أوباما أكد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيجعلها تقف في نهاية طابور العلاقات التجارية مع أمريكا وستكون الأولوية للاتفاق مع الاتحاد

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التوصل إلى اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا قد يستغرق حوالي 10 أعوام من المفاوضات، إذا ما تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة مع بي بي سي قال الرئيس الأمريكي :" ذلك قد يستغرق خمس سنوات أو عشر سنوات قبل أن نتمكن من القيام بأمر ما."

وأكد أوباما على تراجع نفوذ بريطانيا في العالم حال مغادرتها الاتحاد.

وأغضبت تحذيرات أوباما حول اتفاق تجاري بريطاني أمريكي الداعين للخروج من الاتحاد، واتهم نيجل فاراج، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، أوباما بأنه "يردد ما تقوله الحكومة البريطانية" في داوننغ ستريت.

كما اتهمه أيضا بانتهاج معايير مزدوجة، وقال لشبكة سكاى نيوز إذا تدخلت بريطانيا في الانتخابات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة بالتأكيد "ستغضب."

أمرا استثنائيا

وأضاف الزعيم السياسي البريطاني إن أوباما "قدم عرضا من الشركات الأمريكية العملاقة" والتي سعت "لشراء قطاع خدماتنا العامة."

وقالت جسيلا ستيوارت، نائبة البرلمان عن حزب العمال وإحدى قيادات حملة الخروج، كان "أمرا استثنائيا" بأن ترى الولايات المتحدة ضرورة لحث بريطانيا على البقاء جزء من "منظمة مختلة."

لكن وزيرة الداخلية تريزا ماي، قالت لبي بي سي إنه كان من "المنطقي تماما" أن يعرض الرئيس باراك أوباما وجهة نظره حول العلاقات التجارية بين بلاده وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وأكدت على أن الناخبين سيأخذون وجهات نظره بعين الاعتبار ثم يتخذون القرارات الملائمة.

وتحدث النائب العمالي، تشوكا أومونا، لشبكة سكاي نيوز عن أن تعليقات أوباما "لم تكن تعليمات موجهة لنا، لكنه قدم وجهة نظر كحليف وصديق مقرب."

وقال أوباما، الجمعة الماضية، إن بريطانيا قد تحتل "موقعا متأخرا في طابور" الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة، إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي.

وزيرة الداخلية تريزا ماي قالت إن الناخبين سيأخذون وجهة نظر أوباما بعين الاعتبار وسيتخذون القرارات الملائمة

وفي رده على تلك التعليقات، قال الرئيس الأمريكي لبي بي سي :"لن يكون بمقدور بريطانيا التفاوض على شئ مع الولايات المتحدة أسرع مما سنفعل مع الاتحاد الأوروبي."

وأضاف :"لن نهمل جهودنا في التفاوض حول اتفاق تجاري مع أكبر شريك تجاري لدينا، السوق الأوروبية."

وغادر أوباما لندن، صباح اليوم الأحد، متوجها إلى ألمانيا حيث سيجري مباحثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وقال مراسل بي بي سي في برلين إن الهدف الرئيسي من تلك الزيارة الحصول على دعم شعبي في ألمانيا لاتفاقيات التجارة الحرة الأمريكية- الأوروبية المخطط لها.

ويأتي التدخل الجديد للرئيس الأمريكي في النقاشات الأوروبية، في الوقت الذي أعربت فيه هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الأمريكية، عن قناعتها بضرورة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وقال كبير مستشاريها السياسيين، جاك سوليفان :"تؤمن هيلاري كلينتون بضرورة التعاون بين ضفتي الأطلسي، ويكون هذا التعاون أقوى عندما تظل أوروبا موحدة."

وقالت الحملة الداعية للتصويت بالخروج من أوروبا إن تعليقات كلينتون كانت "جوفاء"، لكن مصدر في الحكومة البريطانية قال بإنه يجب "الاستماع إلى أصدقائنا وحلفائنا المقربين."

أوباما ناقش مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مع ديفيد كاميرون ومارسا معا رياضة الجولف

أكثر تأثيرا

ومن المقرر إجراء الاستفتاء على بقاء أو مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو/ حزيران المقبل.

وفي إشارة لموقع بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أوضح أوباما لبي بي سي أن واشنطن تريد وجود لندن "على مائدة" الدول المؤثرة التي ربما ترى الأمور بمنظور مختلف عن الولايات المتحدة.

ورغم انتقادات الداعين للخروج، إلا أن الرئيس الأمريكي قال إنه يعتقد بأن "الناخبين البريطانيين العاديين" قد يهتموا بأفكاره حول بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وحذر أوباما مجددا من أن لندن قد تصبح "أقل تأثيرا في أوروبا وكنتيجة لذلك سينحصر تأثيرها في العالم حال ترك الاتحاد."

لكن النائبة العمالية جسيلا ستيوارت عادت لتؤكد على أن بريطانيا يجب تشكل مستقبلها بترك تلك المنظمة "التي لا تقوى على الإصلاح أو التغيير."

وسألت بي بي سي أوباما عن أولوياته خلال الأشهر القليلة المتبقة من فترة حكمه الثانية للولايات المتحدة.

وأجاب بأنها تتمحور حول اتفاقية باريس للتغير المناخي واستمرار الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بداعش، وإنهاء الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي.

ويدفع الرئيس الأمريكي بقوة من أجل الاتفاق المقترح للتجارة عبر الأطلسي والشراكة الاستثمارية، وذلك لخفض التعريفات الجمركية والحواجز التنظيمية بين أمريكا والدول الأوروبية.

تحية ميشيل

كما قدم أوباما التحية لزوجته ميشيل أيضا.

وقال لبي بي سي :"كل ما أنجزته جاء بمشاركة هذه السيدة الرائعة."

وأضاف :"إنها أفضل أم عرفتها، وبفضل رعايتها أصبحت بناتي على هذا النحو الرائع."

وتابع :"أنا أعمل وهي تدير، لذلك فإن غالبية الفضل يعود لها في تنفيذ بعض الخطط التي وضعتها."