منذ مدة طويلة تتردد اسماء السادة يونادم يوسف كنا السكرتير الحالي للحركة الديمقراطية الآشورية وعضو مجلس النواب العراقي وكوركيس رشو زيا (نينوس بثيو) السكرتير السابق للحركة في الدوريات ووسائل الاعلام الحزبية والمستقلة كعملاء لاجهزة المخابرات الصدامية، ففي الوقت الذي لا نود تأكيد التهمة او نفيها، الا ان صمت السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا على مثل هذه التهمة والوثائق التي تصر على تأكيدهاهو صمت مريب ومثير للشكوك والضنون.
ان اي شخص اخر في مكانهما لكان قد سعى الى المطالبة بمقاضاة الصحف التي نشرت مثل هذه الوثائق كجريدة الحوزة قبل عام او اكثر وهاولاتي محاولة منهم لنبرئة ساحتهم من مثل هذه التهمة الخطيرة، ولكن الصمت وعدم اثارة المسألة والسكوت عنها امر مثير حقا.
بالطبع ان السذج من الموالين الذين تمكنا السيدان كنا وزيا من اقناعهم بان هذه كلها مؤامرات للحد من الدور المحوري للحركة الديمقارطية الاشورية وقيادتها الرشيدة!! وخصوصا ان الاعداء يدركون ما الثقل الذي يتمتع به السيدان في النضال القومي!! وان نهج الحركة قد اخاف الحاقدين!! اقول ان مثل هؤلاء سيبقون محدودي العدد وما يربطهم هو رباط المصلحة او المكابرة لاغير.
بالمقابل قام الاستاذ مسعود البارازاني باصدار التعليمات لتشكيل لجنة للتحقيق في ملفات الجواسيس الكورد المتورطين مع جهاز استخبارات النظام، بعد ان نشرت الاسماء الجريدتين المستقلتين اوينة وهاولاتي واللتان قالتا انهما مستعدتان لابداء كل التعاون مع اصرارهما على نشر كل ما يصلهما من وثائق اخرى ومعلومات بهذا الخصوص.
بين السكوت المريب من قبل من وردت اسمائهم في هذه الوثائق من ابناء شعبنا وبين وضوح موقف الاستاذ مسعود البارزاني، نقف مشدوهين لصمتهم عن الدفاع عن انفسهم بعد ان صاروا متهمين وتلطخت سمعتهم بين كل القوى السياسية وبين ابناء شعبنا وحتى بين انصارهم وشركائهم في القيادة ولكن بهمس ومحاولات تبرير ميؤوس منها، والظاهر ان القوى السياسية العراقية والتي باتت مستعدة للحوار مع من وردت اسماءهم من ابناء شعبنا العاملين في المجال السياسي هم فقط تيار القوميين العرب والناصريين وقد يكون من خلف الابواب البعثيين اي القوى المساندة للارهاب او المانحة له البعد الايدولوجي!!.
ان شعبنا مقدم على استحقاقات كبيرة، ولعل منها الموقف من دستور اقليم كردستان العراق، والحكم الذاتي وغيرها من الامور الاساسية التي تتطلب وحدة الموقف والارادة، وبرغم من ادراكنا ان الحركة الديمقراطية الاشورية لم تكن في يوم من الايام مستعدة للتعاون مع اي طرف لاجل تحقيق اي شئ لشعبنا، كونها كانت تعمل دائما ولا تزال بمنطق اما باسمي اولا، الا ان الاستحقاقات المقبلة تتطلب حقا شحذ همة القوى السياسية.
ولكن في ظل بقاء السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا على رأس مصدر القرار في الحركة، سيكون من المشكوك فيه ان تقوم اية جهة ما بالاتصال بالحركة او القبول بالتعامل معها، فالمطلوب اليوم وقبل الغد ولكي يكون للحركة دور ما ان تنأى بنفسها عن الشخصين المذكورين ولو مؤقتا لحين تبيان الحقائق الكاملة.
ان انقاذ سمعة الحركة ودورها في العمل السياسي هو افضل من بقائها مرتهنة لهذه الاقاويل، لا بل ان الحركة وبهذه الصورة لن تكون قادرة على الحوار السياسي مع اي طرف، فكيف الامر بطلب تحقيق انجازات سياسية؟.
