كانت قناة المنار التابعة لحزب الله تعرض يومياً ولعشرات المرات مشهداً. يظهر فيه جندي إسرائيلي يجري وراء طفل فلسطيني قد رشقه بالحجارة. بعد أن توقف الجندي عن الملاحقة. وأدار ظهره للعودة. تُثبت الصورة لثوان. وتظهر جملة ( لم يتنه المشهد بعد ) ومن ثم تتحرك الصورة مرة اُخرى لنشاهد الجندي وهو يركض والطفل خلفه يلاحقه بالرشق ثانية. يختتم الفيلم ب. وتستمر الإنتفاضة..
يومها كتبت مقالة. أكدت فيها بأن مضمون الفيلم يعتبر مادة دعائية صارخة لإسرائيل خلاف ما أراد له من إفتخر بفعل الطفل الفلسطيني في المشهد دون أن يقول شيئاً عن مغزى عدم إطلاق الجندي الإسرائيلي النار على الطفل من مدفعه الرشاش الذي كان يحمله رغم أنه إتخذ حالة الرمي!!
أنا على يقين بأن الأسرائيليين وجدوا في المشهد. دليلاً صارخاً لنفي إدعاءآت الطرف الآخر بقتلهم لأطفال أعدائهم لمجرد القتل فقط. فها هو الفيلم الذي تلوكه يومياً القنوات العربية. وعلى رأسها قناة المنار. دون وعي أو إدراك. يثبت تعالي الجندي الإسرائيلي على قتل الأطفال بدم بارد عكس فعل الإنتحاري حين يقوم بتفجير نفسه وسط الأماكن المزدحمة دون أن تردعه إمكانية وجود الأطفال بين ضحاياه...
بعد مقالتي تلك لم أعد أرى المشهد معروضاً على شاشات القنوات العربية عامة والمنار خاصة. لقد فهموا الرسالة. ولكن بعد فوات الأوان كالعادة...
والآن أتساءل. هل يوجد بين الذين يقتلون اليوم في غزة وكذلك قتلى حزب الله في حرب تموز نتيجة ردود أفعال إسرائيل. مدنييون؟؟؟
جوابي سيثير غضب الكثير من راضعي كراهية الآخر حين أقول. لا. لا يوجد مدنييون ضمن ضحايا ردود الأفعال الإسرائيلية..
أستند في ردي هذا على تصريحات وكذلك أدبيات حزب الله ورديفه حماس حين يعلنون. ليل نهار. وبالصوت والصورة. جاهزية مواطنيهما. كل المواطنين. صغاراً وكبارا. نساءً ورجالا. للقتال ضد ليس فقط إسرائيل بل كل دول ( الإستكبار ) العالمي.. أما في إستعراضات حزب الله وحماس فناهيك عن مشاركة الأطفال فيها وهم يحملون أسلحة أثقل من أوزانهم. نرى غالبية الحاضرين لمشاهدتها. رجالاً ونساء. بلباس القتال، يحملون حتى الرضع من أبنائهم بعد أن شدوا على جباههم أقمشة طلب الشهادة.....
نسمع كثيراً من أفواه ( أصحاب القضية ورفاق النضال ) عن المجتمع الإسرائيلي بأنه عسكري لذلك لا إستثناء عند محاربتهم. يقولون ذلك وهم قد رأوا مئات الألاف من الإسرائليين يتظاهرون ضد سياسات حكوماتهم تجاه الفلسطينيين ويدعون إلى السلام معهم.. فهل خرجت تظاهرة. عربية أو إسلامية واحدة عندنا تحاكي وتتناغم مع غاية وهدف من يبتغون رميهم في البحر.؟؟؟؟؟؟؟... العكس هو السائد عند الشارع العربي والإسلامي. فشعار بالروح والدم. نفديك يا.......!!! الذي تنفجر حناجرهم به. يجردهم من مدنيتهم، لذلك لا يجوز وصفهم بالمدنيين حين تزهق أرواحهم وتراق دمائهم بفعل. مهما كان نوعه. إستخدمه الذي أرادوه. عدواً أبدياً لهم...
التهديد والوعيد للعدو في الأغاني و وإبغاء الشهادة في الخطب تنقلب إلى مناحة في ساحات الوغى حينها تبدأ المطالبة. توسلاً لوقف المعركة ومن ثم يشغلون ماكنتهم التخوينية. لتقذف السباب والشتائم نحو أللذين حذروهم من مغبة العناد. كما سنرى تحت هذه المقالة..
حسن أسد
التعليقات