إيلاف، عواصم، وكالات: انخفضت الأسهم الأوروبية بشدة، بعد إغلاق أسواق آسيا على هبوط حاد الجمعة، مدفوعة بتصريحات صادرة عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) ألان غرينسبان بأن الولايات المتحدة الأمريكية في quot;خضم تسونامي ائتمانيquot; مقراً أنه quot;ذهلquot; عندما quot;انهارquot; النظام المالي، وأنه مازال لا يفهم كيف حدث ذلك بالظبط.

ففي أسواق آسيا، هوى مؤشر نيكي القياسي للاسهم اليابانية في نهاية جلسة التداول ببورصة طوكيو يوم الجمعة بنسبة 9.6 في المئة ليسجل أدنى مستوى منذ خمسة أعوام ونصف العام لتصل خسائره منذ بداية العام الجاري الى 50 في المئة.
وتأثرت أسهم شركات التصدير سلبا بشدة بعد أن أطلقت شركة سوني تحذيرا بشأن الارباح المتوقعة وكذلك ارتفاع الين بصورة حادة.


وهوى سهم سوني أكثر من 14 في المئة بعد أن خفضت الشركة توقعاتها لارباح التشغيل السنوية بنسبة 57 في المئة الى مستوى يقل كثيرا عن تقديرات السوق في ثاني تعديل بالخفض هذا العام لتوقعاتها للارباح وعزت ذلك إلى ارتفاع قيمة الين الياباني وتباطؤ الطلب على الات التصوير وأجهزة التلفزيون المسطحة.
وقال أحد المتعاملين quot;التباطؤ الاقتصادي في أوروبا وأمريكا يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على الطلب الخارجي للنمو.quot; وأنهى نيكي الجلسة منخفضا 811.90 نقطة الى 7649.08 نقطة.
وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 7.5 في المئة منهيا الجلسة عند 8الي مستوى يقل كثيرا من تقديرات السوق في ثاني تعديل بالخفض هذا العام لتوقعاتها للارباح ملقية باللوم على ارتفاع قيمة الين الياباني وتباطؤ الطلب على الات التصوير وأجهزة التلفزيون المسطحة.


وقال احد المتعاملين quot;التباطؤ الاقتصادي في اوروبا وامريكا يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على الطلب الخارجي للنمو.quot; وأنهى نيكي الجلسة الصباحية منخفضا 413.99 نقطة الي 8046.99 نقطة. وفي احدى مراحل الجلسة بلغت خسائره 5.3 في المئة عندما هبط الي 8012.96 وهو أدنى مستوى له منذ مايو ايار 2003. وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 4.4 في المئة منهية الجلسة عند 833.78 نقطة.
ونيكي منخفض الان بنسبة 7.4 في المئة عن مستواه في بداية الاسبوع و47 في المئة عن مستواه في بداية العام الحالي.

كما هوت اسهم بورصة هونغ كونغ 641.52 نقطة او4.66 بالمئة لتنهي جلسة تداولاتها الصباحية اليوم الجمعة عند 13118.97 نقطة جراء قيام المستثمرين ببيع اسهم الشركات الرابحة مع تجدد المخاوف بشأن الركود العالمي. وتراجعت علامة مؤشر هانغ سنغ 281.86 نقطة او 2.05 بالمئة متعقبة الانخفاض الذي منيت به اسواق البورصة الاسيوية الاخرى لتفتح عن 13478.63 نقطة ثم وسعت خسائرها بسبب عمليات البيع الكبيرة بسبب حالة الفزع الناجمة عن انهيار البورصة فى اليابان وكوريا الجنوبية باتجاه الاغلاق الصباحي انخفضت اسعار الاسهم في بورصة هونغ كونغ 281.86 نقطة أو 2.05 بالمائة لتفتح عند 13478.63 صباح اليوم (الجمعة).