اليوم صار من حقنا، ان نعيد ونذكر انصار الحركة او من بقى منهم نصيرا حقيقيا، هل سيتم اعادة النظر بكل السياسات التي جرتهم اليها قيادتهم؟ وخصوصا حملة الاتهامات التي طالت كل الاطراف السياسية لشعبنا وبضمنها حزبنا الحزب الوطني الاشوري، الذي عملت الحركة وقيادتها بالذات على تلطيخ سمعته ونشر الاكاذيب حوله ومحاولة اغتيال احد قادته وتزوير وثائقه وتقديم معلومات او تجميع منشوراته وتقديمها لاطراف سياسية من المعارضة وغيرها، يقينا من اجل تحجيم دور الحزب وكانه هوعدوها اللدود، حتى وصل الامر بها الى ان جل عمل الحركة كان منصبا على تحجيم الحزب من خلال فرض الشروط للمشاركة في اي اجتماع قومي على ان لا يكون الحزب الوطني الاشوري من ضمن المجتمعين وهل ننسى كراس الثقافي رقم 7 السئ الصيت ومن حقنا ان نقول ان ما كتب فيه عن الحزب الوطني الاشوري كان يعبر بالحقيقة عن حقيقة كاتبيه ليس الا، فالسارق يعتقد ان الكل لصوص!!.
واليوم لا اعتقد ان حزبا سياسيا من احزاب شعبنا لم تلطخ سمعته من قبل قيادة الحركة دون مسوغ عقلاني واخلاقي، في الوقت الذي كان الجميع مستعدا للتعاون مع الحركة، الا يحق لنا التساؤل عن اسباب هذه الحرب التي ادخلتنا فيها الحركة؟ واعني بها الحرب بين تنظيماتنا القومية، وهل يحق لنا ان نستنتج بان اسبابها كانت الهاء الشعب بالقشور لكي ينسي المطالبة بحقوقه الاساسية؟ والا يحق لنا القول ان هذه الحرب كانت مفتعلة ومن اوامر الجهات المرتبطين بها هؤلاء القادة لاجل تحجيم دورنا في المعارضة العراقية؟ في ظل هذا السكوت المريب من حقنا ان نقول لاعضاء الحركة اخوتنا انكم مدانون لعدم اتخاذكم القرار الصائب والذي يعبرعن حقيقة شعور غالبية من ساندكم وعاضدكم.
ولم تتوقف الحركة من خلق ازمات متتالية في شعبنا مدعومة بالظاهر من جهات عديدة ولتحقيق مصالح معينة، فها هي تخلق وتدخل في ازمة مع الكنيسة الشرقية الاشورية، وكلنا سمعنا وقرانا ما عمل عليه اعضاء الحركة وخصوصا انصارها في المهجر، فرغم الهدوء الحذر الذي اتسموا به في الاونة الاخيرة الا ان الهجوم عاود واتخذ اشكال عديدة بعد زيارة قداسة مار دنخا الرابع للعراق، وكل مرة بسبب ما ولسبب ما وكل الاسباب تافهة وغير اساسية. ومنذ مدة وخصوصا منذ الانتخابات الاولى للجمعية الوطنية العراقية تتخذ الحركة الديمقراطية الاشورية موقفا تصعيديا وملئ بالحقد والكره في اعلامها نحو جيراننا الاقربون واعني الشعب الكوردي ولو كان النقد موجها لمواقف احزاب معينة لهان الامر ولكنه خطاب عنصري تلفيقي، يرمي الى تهديد العيش المشترك بين كل سكان اقليم كردستان العراق، ومرة اخرى نعيد ونكرر التساؤول المشروع،ما الهدف؟ ولماذا ينجر البعض خلف هذا الخطاب الديماغوجي الذي يرمي الى وضع كل الانتكاسات على الاخرين ويبرئ الذات، والذات اليوم متهمة بشكل علني وسمعتها ملطخة وهذه الذات التي تعتبر نفسها فوق النقد ساكتة صامتة صمت القبور، لان الاتهام لم يأت من جهة ما بل من عدة اطراف وجهات.
وقبل ان تنطفئ معركة الحركة مع الكنيسة، اشعلتها مع الاستاذ سركيس اغاجان متهمة اياه بشتى التهم لا لشئ فقط لانه تمكن من انجاز ما لم تنجزه برغم من ان شعبنا قدم لها الكثير.
