من المصريين أن ينتقد علاقة السيدة أم كلثوم بالسلطة في عهد الملك فاروق وعهد الثورة! هل يجرؤ صحفي لبناني على انتقاد صوت السيدة فيروز وبعض النشاز خلال غنائها في الحفلات الأخيرة دون أن تقام قيامة الكثيرين !
وخصوصا المطربة الكبيرة وجوقتها الإعلامية.فتارة تتهم أنك تنتهك رمزا وطنيا ، وتارة لاتفهم بالموسيقى وتارة بإنه ضد ارز لبنان والرب شخصيا. نحن شعوب سعيدة بثباتها الطويل وتحلم أنها غير ما هي عليه ، وترفض وجود الإنسان الفرد الذي يتحمل مسؤوليته سلبا وإيجابا ويكون هو المسؤول عن اخطائه. فنحن مجتمعات quot;القطيعquot; ونرفض الفردية كما نرفض فكرة المواطنة مستسلمين لسلطة الوصاية الدينية والقبلية والطائفية . رافضين الحداثة التي أول شروطها واخرها النقد ثم النقد ثم النقد.
وحول تحكم المعلن بحرية الإعلام اجاب :quot; أسف لتهديد المعلنين بسحب إعلاناتهم من محطة ناجحة جدا وثانيا تؤدي دورا وان اعترض البعض على بعض الاخطاء فيها إلا ان دورها فيه كثير من الإيجابية ونشر الأفكار الجديدة . وأنا سعيد أن هذه المحطة الرائدة عربيا تقدم لمجتمعاتنا مرآة عبر بعض البرامج التي تكشف عورتنا أو فلنقل واقعنا تمهيدا لإصلاحه ومعالجته .وأرى أنه يجب ان يكون للمعلن دور بأن يكون مساهما في تطوير مجتمعه بدعم الإعلام الجاد والحرية لا ان يحجمه ويحطمه بدعوى الاساءة للمجتمع. صحيح أن بعض القنوات والبرامج في كل المحطات تميل إلى الإثارة والاستعراض والمبالغة لكن هذا لاينفي انها تسلط الضوء على قضايا ومشاكل وأمور علينا الإعتراف بها ومعالجتها بروح العلم وليس بروح القبلية والعشيرة والطائفية و مشاعر وصاية دينية زائفة ، وأنا لا اتحدث عن السعودية فقط ، ففي لبنان طالني عام 97 الأذى نفسه . يومها اعترضت لجنة من رجال الطائفية سميت لجنة رجال الدين على حلقة quot;الجسدquot; في برنامج quot;ناس من ذهبquot; وقد اجبر وزير الإعلام وقتها باسم السبع على الخضوع لهذه اللجنة التي ترفض وجود المثليين في لبنان وترفض الإعتراف أن لبنان دولة من الأفراد لا من الطوائف ، وأن الجسد حديقة فيها الازهار والملذات وهو ليس في خدمة الافكار ، بل انه في حوار مع الروح ويتفاعلان من أجل انسان سعيد لايتأكله الكبت وتتحكم به السلطات الزمنية والروحية .
الإعلامية هلا المر : شعرة بين الفضيحة والحقيقة
اما بخصوص ان كان فرد يعبر عن المجتمع ففنّدت ذلك قائلة :quot; ولامرة كان فرد يعبر عن مجتمع فمثلا لو ظهر شخص لبناني من منطقة بعلبك وتحدث عن العشائرية في تلك المنطقة فهل نعتبره يعبر مثلا عن أهالي بيروت! هو لايمثل كافة المجتمع اللبناني بل هو يمثل منطقته ومحيطه . اما لناحية تحكم المعلن بحرية الإعلان فاعتبرت أنه فعلا يتحكم بذلك لان المعلن مبدأه التجارة ومن خلال تجربتي في العمل التلفزيوني المعلن يصل تحكمه لدرجة انه يفرض مذيعا او مذيعة او يستبعدها .
الناقد والصحفي محمد حجازي: السعودي حر أن يكون كما يريد
الناقد المشاكس وصاحب القلم اللاذع الصحفي محمد حجازي حاول في اجابته ان يكون دبلوماسيا ومسالما على غير العادة حيث قال :quot; المجتمع السعودي حر ان يكون كما يريد ، وان يضع محاذير كما يرتاح وتناسبه وان يمارس كما يتناسب مع قيمه وتقاليده وإلا لماذا وضعت القوانين وسن الدستور في المجتمع!
اما بخصوص إن كان الفرد يمثل المجتمع فمن المفترض نعم الفرد يمثل المجتمع ، ولكن لايكون ذلك قاعدة ثابتة . في كل مجتمع يوجد النقيضان الشرير والخّير .
