إيلاف من الرياض: استحوذ قرار إغلاق مكاتب قناة المؤسسة اللبنانية للارسال quot;LBCquot; في السعودية، على اهتمام كبير في وسائل الاعلام المختلفة سواء في السعودية أو لبنان، او غيرهما من الدول العربية, فيما بدأت مساع حثيثة من قبل ادارة القناة وشخصيات أخرى لاقناع وزارة الاعلام بالعودة عن القرار على اعتبار ان برنامج quot;أحمر بالخط العريضquot; الذي أثار الضجة لا يبث من تلك المكاتب، ولم يسبق ان استضافت أي شخصية سعودية للظهور في هذا البرنامج.
وتباينت المواقف من القرار الذي دخل حيز التنفيذ اول من أمس، إذ أيده بعض الكتاب، فيما استنكره آخرون، واعتبروه مجحف بحق القناة اللبنانية، مع تأكيدهم على خطأها الفادح في استضافة الشاب السعودي الذي بات يعرف بـquot;المفاخر بعلاقاته الجنسيةquot;، ودعوتهم لمحاسبة القائمين على هذا البرنامج لضمان عدم تكرار ما حدث مرة أخرى.
وطبقا لما ذكرته صحيفة المدينة السعودية، فإن وفدا من مسئولي المؤسسة اللبنانية للارسال، وصل الى جدة لبحث القضية وإيجاد حلول لها ومتابعة عملية اغلاق المكتب بجدة ولقاء المسؤلين بوزارة الثقافة و الإعلام، ونقلت الصحيفة عن عضو في الوفد قوله انه قدم
مع عدد من المسئولين في القناة للتباحث في كافة اطراف القضية وإيجاد الحلول لها.
لكن وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد عبدالرحمن الهزاع نفى للصحيفة ذاتها اعادة فتح مكتب القناة في جدة، موضحا أن مندوب الوزارة قام بإزالة الملصق الخاص بالوزارة من على باب مكتب القناة لعدم تدخل الوزارة في قرار الإغلاق , مشيرا إلى أن مندوب الوزارة وضع الملصق أول أمس باجتهاد شخصي منه وبعد مراجعة الجهات الرقابية لمكتب القناة والتأكد من إقفاله اكتشفت وجود الملصق الخاص بإغلاق محلات التسجيلات الصوتية ومحلات بيع أشرطة الفيديو وغيرها وطالبت بإزالته لعدم تدخل وزارة الثقافة والإعلام في قرار إغلاق المكتب مؤكدا وجود الشمع الأحمر الخاص بالجهات الأمنية على باب المكتب بجدة.
وحول مدة إغلاق مكتب قناة LBC بجدة كشف الهزاع أن مدة إغلاق مكتب القناة خاضعة للجهات المختصة بأمر التحقيق في قضية (المجاهر بالرذيلة) مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم وصول أي خطاب للوزارة بشأن إغلاق مكتب القناة بالرياض .
وتأكيدا لما ذكرته quot;إيلافquot; في وقت سابق، قال الهزاع إن الوزارة تكثف استعداداتها حاليا لإجراء نظام منح تراخيص للقنوات الفضائية للبث المباشر أو المداخلات الفضائية المباشرة من داخل المملكة مبينا أن القنوات الفضائية تقوم حاليا بإجراء مداخلات مباشرة لضيوفها من المملكة عبر أجهزة خاصة عن طريق الأقمار الصناعية في استوديوهاتها المتواجدة بالمملكة سواء بالرياض أو جدة أو المنطقة الشرقية بدون تراخيص معللا ذلك بعدم وجود نظام سابق يستخدم في هذا المجال ومفيدا بأنه لم تتقدم أي قناة فضائية إلى هذا الوقت لطلب ترخيص بث مباشر من المملكة وأن المكاتب الموجودة هي لتقديم الخدمات العامة كالتنسيق والمتابعة والمراسلة وغيرها .
