قال الخبير الاقتصادي راشد الفوزان إن رؤية 2030 تؤسس لتغيير شامل في البلاد وتضعها على الطريق الصحيح، مؤكدًا بأن تحقيقها يحتاج إلى الجديّة والصبر.

الرياض: أكد راشد الفوزان، الكاتب والمحلل والخبير الاقتصادي، في حواره مع "إيلاف"، أهمية التحوّل الوطني ضمن رؤية 2030، مشيرًا إلى أن تحقيقها يحتاج إلى الجدية والصبر وعدم التململ، وأوضح بأن انخفاض سعر البترول فتح لنا مجالات في ايجاد البديل وبناء الإنسان.

الفوزان قال بإن المملكة العربية السعودية مليئة بالثروات والفرص ولا ينقصها أي شيء، داعيًا إلى شراكة فعلية بين القطاعين العام والخاص لحل مشكلة البطالة الهيكلية.

وفي ما يأتي متن الحوار: 

• ما هي رؤيتك لمستقبل الإقتصاد السعودي بالنسبة للأجيال القادمة؟

رأيي الشخصي أن الاقتصاد السعودي مليء بالفرص الكبيرة وفيه مصادر عمل بلا حدود، ولكن المشكلة أن اقتصادنا اعتمد على النمط الحكومي بشكل كبير فتمنهج الناس على وظيفة حكومية والدليل كثرة الأجانب في البلد (تقريبا 10 مليون)، بل وهناك تجده من يشتري التأشيرة فقط لكي يأتي للعمل في المملكة.. لماذا؟؟ لوجود فرص عمل كثيرة ومتعددة، لذا أرى أن مرحلة التحول الحالية مهمة في تحويل الناس من التوجه من العمل الحكومي إلى العمل الخاص، لأن القطاع الخاص مليء بفرص العمل التي تحتاج إلى عقلية محترفة للعمل وأعني أنها تحتاج إلى الصبر والمثابرة والكفاح بالعمل، وتحتاج أيضا ًإلى تشريعات وتنظيمات تحمي أصحاب رؤوس الأموال، وإلى دعم رؤوس أموال ودعم المشاريع الصغيرة وهذا مهم جدا، وأنا أعتقد أن نقول للشباب في هذه المرحلة من التحول أن الحكومة ليست المصدر للتوظيف الأساسي، القطاع الخاص متاح والفرص لا تنتهي وأعتقد أننا لا نعاني من بطالة حقيقية بل بطالة هيكلية.

• ما المقصود بالبطالة الهيكلية؟

تجد أن بعض الوظائف وبعض الجهات تجد عدد الموظفين أكثر مما تحتاجه المؤسسة أو الجهة وهذا ما يسمى بالبطالة المقنعة، أي أن هذه المؤسسة تحتاج هيكلة القطاع نفسه إلى التوجيه الصحيح.

• ملف الإسكان حساس جدا ًوله أولوية عند القيادة، وسبق أن ذكرت في أكثر من مقال وتغريدة أنه ملف واضح وغير غامض، ومع ذلك لم نجد أي تغيير حقيقي تجاه هذا الملف بتعدد الوزراء ما المشكلة برأيك؟

باعتقادي وزارة الإسكان الحالية بدأت بالخطوات الصحيحة لحل هذه المشكلة من خلال الشراكة مع القطاع الخاص، فشاهدنا استقطاب شركات أجنبية وتنويع لمصادر التموين وهناك خطط وحلول كثيرة وُضعت تحتاج للوقت والزمن، ويجب أن لا ننسى أن مشكلة الإسكان لها زمن، ولا يجب أن ننتظر حلول خلال سنة أو سنتين، فبرأيي كي نلمس الحلول نحتاج سنتين على الاقل، لأن الحلول متعددة، من بيع على الخارطة وفيه التمويل المباشر فمصادر الحلول كثيرة.

• هناك مقال لك ذكرت أن ثقافة السكن يجب تغييرها، وأن هناك هدر كبير سواء بالمساحة أو بالبناء؟

