مؤلف الكتاب يعزو الإقبال عليه لعشق السعوديين لسير الرجال المؤثرين
quot;صخور النفطquot; يحقق مبيعات عالية بعد فسحة من وزارة الثقافة والإعلام
فهد سعود وأحمد البشري من الرياض: قال الباحث والكاتب محمد السيف مؤلف كتاب quot; صخور النفط ورمال السياسةquot;، إن السعوديين يعشقون قراءة سير الرجال المؤثرين في السياسة والإدارة، مؤكدا أن عبدالله الطريقي، الذي يحكي الكتاب سيرته، من الشخصيات المثيرة للجدل والمختلف حولها لكونه من الشخصيات التي كان لها تأثير محلي وعربي ودولي.
ولأول مرة منذ عامين، أصبح من الممكن شراء كتاب quot; صخور النفط ورمال السياسةquot; الذي يحكي سيرة أول وزير نفط في السعودية، من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تقام فعالياته هذه الأيام في العاصمة السعودية.
وكان الكتاب قد منع من البيع في السعودية، نظرا إلى وجود ملاحظات من وزارة الثقافة والإعلام حول بعض ما جاء فيه، ولكنها عادت وسمحت بفسحة بعد أن أجرى مؤلف الكتاب التعديلات التي طلبتها وزارة الثقافة والإعلام، والمتعلقة ببعض الجوانب الاقتصادية في عهد الوزير الراحل، وبعض الجوانب التي تمسّ الشأن السياسي بشكل مباشر.
وعن هذا الموضوع يحدثنا مؤلف الكتاب محمد السيف قائلا: الكتاب منع من العرض في آخر معرضين للكتاب في الرياض، أعوام 2007 و2008، ولكنه كان موجودا في كل المعارض خارج السعودية، وفي معرض بيروت 2007 دخل ضمن قائمة الكتب التي حققت أعلى المبيعات، وفق تقارير تلفزيونية لبنانيةquot;.
وأضاف قائلا: quot;تم فسحه هذا العام، بعد تعديل ملاحظات وزارة الثقافة والإعلام، فالطبعة الموجودة في معرض الرياض الدولي للكتاب معدلة، وقد حققت مبيعات جيدة جدا والناشر راضٍ عنهاquot;.
ومضى قائلا: quot;نريد الناس أن يتطلعوا إلى قراءة سير الآباء المؤسسين للصناعة والإدارة في السعودية، والناس يحبون قراءة السير، فما بالك إن كانت سيرا عن شخصيات أدّت دورا مهما، و شخصيات حققت حضورا محليا وعربيا ودوليا كبيرا مثل شخصية الطريقي، فهو شخصية مثيرة ومختلف عليها، وكلنا شاهدنا كتاب quot; حياة في الإدارةquot; لغازي القصيبي والذي حقق عشرات الآلاف، رغم أن الكتاب نخبوي وموجه لنخب معينة سواء في الاقتصاد أو السياسة ومع ذلك حقق نجاحا جيداquot;.
قصة الكتاب
الكتاب يحكي سيرة وزير النفط السابق الراحل عبدالله الطريقي الذي يحمل عنوان quot; صخور النفط ورمال السياسة quot;، ويأتي الكتاب الصادر عن دار quot;رياض الريسquot; في بيروت، في 650 صفحة، و يراجع 3أبواب رئيسة وهي السيرة والمسيرة الآراء والأفكار دراسات وشهادات) إلى جانب ملحق الوثائق.
وبحسب تعريف الناشر للكتاب الذي يسلط الضوء على بدايات صناعة النفط العربي وظروف نشأة وعي فكري بترولي في المنطقة، من خلال تناول سيرة أحد الآباء المؤسسين في صناعة النفط العربي، وأحد أبرز دعاة تحرير الثروات العربية القومية، من خلال مقاومة احتكار شركات النفط الأجنبية لامتيازاتها النفطية في المنطقة العربية.
