أكملت جادة "سوق عكاظ" كافة استعداداتها لانطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سوق عكاظ الثقافي، مساء اليوم الثلاثاء 8 أغسطس، برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث ستحتضن الجادة العديد من الفعاليات التي تعكس المخزون الثقافي الثري والمتنوع عند العرب ممثلة في شعراء المعلقات والخطباء والحكماء مصحوبة بالعروض الحية لقوافل الهجن والخيول الأصيلة

ممدوح سالم، مخرج فعاليات "جادة عكاظ" اوضح إن الجادة التي يبلغ طولها أكثر من 1000 متر، أسست لتعبر عن سوق عكاظ قديمًا وتحقق أهدافه ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مشيرا في حديثه لـ" إيلاف" أن الجادة تأتي ضمن الرؤية العامة التي يطرحها المهرجان والمتمثلة في إعادة بعث التاريخ العربي من سباته وتجسير المسافة بين الماضي بكل ما يحتشد به من تاريخ حافل، وحاضر بكل ما يحمله من معطيات تستشرف المستقبل.

وأوضح ممدوح إن عكاظ هذا العام سيتضمن العديد من الفعاليات المستمدة من روح التراث العربي بأفكار مبتكرة والتي تأتي في سياق التطور المنشود في كل دورة من دورات المهرجان، بحيث تضيف جديدًا لما سبقه من مهرجانات مضيفا إن فعاليات الجادة ستقام من قبل مئات الممثلين المحترفين والمتطوعين، وذلك بأزياء تاريخية تحاكي الفترة الزمنية المستهدفة، وتتضمن عروض الخيالة والفرسان في إطار يمتزج فيه الماضي بعبق الحاضر، إضافة إلى عرض للسلع والخدمات التاريخية.

وقال ممدوح إن جادة سوق عكاظ ستنفرد هذه السنة بمجموعة ثرية من مسرحيات الشارع والتي تعد ثورة على مفهوم المسرح التقليدي من حيث التناغم في المضمون من جهة، والإبهار والإبداع من جهة أخرى، مشيرا إن الصورة المجملة لمسرح الشارع سيتصدرها عرض بعنوان "عبس وذبيان، من تأليف حسين شاهين، والتي ستتناول التاريخ العريق لقبيلتي عبس وذبيان، وما تشهده تلك الفترة من صراعات ونجاحات وإخفاقات.

وبالإضافة إلى "عبس وذبيان، هناك مسرحية "حكايات الشعر والحرب" والتي ترصد ثلاث مشاهد، الأول مشهد ذهب وعوسج ، والذي تستعرض الشهامة العربية في القضاء على قُطاع الطرق الذين يغيرون على القوافل، بينما يرصد المشهد الثاني منازل الكرام، منازلات شعراء الجاهلية حول ميدان الكلمة، فيما يرصد المشهد الثالث حكمة القدر، مأساة رجل مُسن يهيم على وجهه في أرجاء السوق ويتصرف كالأطفال ليكتشف لاحقا انه أحد كبار التجار وسيد من سادات قومه.

و قال ممدوح إن العروض المسرحية ستتواصل على مدى خمس ساعات من الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساءً، يومياً طوال فترة انعقاد السوق من 8 وحتى 18 أغسطس، مؤكدا أن فريق العمل اختتم بروفاته الميدانية و وضع التصور النهائي لهوية الجادة، مشيدا بالتعاون الذي لمسه من أبناء مدينة الطائف والذين تطوعوا بالمشاركة في الفعاليات جنباً إلى جنب مع الممثلين المحترفين، ومشيدا أيضا بالمصممة السعودية رضا غزاوي التي عملت على تصميم و محاكاة أزياء تلك الفترة التاريخية.

تجدر الإشارة، إن الأمير خالد الفيصل تبنى فكرة إحياء "سوق عكاظ" بعد انقطاع دام 13 قرناً، وليكون بذالك السوق أحد أهم مخرجات الإستراتيجية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، حيث انطلقت أول دورة لسوق عكاظ في عام 2007، فيما يحظى السوق بجهود تطويرية سنوية تتضافر على إعدادها وتنظيمها وزارات و هيئات ومؤسسات مختلفة، كما يحرص الأدباء والمثقفون والمفكرون على المشاركة في فعاليات السوق والتنافس على جوائزه