أذكر عندما قال وزير المالية أن مساحة 400 م كافية، انتقده الجميع على هذا الطرح لكنه حقيقية كلامه صحيح، لكن الناس مشكلتهم يربطون مابين أحلامهم والواقع، يعني الشخص يحلم يمتلك طائرة خاصة كذلك، لكن الواقع يختلف عن الأحلام، يعني لو نشاهد المنازل الآن في السعودية تجد 30 % إلى 40 % غير مستخدم، وبالتالي لماذا تأخذ سكن أكبر مما تحتاج، اضافة إلى أن هناك عبارات خاطئة منتشرة كعبارة "بيت العمر" فهذه الجملة غير صحيحة، فطبيعي المواطن يمر بأكثر من مرحلة في سكنه، بداياته يختلف بعد سنوات من زواجه خصوصا إذا رزق بأبناء، الآن مع ارتفاع تكلفة الكهرباء والارتفاع النسبة بالنسبة لفاتورة الماء الحاجة إلى خادمة منزلية والحاجة إلى سائق وإذا كان متوسط الدخل مابين 7000 ريال إلى 10000 ريال هل يتحمل المواطن كل هذه المصاريف؟؟ فيجب أن نعيش بواقعية وبقدر دخلك يجب أن تعيش، فالمفترض ان لانكرر أخطاء الأجيال السابق بالمنازل الكبيرة، فعندما يكون عندك بيت يجب أن تستخدمه بالكامل، فأنا شاهدت في أوربا المنازل لاتجد فيها مساحة فارغة غير مستخدمة، كل الغرف والمساحات مستخدمة.

• قبل سنوات أيام انتشار هاشتاق الراتب لايكفي الحاجة ذكرت أنه بالفعل الراتب لايكفي الحاجة حتى لو زيدت الرواتب 100% و شاهدت لك تصويت نشرته في حسابك في تويتر عن الراتب وزيادته وعن تواجد الدعم؟

قبل سنوات عملت استبانة شخصية في دبي والغالبية تطالب بدخل أقل وتكلفة معيشية أقل، لذا أرى أن تكلفة المعيشة هنا في المملكة من أرخص الدول في المنطقة، ونحن الدولة رقم 3 في العالم التي لاتفرض أي ضريبة على المواطن، وبالتالي تكاليف الحياة منخفضة جدا ً لكن يجب عليك أنت أيها المواطن أن تقوم بزيادة دخلك لتجد الحياة غير مكلفة، أما اذا رضيت براتبك ومع الزيادات السنوية الضعيفة تجد أن راتبك ضعيف ويتآكل أمام تكاليف المعيشة، نحن لايجب أن نقارن أنفسنا بالدول المجاورة من ناحية الراتب الأعلى لأن تكلفة المعيشة لنفرض في دبي، تجد الشقة ايجارها 60 إلى 70 ألف في حين تجدها هنا في الرياض مابين 25 الى 30 ألف. 

• في معظم أحاديثك تذكر أن التنمية تُقاس بتطور التعليم، الصحة، النقل والسكن؟ منذ بداية خطط التنمية والخطط الخمسية من منتصف السبعينات ومازال المواطن السعودي يعاني في هذه القضايا.. لماذا؟

أعتقد أن مرحلة التحول القادمة ستعالج هذه الأشياء، وبالتالي اعادة النظر في كل النمط الحكومي والبطء الذي يعانيه ستعالجها مرحلة التحول الوطني، سنجد هناك سرعات ودينماكية، وتخصيص كثير في القطاعات الحكومية، لأنه أكثر ما نعانيه قبل مرحلة التحول هو البطء وعدم توجه للعمل الإلكتروني إلى بعض القطاعات المميزة مثل وزارة الداخلية ووزارة العمل والتجارة، وهذا المطلوب من كل الوزارات، وعموما ًخطة التحول الوطني ناقشت عمل جميع الوزارات والقطاعات.

وهناك نقطة مهمة وهي التعليم، يجب أن يتغير ويجب أن يغير من سياسة التلقين، فالعبرة ليست في كثرة المناهج وليست في وزن الحقيبة المدرسية، يعني عندما نرى كيف تحولت دول مثل ماليزيا وكوريا بدأت في العلم والتعليم والإستثمار في الإنسان، فالتعليم هنا في السعودية الطالب يبحث عن شهادة يحتاجها في التوظيف ولا يبحث عن علم منتج يجب أن يكون الخريج من الجامعات عنصر منتج ينفع هذا المجتمع، وبالتالي ينعكس ذلك على الإقتصاد فيصبح اقتصاد منتج.

• سبق أن ذكرت مشكلتنا في هيكل الوزارات وليس في الوزراء هل من توضيح؟

العمل الإلكتروني يختصر كل شيء لاتحتاج إلى واسطة تنهي معاملتك، مثل نظام "أبشر" المستخدم حاليا ًفي وزارة الداخلية، ما الذي يمنع أن يكون العمل الإلكتروني منتشر في جميع الوزارات والقطاعات.