واتكأ كاتب السيرة محمد السيف على المعلومة والوثيقة والصورة والتحليل، ليوثق سيرة أول وزير نفط في التاريخ السعودي، مبتدئاً من مولده وظروف نشأته في مسقط رأسه الزلفي (وسط السعودية) ومتتبعاً مسار حياته المبكرة وتنقلاته في الكويت والهند ومصر، ثم أميركا التي تخرج فيها عام 1948م، عارضاً لمسيرته العملية في صناعة النفط العربي وتأسيس دعائمه من خلال صراعه الطويل مع شركة النفط الأجنبية، ومن ثم دوره الرئيس في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط، لتخرج بذلك الحكومات من تحت رحمة الشركات.
عمد كاتب السيرة إلى تأريخ مرحلة جيل عربي، شكل الطلائع العربية الأولى، التي تلقت تعليمها في الغرب، ثم عادت بعد وعي ونضال لمقاومة الهيمنة الغربية على الثروات القومية، لتبدأ فصول علاقة طويلة ووثيقة ما بين النفط والسياسة. ولقد وظف الطريقي جهده ووعيه السياسي في خدمة قضايا أمته العربية، حينما رفع شعاره quot;نفط العرب للعربquot; الذي تجاوز الشعار ليكون مدرسة نفطية وعنواناً لخطة اقتصادية ذات أبعاد سياسية، لها قوامها ومبرراتها العملية.
وتناول الزميل السيف سيرة الطريقي منذ مولده في مسقط رأسه (الزلفي) وإلى مابعد وفاته في القاهرة، عارضاً لمسيرته العلمية والعملية، مسهباً في الحديث عن صراع الطريقي مع شركة النفط الأجنبية وشعاره الذي رفعه مبكراً quot;من البئر إلى السيارةquot; في دعوته إلى مشاركة الحكومة في كل أعمال التنقيب والتكرير والتسويق. كما عرض الزميل في كتابه، وفي الحديث عن إنشاء منظمة أوبك إلى المباحثات السرية التي دارت في غرفة الصحافية الأميركية quot;واندا جابلونسكيquot; في فندق هيلتن النيل عام 1959بين الطريقي وزميله الوزير الفنزويلي، والتي تمخضت عن اتفاقية من أجل حشد الجهود لإنشاء منظمة أوبك.
والكتاب يتناول في فصله الأول: مسقط رأس الوزير الطريقي تاريخيا وجغرافيا وعن أسرة الطريقي ونسبها ورجالاتها تمهيدا للحديث عن مولد الطريقي ابن quot;الزكرتيquot; التاجر الرحالة في عام 1337ه / 1918م.
وفي الفصل الثاني يتحدث عن ذهاب الوزير السابق إلى مصر للدراسة في سن مبكرة وعمره حوالي 12سنة، حيث حصل على المركز الثاني على مستوى القطر المصري في اختبارات المرحلة الابتدائية، وبقية حياته الدراسية متنقلاً مابين مصر والسعودية وأميركا في المرحلة الجامعية، اما الفصل الثالث تناول المسيرة العملية للطريقي بعد عودته من أميركا عام 1948م حيث وقعت أولى الحروب العربية /الإسرائيلية وهو العام نفسه الذي تأسست فيه شركة أرامكو.
وفي الفصول المتبقية من الكتاب يتناول المؤلف مسيرة الطريقي النفطية، بأطروحاته وتصريحاته في شؤون النفط التي كانت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العربية والغربية من المؤتمرات النفطية إلى أرامكو واختلافه معها لمصلحة بلاده إلى الاتفاقية اليابانية إلى الأوبك ودور الطريقي الفاعل في تأسيسها إلى التعيين في مجلس إدارة أرامكو، بالإضافة إلى الحديث عن مرحلة الطريقي العملية الثانية، بين عامي 1963 إلى 1980م في عمله الاستشاري لعدد من الدول العربية المنتجة للنفط واتخاذه بيروت كمنفى اختياري له.
التعليقات