سيف الصانع من دبي: أثارت محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رجل الداخليّة القوي في الخليج صدمةً واستغرابًا شديدين في الأوساط الأمنيّة والسياسيّة والشعبيّة في المملكة العربيّة السعوديّة ودول المنطقة على السواء، باعتبار أنّ الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، الابن الثاني للأمير نايف بن عبد العزيز، الذي يتربّع بعد أخويه الملك عبد الله والأمير سلطان، على هرم السلطة في السعوديّة، يعدّ أكبر مقاتل للإرهاب والإرهابيين في المنطقة.
وتقول أوساط خليجيّة لـquot;إيلافquot; إنّ ما حصل يستدعي التوقّف مليًّا عند دلالات قدرة المجرمين على الوصول إلى رجل الأمن البارز ومعاني هذه الجريمة الخطرة، مؤكّدين على أنّ ماحدث لن يمرّ ولن تتجاوزه الأحداث بسرعة، بل سيكون عنوان مرحلة أو مراحل مقبلة.
وتتساءل تلك الأوساطعمّا إذا كانالأمن السعودي سيراجع حساباته بعد هذه الحادثة في اتّجاه اتّخاذ تدابير تحول نهائيًّا دون تكرارها، فتنتصر بذلك الأصوات الداعية إلى التعامل بحزم وشدّة مع الإرهاب والإرهابيّين والدّاعين إليه والمحرّضين عليه، واعتبار أهل الإرهاب تاليًا ملّة واحدة، وليسوا على درجات، أو أوجه.
ويلاحظ أنّ الأمن السعودي لجأ إلى طرق مختلفة في التّعامل مع الإرهاب، فهو استخدم العصا كما استخدم الجزرة، لا بل بالغ في استخدامها لحمل المتورّطين والقابلين للتورّط على التراجع عن مسارهم الخاطئ والمؤذي، وعوّل على هذا الأسلوب في تعاطيه مع من يؤيّدون الأعمال الإرهابيّة ظاهريًّا وباطنيًّا، وها هو الآن يواجه منعطفًا يتعلّق بحسابات جديدة تفيد بأنّ القوى المتطرّفة لا تفرّق ولا تميّز في توجيه ضرباتها.
لكنّ مراقبًا سعوديًّا بارزًا يقول إنّ من ارتكب محاولة الاغتيال استطاع الوصول إلى الأمير محمد بن نايف في داره بسهولة، نظرًا إلى عدم وجود إجراءات أمنيّة مشدّدة لحمايته، فضلاً عن أنّه يستقبل إرهابيّين تائبين في بيته على غرار استقباله الزّعيم المتشدّد سفر الحوالي الذي اصطحب إرهابيًّا تائبًا،الأمر الذييعني أنّ جريمة الاعتداء كانت مدروسة بدقّة وأنّ المعتدي كان يعرف طريقه والسبيل للوصول إلى الشخصيّة البارزة والرجل القوي في الداخليّة.
وبحسب معلومات حصلت عليها quot;إيلافquot;، فإنّ حرّاس الأمن في قصر الأمير محمّد تحفّظوا على الهاتف الجوّال من الإرهابي التائب قبل دخوله، كما هو معتاد في الاستقبالات الرسميّة، وحين قابل الأمير أخبره بأنّ هاتفه مع الأمن وأنّه بحاجة إلى مهاتفة أصدقاء له، فسمح له الأمير محمّد بالحصول على هاتفه من الأمن، وحين حصل عليه وهمّ بالعودة باتّجاه الأمير تعثر وسقط وانفجر وسط دهشة الجميع.
كذلك لوحظ أنّ البيان السعودي لم يكشف شخصيّة مرتكب المحاولة وجنسيّته ولا الجهة التي تقف وراءه، على الرّغم من أنّ الأمير محمّد بن نايف، في لقائه مع عمّه الملك عبدالله، أشار إلى quot;الفئة الضالّةquot;، وهذا تعبير يستخدم في المملكة للإشارة إلى تنظيم quot;القاعدةquot;.
ولكنّ الاحتمالات كلّها تبقى مفتوحة، على ما قال مراقب أمني، خصوصًا أنّ أجهزة الأمن ما زالت تحتفظ ببقايا جثّة مرتكب الاعتداء،الأمر الذييسهّل التعرّف إليه.
وعلمت quot;إيلافquot; بأنّ التحفّظ عن اسم المرتكب يعود إلى الرغبة في كشف كلّ العناصر المحيطة بمحاولة الاعتداء الذي يعدّ أحد أهمّ الأحداث في المنطقة، لِما يمثّله الأمير محمد بن نايف من رموز ومعان ودلالات، ليس لكونه مساعدًا لوزير الداخليّة السعودي ومؤثّرًا في القرار الداخلي منذ عدّة سنوات فحسب، بل لأنّه شخصيّة غير عادية بين أقرانه يتعلّق بها الرأي العام السعودي ويحترمها ويقدّرها، لِما عُرف عنه من استقامة وعمل دؤوب لا يكلّ، حتى في رحلاته وإجازاته، علمًا بأنّها نادرة.
كما يتمتّع الأمير محمّد باحترام وتقدير كبيرين في الخارج. وفي هذا السياق قال مسؤول أميركي بارز في واشنطن لـquot;إيلافquot; إنّ الأمير محمد quot;يعرفنا جيّدًا ونعرفه جيّدًا، وهو رجل مفاوضات صعبة، لكنّه ماهر في العلاقات العامّةquot;.
التعليقات