• هناك من يقول إن الفساد أصبح جزءًا من نسيج المجتمع، وسبق أن ذكرت أن الفساد من أسباب تأخر وتعطيل التنمية؟

لا أعتقد أن الفساد جزء من حياتنا لكن الفساد موجود والدليل وجود مكافحة الفساد لكن لا أظن أن سبب تعثرنا وتأخر التنمية في البلد بسبب الفساد، تعثر المشاريع له أسباب كثيرة ومعقدة لكن من أهم الأسباب هو عدم وجود المقاول الكفؤ ووجود المراقب على هذه المشاريع ووجود المتابعة المالية على هذه المشاريع وتوفير الدفعات المالية للمقاولين مع شرط كفاءة المقاول والتزامه. إضافة إلى أنه يجب أن لايفوز بالمشاريع صاحب العرض الأقل، وبرأيي ستتغير هذه الصياغة مع وجودة هيئة المقاولين. 

• عند صدور الميزانية عام 2012، ووقتها كان هناك فائض في الميزانية، ذكرت في كتاباتك ومقابلاتك أن العجز سيبدأ عام 2018، يبدو أنه بدأ مبكرًا؟ ما السبب برأيك؟

انخفاض أسعار البترول، وخرج لنا النفط الصخري وزيادة الإنتاج في بعض الدول فهذا السبب، لكن رب ضارة نافعة لأن هذا الإنخفاض فتح لنا مجالات في ايجاد البديل والحلول والعمل على بناء الإنسان وهذا ما توضحه لنا مرحلة التحول القادمة.

• لطالما انتقد راشد الفوزان التعليم في المملكة ومخرجات التعليم رغم أن نصيب كبير من الميزانية يذهب لهذا الملف وحصل عليه العديد من المتغيرات من وزراء وغيره وما نزال نعاني.. لماذا؟

لأن معظم ميزانيتها هي رواتب تقريبا، ما بين 80 -85 %، وهناك مشكلة أخرى يعني الآن معدل الفصل الواحد هو 18 طالب لكن تجد بعض المدارس 40 طالب في الفصل وفي نفس الوقت تجد فصل في هجرة أو قرية 5 طلاب في فصل وهي داخلة في الحسبة، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تقسيم على حسب الكثافة السكانية، فالرياض مثلا ًيقسم إلى خمس أجزاء وتحسب على هذا الأساس الكثافات، وغير صحيح أنك تحسب جميع المدارس نفس الحساب.

يعني ليس صحيحا ًأن تضع مدرسة في الرياض مثل المدرسة في هجرة معينة عدد طلابها قليل جداً، لأن ذلك يكون عبء للتعليم. فيجب أن هناك صيغة معينة مناسبة للقرى والهجر.

• سبق أن ذكرت في حديثك عن وزارة الصحة أنه يجب أن توفر التأمين الطبي للمواطنين، وفي نفس الوقت تتحدث على أن المستشفيات ليس لديها قدرة على استقبال جميع المرضى عن طريق التأمين.. لماذا؟

توفير التأمين لكل المواطنين صعبة لكن أرى أن يُبدأ بالمتقاعدين وكبار السن أولا، خصوصا ً كبار السن حالتهم خاصة وظروفهم خاصة تستدعي الرعاية الصحية وهذا حق لهم. 
وبالنسبة لوزارة الصحة فللأسف لازال العمل غير مرضي فمواعيد الإنتظار بالأشهر والحل برأيي لإشكاليات وزارة الصحة هو اتجاهها للتخصيص بالتعاقد مع شركات مشغلة للمستشفيات، وفتح التسهيلات لمزيد من الشركات الطبية والمستشفيات لزيادة التنافس وبالتالي التأثير على الأسعار بالإنخفاض

• طرح أسهم شركة "أرامكو" إلى صندوق الاستثمارات (PIF) يراه البعض بحث عن سيولة مالية لتغطية الحاجات المالية بالنسبة للمملكة فيما يراه البعض الآخر هو تنويع للدخل المالي بالنسبة للمملكة؟

طرح أرامكو كتوجه بالأساس كما قال الأمير محمد بن سلمان في رؤيته للتحول الوطني أن البترول ليس عقيدة ودستور، فالمقصد هو التنويع حتى تتوسع في الصناعات، والآن أرامكو دخلت شراكة مع شركة داو كيميكال الأمريكية، وبالتالي يصبح لدينا من أكبر مجمع بتروكيماويات في العالم، 

لذا يجب أن يُنظر للموضوع على أنه مشروع صناعي ولا ينظر له على أنه تخصيص وبيع للنفط والنسبة تقريبا ً أقل من 5 %، وبنفس الوقت أنت تعظيم قيمتها السوقية عند طرحها للإكتتاب.