وحاز مقال للكاتب السعودي تركي الدخيل في صحيفة الوطن على نسبة كبيرة من التعليقات المتباينة، في حين تسائل الكتاب عن سبب اغلاق القناة اللبنانية، وقال إن الحديث التلفزيوني الذي أدلى به الشاب السعودي الذي ظهر في البرنامج كان مقززاً، ليس من باب ادعاء الفضائل والتمظهر بالصلاح، لكنه حديث لا ينشر في القنوات العامة، حتى في الغرب، حيث تتسع دائرة العلاقة بالجنس، وتضيق دائرة المحرمات.
وتابع quot;الخطأ الذي ارتكب ببث تلك السفاهات، وهاتيك الحماقات، لا يمكن تبريره، فالفارق بين الحرية والوقاحة قد يبدو دقيقاً، لكنه شاسع بطبيعة الحالquot;، لكنه استدرك قائلا quot;غير أني رغم تحفظي واشمئزازي من المقطع الذي شاهدته للشاب السعودي، وهو يتحدث بفخر عن جولاته ومعاركه الفحولية، أرى أن إغلاق مكاتب القناة التي بثت البرنامج، ليس إجراءً صحيحاً بتاتاً، وقيام جهات مدنية برفع دعوى ضد الشاب الذي أساء لمجتمعه وجيرانه، ونشر ما اتسخ من غسيله، كان إجراءً متحضراً، يعكس تفاعل المجتمع عبر سلوك مدني، مع قضية تسببت لآحاد الناس بالضرر، أما إغلاق القناة بالشمع الأحمر، فهو إجراء لا يحل المشكلة بقدر ما يعززها، من وجهة نظر العبد الفقير إلى اللهquot;.
ومضى يقول quot;لقد كان تعبير الناس عن امتعاضهم كافياً، لردع هؤلاء وأولئك وغيرهم عن تكرار خطأ في حق مجتمع، ظنوا أن بقاء أحاديثه ردحاً من الزمن سراً من الأسرار، سيجعل إظهار بعض غريبها سبقاً صحفياً، ولا يوجد رادع أقسى من رادع الناس، وقد عبر
الناس عن موقفهم بجلاء من القضية، فلماذا نغلق مكتب قناة، أو نمنع نشر صحيفة أو نوقف توزيع كتاب؟!quot;.
ويبدو ان قرار الاغلاق الذي جاء قبل ايام فقط من حلول شهر رمضان كان بمثابة ضربة قاصمة للقناة اللبنانية، التي تحاول بشتى الطرق اقناع المسؤولين السعوديين بالتراجع عن القرار، الذي يعني سريانه فقدانها لمورد أساسي تعتمد عليه في بقائها وهو الاعلانات التجارية السعودية، التي يهدد حجبها مستقبل القناة.
ورغم كل الجدل الذي أثير فإن القائمون على برنامج quot;أحمر بالخط العريضquot; لا يبالون بما يجري، حيث نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن أحد معدي البرنامج قوله quot;إنّنا حرصنا على أن نختتم الموسم الثاني بـlaquo;اللذة الجنسيّةraquo;، خوفاً من ردود الفعل العنيفة تجاه الحلقة ككلّquot;.
وفي غضون ذلك، أكدت صحيفة اليوم السعودية ان مواطنين أحدهما سوري والآخر لبناني تقدما بشكوى رسمية للسلطات اللبنانية ضد الإعلامي اللبناني مالك مكتبي مقدم البرنامج وذلك بعد تجاوزه الواضح وإثارته للفتن والمشاكل بعد أن قام بتصويرهما بصورة مغايرة لما تم الاتفاق عليه عند التحضير للبرنامج بحسب شكوى المواطنين.
وأشار مصدر إلى أن السلطات اللبنانية شرعت بالفعل في إجراء تحقيق مع مالك على خلفية الشكوى ،مؤكدة أن الشكوك تزايدت حول مصداقية ما يقدمه مكتبي في برنامجه خاصة فيما يتعلق بمسألة إحضار(الضيوف). حيث قالت العديد من الجهات: إن مكتبي يقدّم مقابلا ماديا لضيوفه نظير ما يقومون به من أعمال لبرنامجه الذي اشتهر بتجاوزاته للخطوط الحمراء.
التعليقات