الذي في السّموات لا يخالكم كما أنتم، القدير الذي صنع طاساً كبيراً ليروي دماءكم، المنتهي إلى الخلص والباعث في كنف الحياة، ذاك الذي يقدرُ أن يسترسل ويخاطب مهجكم العطشى إنًّه الأب.
الشّعر هو الموقف الوحيد والحقيقي الذي بالإمكان أنَّ نموت من أجله.
أب .. أب
في الأعالي تتفاعل النّجوم
تتكور بعد أشرطة الإسعاف المنغلقة
في قلب الشّمس العمياء
أب .. أب
تنمو المقابر على شكل دموع صغيرة ثم تكبرُ وتكبرُ إلى أن تصل سنّ النّضج
أب .. أب
أنظرُ ذاتنا بكثير من المأساة
لأنَّ قواك تدبُّ داخلنا بنرجسيةٍ فضفاضة
أب .. أب
تعضُّ الأرض مقابر الأجساد
بالدّفن تتكاثف الكثبان على بدني
كأنَّ حروبنا سجّلت على المتون
أب .. أب
يا صاحب الحكمة
في الحريق تُنــــــــــــــــــــغمِشُ النّار الأبدان
أب .. أب
الوجوه الصّفراء تناغي الجّوع بشحوبها
تسترسل كأيِّ متسلق
الوجوه الصّفراء ذاتَ الخدوش المتعرّجة
تفحصُ السّوق أو مشاجرات الباعة المتجوّلين.
أب .. أب
في المراقص ثمَّة صواريخٌ إنهالتْ علينا
عجّلت إنضوائها تحت ينابيع السُّكر
كانت عطشانة هي الأخرى
تدعبل ذاتها صوب مفاقس
تشيّم الجّوع
تلجُّ فيه ، فنارٌ يُختزلُ بالبَصر
أب .. أب
الشّرُّ
حين
نكون
على حافّة الحياة
ولا نضحك كثيراً
أب .. أب
أغلبُنا
آجّل موته مرتين
لذا تجدُننا شفافين عند الفجر
نطمّسُ
بُنصر الآب المقطوع
المتوكّأ
على الغيم في رحلة إستطلاعية،
تخلّى عن مالكه راح يزاحمُ الطيور في الفضاء
ذلك الأب
أب .. أب
نُتَبّلُ أجسامنا بالخمرِ
أرضيتْ الآن !
أب .. أب
نحن الطيبون نُخترق بسهولة دائماً
رغم قراءتنا لنيتشه و"إرادة القوة".
أب .. أب
عذراً سيدي الكوليرا
في العادة يؤنثونك
لكني اليوم أجدُ فيك رجلاً
إستطاع أن يفيد من كمية الدماء المراقة
أنت أكثرُ رجولة منّا نحن
المؤدّون لهذه البرك الأساسية والمتواجدة
على الطرقات
يا سيدي ثمة حيوات داخلنا تموت
وأنت ترفل بالعيش
فوق أسطح أبداننا
فعلى غير العادة
أنا وأنت وهم ...
مجرد أرقام ليوم لن ينتهي .
أب .. أب
عملتُ خبّازاً ذاتَ حين
فلمْ نعد نوزّعُ الأرغفة
بِتنا نَشعِلُ الأحزان
ونورّثُها التلاميذَ
ليأكلوها بشهية.
أب .. أب
(خذ وقتاً كافياً لإستنشاق الهواء، عاود القراءة وتمهل بها، أعد الشطر أكثر من مرة، لا تلتزم بما أنزلناه، تبارك الإنسان تبارك الشعر القاهر لكل الظروف والمبيد للأصنام)
أب .. أب
إجمَعْ البصّاصين داخل منظومة جيدة إرعَهم سهّل تناولهم للنظرات إعمل جيداً على أن يحسنوا معاملتهم.
يشاهد ما يحدث في الليل البصّاصُ
كان شديد الإنتباه
يحلموا أن يكتب تقريباً صحيحاً.
أب .. أب
أبانا في الأعالي سهل أمر هذا النص، عزيزي القارئ أرجو مِنك أن تتحمل هذه الأفعال،
أيّها الرحيم إفتح كافة المخيلات دعها تتداخل في ذاتها.
أب .. أب
نخشى كل الأشياء إلّاك فأنت أنت القريب كيف لا وأنت المُسرنم في تراتيلنا
ربّي خفف عنّي الجنّة
إذ لا خيار لتأويل بقاياها الجامدة
ربّي كُن مِثلي
ستلاحظ التجاعيد المستلقية على الطائرات
ربّي عجل بتمشيط السّموات
وإحلق أفئدة الناجين المتلونين القابعين في حضيض الجنّة الملساء
ربّي السعادة لا تليق بإمثالنا
أربط في ذيلها إمتدادات الهضاب وسهل علينا تجاويف التلألأ
ربّي هؤلاء قوم أغاضوا قلبي
شدد عليهم الإتصال بك
ربّي العشاء داخل هذا الليل
جعل منك وحيداً تبترُ الأصناف
جد بديلاً للصباح الفائح برائحة الشواء المتغطرسة
ربّي ..
الجحيم ، الجحيم
هو الطهارة في مزادك
أب .. أب
أن أملئ رأسي بالنفتالين ذلك هاجسُ كأبتي اللائذ في تجاويفي الآن
أب .. أب
أغلي لوحدي، وتأكل الجدران تغيراتي ولا شيء يرنُّ
غير صوت البيت المتدحرج على أفق الروازين
غير التلفزيون وصرير الباب المزعج
أب .. أب
أهملُ كافة علاقاتي بسبب الكأبة الساكنة في محاولاتي الضعيفة للعيش
أب .. أب
أتحسسُ أنَّ الماما تَنظرُ إليَّ بعينِ الشفقة وأنا أسحنُ
كبريائي فوق طاولة اللحظة التي لا ترغب أن تنتهي
أب .. أب
لا أجدُ في صالتنا غير الكتب وبقايا ذكريات وكذلك بعض سخافتي الشنيعة
أب .. أب
ألوذُ داخل فمي فيضايقني طقم أسناني الإصطناعية
الذي لا ينفك
في التلعثم كلما أفرزت الخطابات الرنانة تضاريسها الشاقولية
أب .. أب
عيوننا حبلى بجلاميد متحركة
أب .. أب
الخيوط التي يتركها الموتى هي نصوصنا.
أب .. أب
في العادة
أجرب أن أعيش الألم بكثير من الحسرات والتصدعات الداخلية
أعيشه على قدم وساق فعند مشاهدتي
للأفلام أبرمج رؤيتي على مكانات
تسلب أفئدة قلبي
لا أذكر يوماً أنهيتُ فيه فلماً إلّا
وأنتابني الحزن الشديد
في العادة
أضع محلولاً في خدج بصيرتي
وأوظفه على حسب المذاق القادم من الشاشة
بالأمس أبصرتُ فلماً
سرق قلبي وجعلني
أراجع حساباتي الإنسانية من جديد
علّني أظفر بما يمكنني أن أشرّه على
تباريح الخفقان الذي أكل
قفص صدري وبات لحماً
بلا أي هضاب عظيمة تذكر.
أب .. أب
إنه الرّبُ يناغي وحدتي في كل لحظة لذا أتجول فيه وكأن السّماء أضيق من ثقب إبرة
أبصبصُ كأي ناظورٍ
أتسلق ترانيم موسيقانا لوحدي.
أب .. أب

&العراق
&