• سبق أن ذكرت أن المشكلة الرئيسية لدى الموظف والمجتمع السعودي بشكل عام هو الإلتزام ما السبب برأيك؟

هي ليست صفة عامة صراحة لكنك تجدها في القطاع الخاص فبعض الشباب حين يتوظف في القطاع الخاص،فهو يرى هذه محطة حتى يتحصل فرصة حكومية، أو أنه يستعجل التميز في القطاع الخاص وهذا صعب في القطاع الخاص، فالعمل في القطاع الخاص يتطلب البدء من أول درجة في السلم، فمن خلال كسبك للمهارات والخبرة والممارسة الفعلية للعمل أنت يصبح لك سعر في السوق، ويصبح لك مُريديك في سوق العمل وبالتالي أنت أيها الشاب تصنع قيمتك في السوق.

• تتكلم كثيرا عن أن مشاريعنا من سنوات عديدة تكون كردة فعل وليست على أسلوب برنامج معين له تاريخ معين ونهاية، هل من توضيح؟

أعتقد أنه بدأ مؤخرا استخدام أسلوب برنامج بدلا عن استخدام نظام البنود وعندنا مثال حاليا ًبرنامج النقل العام، فهذا برنامج ومشروع مكمل محدد لوقت معين 5 سنوات مثلا ً، وبرنامج سكة الحديد حاليا ً فهذه المنهجية الصحيحة تبدأ في برنامج وتستكمله حتى النهاية. فنظام البرامج أكثر فائدة وأكثر جدوى وأكثر انتاجية.

• كان لك مقال سابق يتكلم عن التكلفة الباهظة من احضار سائق أجنبي للأسرة، وفي مقالات أخرى ذكرت أن بطالة المرأة من أهم أسبابها منعها من قيادة السيارة، هل من توضيح؟

أنا من أشد المؤيدين للسماح للمرأة بالقيادة لأن معاناة المرأة الأساسية في هذا البلد مع المواصلات، لكن بشروط وأهمها البيئة المناسبة بحيث لايمكن لأي شخص أن يقوم بمضايقتها في الشارع، وتحتاج إلى شرطة خاصة وخدمات خاصة بحيث لو تعطلت سياراتها في الطريق، وبرأيي أن يبدأ السماح للمرأة بالقيادة بشكل تدريجي، كأن يسمح للنساء الأجنبيات بداية ً بالقيادة مثلا ، وهكذا، يعني هناك صيغ كثيرة يمكن وضعها للسماح بقيادة المرأة.

أقول هذا الكلام لأنه مع مرحلة التحول الوطني نحن نحاول توفير أي ريال، فالسائقين يستنزفون أمولا ً كثيرة، وصدقني لو تم توطين المرأة بالوظائف يوفر علينا 100 مليار فأنت وطنتها بدل أجانب في محلات التجزئة ولك أن تتخيل أنه يخرج سنويا ً من الأسواق مايقارب 150 مليار وهذه المليارات لن تعود بعكس لو كان المستفيد من هذه السوق مواطنين هذه الأموال تدور في الإقتصاد، ولو سُمح للمرأة بقيادة السيارة ستوفر 25 مليار مباشرة.

• توقعاتك لإستثمارات الحكومة الحالية هل ستكون داخلية أو خارجية وماهي توصياتك لهذه الإستثمارات؟

الإستثمار في الأصول هو أفضل استثمار على المدى الطويل، استحواذ على حصص ولا يكون هناك تملك 100% بحيث يكون هناك توزيع مخاطر اضافة إلى تنويع المصادر والإستثمار أوسع، في البنوك في المصانع في الموانئ في شركات الطيران، أشياء كثيرة ممكن يُستثمر فيها.

• السندات السعودية في أمريكا سبق أن ذكرت أنه ليس الإستثمار الفعال.. لماذا؟

البعض يُنظر لها على أنها أمان وسهلة للحصول على السيولة منها لكن الإستثمار في الأسهم يحتاج للصبر العديد من السنوات 10 إلى 20 سنة، لذا أرى أن تنويع الإستثمار مهم جدا، حتى لو كان محلي، كالدخول في مشاريع اسكانية رياضية سياحية إلخ، وعموما نحن في البلد على أي حال، عندنا موانئ استثمارية ضخمة جدا ًوممكن أن تكون موارد مالية كبيرة جدا ًكالسياحة الدينية، والغرين كارد والتأشيرات إلخ، وقد ذُكرت في خطة التحول الوطني.