وفي بورصة باريس تراجع مؤشر quot;كاكquot; بـ4.9 في المائة، بينما خسر مؤشرا quot;داكسquot; الألماني في فرانكفورت 5.3 في المائة، كذلك فقد مؤشر FTSE البريطاني لأسهم مائة شركة 5.1 في المائة. أما مؤشر سوق لندن للاوراق المالية فسجل اليوم تراجعا بنسبة خمسة في المئة وذلك بعد اعلان الاسواق الاسيوية عن تسجيلها خسائر للفصل الثالث على التوالي.وجاء تراجع مؤشر الفاينانشيال تايمز الذي يضم اهم 100 شركة اثر تسجيل مؤشر نيكاي الياباني تراجعا بنسبة 6ر9 في المئة عقب اعلان شركة سوني الالكترونية عن توقعها حدوث ركود اقتصادي عالمي.وقال محللون ان الترقب والانتظار يبدوان الكلمتين الرئيستين اللتين تسيطران حاليا على المستثمرين.وياتي تراجع مؤشر سوق لندن في وقت ينتظر فيه المستثمرون اعلان الحكومة البريطانية عن احصاءا حول الاقتصاد البريطاني والتي تشير التوقعات الى انها قد تشير الى تباطؤ هذا الاقتصاد.


ومع انطلاق قمة إقليمية تضم زعماء من آسيا وأوروبا في العاصمة الصينية بكين الجمعة، تهدف إلى معالجة الأزمة المالية العالمية، حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق (المصرف المركزي الأمريكي) ألان غرينسبان من أن الولايات المتحدة الأمريكية في quot;خضم تسونامي ائتمانيquot; وإن كانت ستخرج منه بنظام مالي أكثر متانة.


غرينسبان الذي رأس مجلس الاحتياطي بين الأعوام 1987 حتى 2006 قال في شهادته الخميس أمام لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب الأمريكي، إنه مهما كانت التغييرات الرقابية التي اتخذت للتصدي للأزمة المالية، فأنها ستكون محدودة مقارنة بالتغيير الظاهر فعلاً في أسواق المال حالياً.
وأقر المسؤول المخضرم -الذي ينتقده محللون بأنه كان بإمكانه تفادي الأزمة الراهنة لو كان شدد الأنظمة التي تتحكم بنشاط السوق- بأنه اقترف خطأ خلال ولايته بالظن أن المقرضين كانوا أكثر فعالية من أنظمة الرقابة بحماية مصالحهم مضيفاً بأنه quot;ذهلquot; عندما quot;انهارquot; النظام المالي.


وقال غرينسبان إنه مازال لا يفهم كيف حدث ذلك بالظبط.


يُشار إلى أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق كان قد دعم خطة الإنقاذ المالي التي اقترحتها الإدارة الأمريكية البالغة 700 مليار دولار والتي نالت موافقة الكونغرس من أجل شراء الأصول المتعثرة المرتبطة بأزمة الرهن العقاري من المصارف المتضررة أو شراء أسهم الشركات المتعثرة.


في الغضون يأمل قادة العالم أن تساعد قمة بكين بالتصول إلى اتفاق حول كيفية التعاطي مع الأزمة المالية العالمية استباقاً لقمة ستعقد في واشنطن في الـ15 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يحضرها زعماء مجموعة الـ20 التي تضم الدول الصناعية الرئيسية والاقتصاديات الصاعدة، دعا لها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
بموازاة ذلك، ناقش زعماء آسيا وأوروبا الخميس في بكين، الحلول للقضاء على الفوضى المالية التي تجتاح العالم. وصرح الرئيس الصيني هو جينتاو في اجتماع مع نظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو quot;بأن الوضع الاقتصادي الحالي في العالم كئيب ومعقد.quot;


وقال إن quot;الأسواق الصاعدة والدول النامية تواجه مخاطر مالية، وطلب أجنبي ضعيف، وتضخم متصاعدquot; في إشارة إلى الأزمة المالية الحالية التي سببتها أزمة الائتمان الأمريكية.
وتوفر قمة اجتماع آسيا - أوروبا quot;أسيمquot; فرصة مؤاتية لزعماء المنطقتين للالتقاء وجها لوجه لبحث الحلول للأزمة.


وذكّر رئيس المفوضية الأوروبية خوسية مانويل باروزو في مؤتمر صحفي الخميس quot;إما أن نغرق معا، أو نسبح معا.quot;
وقال رئيس الوزراء البرتغالي السابق للصحفيين عقب وصوله إلى بكين quot;إننا نحتاج إلى استجابة عالمية منسقة لاصلاح النظام المالي العالمي. إننا نعيش أوقاتا غير مسبوقة، ونحتاج إلى مستويات غير مسبوقة من التنسيق العالمي.quot;


يضم quot;أسيمquot; الذي اطلق كآلية حوار غير رسمية عام 1996 حاليا 45 عضوا تمثل أكثر من 50 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي في العالم.