في فكرة لم يسبقه عليها أحد، قرّر الفنان اللبناني الشاب، غسان فرّان، الرسم بالقهوة واللعب على درجاتها لإضافة ألوان منوّعة على لوحاته. ومن هنا أقام معرضًا للوحاته في قصر الأونيسكو بدى التنوّع فيه واضحًا فخرجت من هذا المنطلق تسميته quot;سفينة نوحquot;.


بيروت : لم يكتف الشاب اللبناني، غسان فرّان، إبن بلدة دير عمار (شمال لبنان) بالمواد الكلاسيكيّة مثل الأكريليك والفحم والرصاص لرسم لوحاته، بل ابتكر طريقة جديدة ألا وهي الرسم بالقهوة (وبالتحديد مادة النيسكافيه) بعض مزجها مع الماء واستعمال بعض المواد التي تساعد في تماسك لوحاته التي قد تستغرق حوالى ست أو ثماني ساعات.

غسّان في شاب في العقد الثاني من عمر، يتابع دراسته الجامعيّة في الإعلام وهندسة الديكور، ولا يهمل هواية الرسم التي يجيدها، لذا أقام معرضًا لمجموعة من لوحاته في قصر الأونيسكو في بيروت، قدّم أكثر من أربعين لوحة منوّعة بين المناظر الطبيعية والبورتريه واللوحات الكلاسيكيّة.

وفي حديث خاص لـquot;إيلافquot; يقول غسان : quot;بدأت الرسم منذ عام 1999، وابتكرت الرسم بالنيسكافيه عام 2012، وهذا المعرض لا يشبه غيره، خصوصًا لناحية اهتمامي به ومحاولتي تسليط الضوء عليه لما يحتويه من أنواع مختلفة من الفنون، ولهذا سمّيته quot;سفينة نوحquot; تشبّهًا بالنبي نوح التي جمع في سفينته كلّ أنواع المخلوقات الحية، وأنا وضعت كل أنواع الفنّ في سفيتني وأبحر بهاquot;.

ويضيف : quot;تجدون في هذا المعرض لوحات مرسومة بالفخار وعصرية وأخرى مرسومة بطريقية كلاسيكيّة وتعبّر عن الواقع، بورتريه لمشاهير من العالم العربي والغربي مرسومة بالرصاص، وستجدون لوحات مرسومة بالنيسكافيه وهذا ابتكار خاص بي كما أشارت الكثير من وكالات الأنباءquot;.

وعن الرسم بالنيسكافيه يقول فرّان : quot;خرجت الفكرة بالصدفة، مرّة كنت أشرب النيسكافيه، وبقي القليل منها في الكوب، فرسمت على ورقة ورأيت أن هذه المادة من الممكن أن تشكّل أفكار جديّة أكثر، وأوّل لوحة رسمتها وفق هذه التقنية كانت للفنانة نجوى كرمquot;.

أمّا فيما يتعلّق بالألوان التي يستطيع إخراجها من هذه المادة يقول : quot;كلّنا يعلم أن مادة النيسكافيه لديها لون واحد قريب من البني أو البيج، ولكنني أعمل على درجات هذا اللون، فنراه بدرجة ثقيلة أو وسط أو خفيفة، بحسب كيفيّة مزجها مع الماء، فتعطينا درجات لونيّة متعدّدة، وهذه الطريقة أصعب من غيرها لأنها عبارة عن استعمال مواد غذائية غير معدّة للرسم في الرسمquot;.

وعن سبب اختياره المشاهير من نجوى كرم إلى نانسي عجرم وكايت ميدلتون ومنى أبو حمزة، وبعض السياسيين مثل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري والوزير الراحل محمد شطح : quot;أكّد أنه يختار بعض الأسماء لأن الناس يحبونها، وأسماء أخرى لأنه يحبّها شخصيًا، فيما أتى اختيار شخصيّات أخرى بسبب مناسبة معيّنة ومثال على ذلك لوحة الوزير شطح، لأن معرض كان من المفترض أن يبدأ يوم اغتياله ولكنه تأجل بفعل هذه الجريمةquot;.

وأضاف : quot;أختار الشخصيّات التي تحدث تفاعلًا مع الجمهور، وليس تلك التي تستهويني فقط أو تأثر بيquot;.

ويشير إلى أنه متأثر جدًا بشخصية الإعلامية منى أبو حمزة، والفنانة نجوى كرم، فهو يحبّ رسم الأولى ويهوى تكاوين وجهها، بينما تلفته شخصية الثانية ويراها قريبة من القلب، ولا ينكر أن المرأة ملهمته وتحفّزه على الرسم والإبداع. ويؤكّد نهاية سعية لأن يكون فنانًا شاملًا، يرسم كل الأنواع لإرضاء كلّ الأذواق.