هناك صورة هزت الضمير العالمي تلك التي التقطها المصور الفيتنامي نك أوت في شهر يونيو من عام 1972 صورة الفتاة quot;كيم فوك الفتاة الفيتنامية البالغة من العمر آنذاك 9 أعوام، هاربة من بلدتها (محترقة) بعد هجوم بقنابل النابالم شنه الجيش الأمريكيquot; وفازت بجائزة بولتزر.
وها هي الصورة تتكرر اليوم لطفلين بريئين يصرخان حرقة من الآمهما وعذابهما فهما محترقان لا بقنابل نابلم ! ولا من الجيش الأمريكي! أو الجيش الإسرائيلي ! بل من قضاء مخترق بالأيديولوجية الدينية المتطرفة quot;النرجسيةquot; فهما يصرخان quot;ماريو أندروquot; يصرخان من الألم والحرق المعنوي quot;الذي يعد أشد ألماً من الحرق الجسديquot; نريد أن نعيش مسيحيين... نريد أن نعيش مسيحيين.
لأننا عشنا المسيح لأننا ذقنا طعم العشرة معه فهو إله محب ودود، فلماذا تريدون حرماننا ممن أحببنا؟!
لماذا تحطمون براءتنا؟!
لماذا تنتهكون حرمتنا؟!
لماذا تبغون فرقتنا؟
لماذا تدمرون مستقبلنا؟ باسم الدين حاشا للدين أن يُفرض بالقوة، لا يُجبر عليه، الدين أسمى من تلك المفاهيم البالية، الدين عاطفة حب وسماحة ووداعة، الدين تملك وجداني، الدين عشق إلهي، الدين لا يفرض أبداً.
مازالت صرخة أندرو وماريو تدوي أصدائها داخل قلب ووجدان كل مصري صادق، كل أب، وكل أم، كل إنسان محب للحياة والطفولة البريئة.
نريد أن نعيش مسيحيين حسب الدستور المصري.
نريد أن نعيش مسيحيين حسب ميثاق الأمم المتحدة.
نريد أن نعيش مسيحيين طبقاً لإنسانيتنا.
نريد أن نعيش مسيحيين لرغبتنا وحسب إيماننا ومعتقدنا.
نريد أن نعيش مسيحيين فلماذا تقتلون براءتنا؟! لماذا تسعون لهدم عشنا الجميل؟! لماذا تسعون لتدميرنا؟! لماذا؟!! لماذا؟!! لماذا؟!!
لماذا أحكامكم خالية من العدل والرحمة والرفق بالبشر؟
لماذا تستهينون بالآلام البشر؟
لماذا أحكامكم أحكام دينية بالية تسحق حياة الآخر وتلغي حقه في الحياة الكريمة وفى اختيار العقيدة؟
هل النرجسية الدينية مسؤولة عن قتل براءة الأطفال لتحول فرحهم لحزن وضحكاتهم لدموع والآلام لتسحق براءتهم؟
أكد التاريخ بأن ما حدث لإنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية جعلها تنحدر للهاوية، فهرع مساعدي تشرشل محذرينه من خطورة الموقف على السلام الاجتماعي... وأن البلد معرضة للانهيار فسألهم لماذا؟ أجابوه لقد تفشت الرشوة في كل مناحي الدولة!! فسألهم هل تفشت في القضاء؟!! أجابوا بالنفي قال إذاً البلد بخير، أما مصر بلدنا تفشت فيها الرشوة والفساد في كل مناحي الحياة حتى القضاء وأحكامه ضد القانون والعرف والإنسانية لتحول الجاني إلى مجني عليه والمجني عليه إلى جاني والطامة الكبرى ليس في الرشوة بل في اختراق التطرف لصمام أمان البلد، وصمام أمان الفقراء، وصمام أمان المظلومين فقد اخترق القضاء، فكانت النتيجة هي انقلاب ميزان العدالة، وفكت العٌصَابة عن عيونهم.
أصبحوا يفرقون بين البشر كلٍ تبعاً لديانته هذا مسيحي لا تٌقبل شهادته.. أما هذا فمسلم وجب تعضيده. هذا قاتل مسلم يُِحكَم عليه سنة مع إيقاف التنفيذ، وهذا قاتل مسيحي يستحق الإعدام !!
هذا كاهن قبطي يستحق الأشغال شاقة لمدة خمس سنوات..الخ
إننا نناشدكم دعونا نعيش...
دعونا نعيش كيفما اعتقدنا...
دعونا نعيش مع من أحببنا...
دعونا نعيش ولا تحاسبونا فالله له الحساب وله الثواب والعقاب اتركونا نحيا كمسيحيين.
فنحن لن ننكر المسيح أبداً فهو في قلوبنا، وأذهاننا، فقد ملك على مشاعرنا فلن ننكره أبداً.
تعلمنا في الكنيسة أن أحد القديسين وهو القديس بوليكاربوس أسقف مدينة سيرمينا الشهيرة بازميير ذو الـ 86 عاماً قد عُذِبَ عذاب رهيب، وحينما قيل له أنكر المسيح أنكر المسيح لتخلص من العذاب!!..
فأجاب بوليكاربوس قائلاً ستة وثمانين سنة خدمته ولم يفعل لي ضرراً فكيف أُجَدف علي ملكي الذي خلصني !!! فأمثال هذا القديس مثلنا الأعلى..
ونحن نقول دعونا مسيحيين لأننا لن ننكر المسيح، لأننا لم نر منه سوى الحب والرعاية.
هو القائل quot;إن نسيت الأم رضيعها أنا لا أنساكمquot;، وquot;نقشتكم على كفة يدي من مسَّكم يمس حدقة عينيquot;، وهو القائل quot;لاتخف ولا ترتعد لأني معكquot;، فهو الإله المحب لنا.
دعونا نحيا بإيماننا المسيحي وكفى اغتصاباً لحق الله.
ماريو وأندرو.
مدحت قلادة
[email protected]
التعليقات