توفي النحات السنغالي عثمان سو عن 81 عاما. ودخل سو الأكاديمية الفرنسية في 2013، ليصبح أول رجل أسود ينضم لهذه المؤسسة الفخرية في فرنسا. توفي النحات السنغالي عثمان سو الخميس في داكار عن 81 عاما في داكار. وكان قد انتخب بالإجماع لدخول الأكاديمية الفرنسية في 2013، ليخلف في المقعد الرسام الأمريكي أندرو وايت.
ولد عثمان سو في داكار عام 1935 وهاجر إلى باريس في عمر 22 حيث عاش بفضل ضيافة البعض ومن أعمال صغيرة. ولجأ في مرات عدة إلى مراكز الشرطة بحثا عن الدفء، قبل أن يدخل مدرسة "بوريس دولتو" للعلاج الطبيعي. وكانت مهنته الأولى على علاقة وطيدة بالجسد.
لكن سو كان متأكدا منذ صغره أنه سيصبح يوما نحاتا. وكان في طفولته يجمع الأحجار على شواطئ السنغال ليصقلها. وعرض أحد معلميه في المدرسة أول منحوتاته على التلاميذ في الفصل. فقال عنه كردو: "أنت تجدد الحركة القديمة قدم الإنسانية، ففطرة النحات مغروسة فيك". وكان على سو أن ينتظر الخمسين من العمر للتفرغ بصفة تامة لهوايته. وبدأ في عرض عمله بالعاصمة السنغالية داكار التي عاد ليستقر فيها في 1960 بعد الاستقلال. ومن الفترة السنغالية نذكر صنما عملاقا يتجاوز 50 مترا ويحمل اسما فضفاضا "معلم النهضة الأفريقية"، أنجزه سو في 2010 في عهد الرئيس السابق عبد الله واد. وإضافة إلى القارة الأوروبية، عرضت أعماله في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. ويتناول سو عبر أعماله الإنسان والأفارقة وقبائل الزولو والماساي والنوبة... وقال عنه الكاتب جون ماركوس: "عثمان سو لا ينحت فقط الطبيعة المعقدة للبشر والأشياء والمشاعر والحواس، بل يستخرج منها طاقة الأرض الحيوية ليخلق الإنسان في صورة الإنسان، ويستخرج من الجماد الذاكرة الأساسية للأحياء، فيسجنها ليطلقها أكثر، ويضغطها ليفرز جلالها". ولقيت أعماله نجاحا كبيرا سواء في فرنسا أو باقي الدول الأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة.
&
&