وليس في نيتنا ان نكون القضاة، ولا ان نصدر الاتهامات، فنحن بايماننا بالقوانين والدساتير التي ناضلنا من اجل ان يحكم بلدنا بواسطتها وليس بواسطة اوامر عليا، علينا ان ندرك ان من تلطخت سمعته بمثل هذه الاتهامات يلحق الضرر الكبير بقضية شعبه وتنظيمه وكل من يتعامل معه، ان اقل ما هو مطلوب اليوم من الحركة الديمقراطية الاشورية هو تجميد عضوية الشخصين المذكورين في قيادتها لحين ظهور الحقائق الثابتة ببرائتهم او ادانتهم.
انني شخصيا كنت قد كتبت مقالة عن التسامح نشر حينها في جريدة المستقبل التي كانت تصدرها تنظيمات حركة الوفاق الوطني، ادعوا فيها الى التسامح مع من لم تتلطخ يده بدماء العراقيين، وان لا نعمم التهم بحيث نقول ان كل التكارتة مثلا بعثيين، ولكن البعثي شئ ومن يتعامل مع استخبارات النظام شئ اخر، البعثي والغالبية منهم كانت بعثية من اجل لقمة العيش، لحماية عوائلهم، اما منتسبوا الاستخبارات والمخابرات فقد كانوا يمدون النظام بمعلومات عن المعارضة وعن الشخصيات الشريفة من ابناء شعبهم سواء كاموا اشوريين ام غيرهم لاجل التخلص منها اوتحجيمها على الاقل، وفي كل هذا ان منتسبوا اجهزة النظام وبالمستويات العليا هذه امر مشين وقبيح ان لم يكن اجراما، هذه هي التهمة الملصقة بابناء شعبنا ممن وردت اسمائهم في هذه القوائم.
اما محاولة تبرير تعاون الشخصيات هذه مع اجهزة النظام، بالخطوة التي اقدم فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني بسماحه بدخول القوات العراقية الى اربيل، فهذه المسألة تعتبر قمة في تغبية انصارهم والجهل السياسي فتعاون قوة كبرى في منطقة ما مع جهة بسبب خطر تراه عظيما ويأتي مدعوما من دولة جارة وهي ايضا ليست طرفا صديقا مائة بالمائة، امر اخر، والتعاون كان مكشوفا وقد قيل لتحقيق مصالح متبادلة ولم يكن سريا بين السيد مسعود البارازاني واجهزة النظام، ولم يقم اي طرف بتزويد النظام بمعلومات عن المعارضة العراقية، ان ما حدث في تلك الاحداث هو تصرف من تصرفات قيادة دولة وكردستان العراق كانت شبه دولة قائمة ورأت ان الاقليم في حالة خطر داهم فخطر قليل افضل من خطر عظيم، وكلنا نعلم بأن المفاوضات بين نظام بغداد والقوى الكردستانية كانت معلومة للجميع من أجل الوصول الى حالة معينة من الاستقرار في الاقليم، وهناك فرق شاسع بين اجراء مفاوضات وبين العمل كجواسيس وعملاء!!!.
اذا المطلوب اليوم وليس غدا من قبل الحركة وانصارها القوميين الشرفاء التحرك العاجل للتخلص او تجميد السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا، لتستعيد وضعها الطبيعي بين تنظيمات شعبنا، وكفى من الدعايات المضادة والحروب الدونكيشوتية التي تدعي قيادة الحركة انها تقوم بها من اجل شرف الامة، فشرف الامة لن يعيده لها من صار متهما باقدس ما يملكه الانسان وهو الامانة تجاه امته وشعبه.
واخيرا انني شخصيا اقولها بكل صراحة (ان كانت المعلومات صحيحة) كم من التقارير التي رفعوها الى مخابرات النظام تحت جنح الظلام عذبت والمت ارواح شهداء الحركة الذين اعدمتهم مقاصل من باتوا اسياد يعقوب ونينوس مقابل حفنة من الامتيازات او وعود، اليست مساومة رخيصة جدا حياة رفيق مقابل امتياز موعود، فماذا يمكن ان يسميها او يطلقوا عليها من تسميات او يجدوا لها من مبررات كل الرفاق وخاصة من سجنوا مع الشهداء وسمعوا انينهم من جراء التعذيب.
استريحوا ايها الشهداء فالعار لا بد ان ينكشف يوما والاخلاص والتضحية ستبقى نجما تتلألأ في سماء امتنا دائما.


تيري بطرس
[email protected]