سعيد الجابر من الرياض: سوق التنيّن، أو ما يُسميه زواره في أطراف المدينة التجارية الأولى في الخليج العربي quot;دبيquot; بالسوق الصيني، وهو ما جعل موفد رجال الأعمال الصينيين إلى الرياض يبحث عن موقع تجاري مميز تمهيداً لانتقال السوق الشهير في دبي إلى الرياض، وذلك تزامناً مع زيارة الرئيس الصيني مؤخراً للسعودية لعرض المنتجات الصينية في السوق الأكثر استهلاكاً إقليمياً، والذي استحوذت على 52.7% من حجم التجارة الخليجية، لتصبح الرياض السوق التجاري الأهم للصينيين في المنطقة، بعد أن بلغ حجم التجارة الخليجية مع الصين عام 2008 م 79.3 مليار دولار مقارنة بـ 58 مليار دولار عام 2007م.
جهود الحكومة الصينية الحثيثه لمحاربة المنتجات المقلدة ورفع جودة وكفاءة المنتج الصيني مقارنة بأسعاره التي تناسب جميع فئات الدخل، كان سببا في ارتفاع ثقة المستهلك السعودي في المنتجات الصينية, إذ ارتفع حجم التجارة الصينية داخل السعودية ليبلغ 41.8 مليار دولار عام 2008 بزيادة سنوية منتظمة تعادل 76% تقريبا لتحقق بذلك التبادلات التجارية بين البلدين ارتفاعا بما يعادل 19 ضعفا عن ما بدأت به عام 1990م.
وبتخصّصيه أكثر، فقد بلغ حجم تجارة السيارات الصينية في السعودية 17% من حجم التبادل التجاري بقيمة تقارب السبعة مليارات دولار. ومن المتوقع أن يرتفع خلال السنوات القادمة عقب تكثيف الوفود التجارية الصينية زياراتها الدورية للرياض مؤخراً، ورفع مستوى التعاون التجاري من خلال المجالس التجارية المشتركة بين البلدين إضافة إلى عمل المصانع الصينية على تطوير كفاءة منتجاتها وخدمات ما بعد البيع بما يتناسب مع طبيعة السعودية البيئية واحتياجات المواطن السعودي اليومية بأقل التكاليف وربما كان سبب حرص الصين على إرضاء المستهلك السعودي هو أن الرياض تعتبر اكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وأفريقا وثامن أكبر شريك في العالم بالشراكة مع دول الخليج.
يأتي ذلك بعد أن عصفت الأزمة الاقتصادية العالمية بمعظم القطاعات التجارية والصناعية عالميا ومحليا, وإن كان تأثيرها محليا لم يكن بحدة الوضع العالمي حتى الآن. ومن ضمن القطاعات التي ينظر المستثمر إليها بعين فاحصة قطاع السيارات الذي يرتبط بشكل مباشر بملاءة المستهلك و قدرته على الشراء, و بناءا عليه تبرز الفروق بين مختلف الصناعات و العلامات التجارية في هذا القطاع من حيث قدرتها على الصمود و المنافسة في ظل هذه الظروف الصعب اقتصادياً.
وفي السياق ذاته، يذكر عضو اللجنة الوطنية للسيارات في الغرفة التجارية السعودية ومدير عام قطاع السيارات في مجموعة الرسام عبد الحي يوسف شيخ أن السيارات الصينية كانت الأقل تأثرا بتلك المتغيرات حيث عانت من ركود مؤقت بداية العام الجاري ثم لم يلبث الوضع إلا أن عاد لما كان عليه من حركة بيعيه متزنة و ارتفاع في حجم المبيعات كانت نتيجتها أن أضافت مجموعة الرسام ثلاث موديلات جديدة من سيارات الركاب إلى معارضها هي سيارات البيري و الفلوريدا الصغيرة و سيارة الفان العائلية كايوري.
ويرجع عبد الحي حالة التوازن والاستقرار هذه إلى عدة عوامل أبرزها أن السيارات الصينية تباع بأسعار تناسب معظم شرائح المجتمع مما جعلها قادرة على المنافسة في جميع الظروف الاقتصادية , أيضا تركيز الشركات الصينية على تطوير و رفع كفاءة منتجاتها مما يتوافق مع احتياجات السوق السعودي من خلال التواصل المستمر مع وكلائها في السعودية.