• سبق أن ذكرت أن هناك ما يقارب من 70 جزيرة سعودية في المملكة يجب استثمارها بشكل صحيح.. كيف؟

هذا حسب ما ذكرته هيئة السياحة وأتمنى أن تطرح للقطاع الخاص بحيث تؤجر لـ 20 – 30 سنة وتوضع القوانين والأنظمة بحيث يستثمر القطاع الخاص هذه الجزر بالشكل الأمثل الجاذب للسياحة ولن يكلف ذلك الدولة أي مبالغ مدفوعة. 

• ألا ترى أن استثمار الجزر بحيث تكون جاذبة للسائح الخارجي تتطلب بعض الشروط والتي قد تتصادم مع عادات المجتمع؟

ليس شرطا ً يعني تستطيع تنظيمها بما يتناسب معك ولا يتصادم مع العادات والتقليد لكن نحتاج لعدد كبير من الفنادق ونحتاج لمنطقة حرة كذلك، مثل هذه الاستثمارات تجذب المال الخارجي وهذه اضافة للإقتصاد.

وعندما تجذب السياح هذه الأموال تأتي الى بلدك من المطاعم والفنادق والمقاهي وبالتالي ترفع اقتصاد البلد وهذا الذي يرفع العملة. لكن يجب أن يكون هناك بنية تحتية سياحية قوية.

• ما رأيك في نقل صندوق الإستثمارات العامة من وزارة المالية؟

أعتقد أن نقله من وزارة المالية كانت خطوة موفقة فوزراة المالية تعددت مهمامها ولن يكون هناك تركيز، أما الآن سيصبح هناك تركيز ومتابعة أكثر وضخ مالي أكثر، فعندما يكون هناك صندوق استثماري منفصل يملك الإستقلالية، وذلك يساهم في تعظيم العائد المستقبلي من خلال ادارة متخصصة متفرغة لا يوجد عندها مهام أخرى. لأن وزارة المالية ومؤسسة النقد ليس من مهامها ادارة ثروات الإقتصاد.

• هل الشراكة مابين القطاع الخاص والعام "نظام POT " هو حل لتنفيذ وتطوير العديد من المشاريع؟

مفصل مهم مسألة الشراكة والقطاع الخاص، يجب أن لاينظر للقطاع الخاص على أنه يستغل الشباب أو أنه عدائي أو أنه لا يوطن، بالعكس أنا أرى أن دوره فعال ويجب أن يكون هناك شراكة معه والدليل الآن في وزارة الإسكان ولن يحل مشكلة وزارة الإسكان إلا القطاع الخاص، وزارة التجارة الآن كل عملها مع القطاع الخاص.

الشراكة مهمة جدا، ولا يجب أن يُنظر للقطاع الخاص أنه يبحث للربح فقط، القطاع الخاص ساهم في مساهمات خيرية واجتماعية عديدة، والقطاع الخاص أيضا من خلال الميزانيات يساهم في الزكاة، لأنه كل ماكان منتج كان قسط الزكاة أكثر.

لأنه يجب عندنا في المملكة أن تُدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأن المساهمة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج ضعيفة جدا ً وسأذكر لك عدة احصائيات ومقارنات حول هذا الموضوع:

 

أميركا

 أوروبا

دول الخليج

مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الصادرات

72%

63% 

4% 

قدرة المشاريع الصغيرة والمتوسطةعلى استيعاب العمالة الوطنية

55% 

68 %

4 %

مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الناتج القومي

65% 

65% 

33% 

 

• ماذا عن صناعة الترفيه في المملكة، في المملكة نسبة الشباب أكثر من 60 % ومع ذلك تجد الشاب يحتار أين يذهب في عطلة الأسبوع؟

الترفيه لا يجب أن ينظر له على أنه مجرد لعب فقط، فالترفيه قد يظهر على شكل معارض، على شكل ميادين سباق سيارات، على شكل أندية رياضية وملاعب. يجب تكثيف الملاعب الرياضية، يعني الآن تمشي 10 كيلو في الرياض ولا تجد ملعب واحد فقط، الإهتمام بالمدارس وتنشيط الأنشطة اللاصفية، كالمسرح والتمثيل، لذلك الترفيه يتنوع، يعني الشواطئ في المملكة مساحتها تقريبا ً 2800-3000 كيلو، لم أشاهد باخرة واحدة تعمل رحلات كروز في هذه الشواطئ.

ويجب أن ينظر للترفيه من جانب أمني فأنت عندك شباب له طاقة كبيرة يجب أن تستغل بشكل صحيح ومفيد.

• ختاما توقعاتك لرؤية 2030؟

المستقبل ممتاز لمن يريد أن يعمل ويحقق وينجز، لن يكون هناك شيء صعب، البلد مليء بالثروات والفرص ولا ينقصها شيء، ولكن نحتاج للجدية والصبر وعدم التملل.