وبخصوص تحكم المعلن بحرية الاعلام فقد صرح أن الإعلانات هي عصب كل المحطات والقنوات في العالم العربي . وإذا كان يوجد إشكال مع مواطنظهر وتكلم بطريقة سلبية فالمشكلة مع البرنامج الذي استضاف ذلك المواطن ويجب ان يعاقب البرنامج وليس المحطة.
الصحفي اندريه داغر: انتبه! المشاركة باحمر بالخط العريض تؤدي بك الى السجن او الى الجلدquot;
المجتمع السعودي ليس فوق النقد بتاتا ، فالأخطاء واردة في كل البلدان وفي كل المجتمعات وهي لا تعرف قراءة الحدود الجغرافية فلا تتخطاها،فالأخطاء أمية ولا تميز بين سعودي فتبتعد وتهرب عنه خوفا من القصاص، وبين لبناني او مصري او كويتي مثلا ،فالاخطاء موجودة في كل مكان وإغماض أعيننا عنها هو الخطأ الفاضح بحد ذاته ولا يجوز لنا ان نعيش كالنعام ، فطمر رأسنا تحت التراب لا يلغي الاخطاء لا بل افضاءة عليها هي من تساهم في تخفيفها املا بإلغائها، ولا يوجد مجتمع منزه عن الرذيلة او الخطأ،وهذا الكلام ينطبق على المجتمع السعودي اكثر من غيره، بحسب ما يردنا من وقائع سعودية ومن اناس سعوديين يخافون المجاهرة بما يتعرضون له خوفا من العقاب فيصمتون ويئنون تحت جراحهم، ويموتون دون ان يدري احد بهم ، أهكذا تُبنى الاوطان والمجتمعات؟
اما حول ما إذا كان الفرد يمثل المجتمع فقال: الفرد حكما لا يمثل مجتمعا قائما بحد ذاته ولكنه يمثل شريحة موجودة ضمن هذا المجتمع ، وهو عادة يكون نموذجا يمثل خير او شر هذا المجتمع ، هناك مثل يقول quot;الانسان ابن بيئته quot; ولكنني لا اظنه يشمل الجميع او ينطبق على الكل ،فممكن ان تجد مثلالصّا ابن دكتور او محاميا والده مجرم ،فالظروف تأخذنا في بعض المرات حيث لا نشتهي ، وفي مرات اخرى نتبع شهواتنا الذي تأخذنا عبر رياحها الى شواطئ الرذيلة ونحن راضون مستسلمون فرحون بانتصار شهواتنا على مبادئنا.
وحول علاقة المعلن بحرية الإعلام اجاب:quot; للاسف الاعلان يتحكم بالاعلام وانا وصلتني معلومة ممكن ان نستعملها كمثل للاجابة على هذا السؤال ومفادها انه تم تهديد بسحب الاعلانات من على شاشة ال quot;ال بي سيquot; اذا ما استمرت باستضافة نماذج سعودية للتكلم عن بعض ما يعانونه من مشاكل ،فلا اعرف لماذا يحاولون طمر مشاكلهم وعدم البوح بها انه فعلا لامر عجيب، واعود هنا واكرر ان المجتمع السعودي يعاني مشاكل كبيرة وعميقة ومخيفة جدا واحب ان اؤكد ان المجتمع العربي على علم بها وهي ليست بخفية عنه ،وما يهددون بتنفيذه في ما لو استمر الاعلام بالكشف عن هذه المشاكل يزيد التأكيد من وجودها وانتشارها والقبول بها ربما،وهنا سأستشهد بمثل اخر quot;ان ابتليتم بالمعاصي فاستترواquot; ولكن سنصل الى مكان يضيق الستر علينا فتنفضح معاصينا اذا لم نعالجها كما يجب .
جو معلوف: فليسحب المعلن إعلانه لآخذ وقتا اطول
وإذا ظهرت حالة ما فهذا يشير إلى وجود شريحة مثلها في المجتمع ويعني انها فعلا تمثل فئة موجودة ولا نستطيع نفي هذا الأمر ونقول ان مجتمعنا ليس كذلك ، وانا شخصيا تعرضت لكثير من الضغط في برنامجي والهجوم كما حصل مثلا في حلقة quot;اماكن السهر في لبنانquot; حيث اعتبرت اني اشوه صورة لبنان كما اتعرض لضغوضات لاعتبارات مصلحة عامة او خاصة او لمراعاة معلن ما يهدد انه لايريد أن يعلن في برنامجي لكني لااهتم ولا اساير لاني اذا سايرت سأصبح مثلي مثل باقي وسائل الاعلام الآخرى . بالنسبة لي لاأريد المعلن ولا أريد إعلانا ليذهب ويعلن في برامج اخرى هكذا يكون لدي وقت اطول لأناقش موضوع الحلقة .
الحلقة الثانية: quot;إيلافquot; تجيب من يسأل عن سبب الغضب السعودي على مازن!
التعليقات