مع معركتها مع هيئة الاستثمار الوطني الليبي أمام القضاء البريطاني، فإن شركة (غولدمان ساكس) المصرفية الأميركية، التي توصف بأنها "السلطة الخفية" في وول ستريت، تواجه فضائح من نوع آخر.

إيلاف من لندن: تزامناً مع بدء محكمة لندن مدوالاتها في شأن مطالبة هيئة الاستثمار الليبية بتعويضات من (غولدمان ساكس)، &فإن صحيفة (التايمز) اللندنية كشفت في تقرير لها عن تورط المصرف بصفقات لا أخلاقية.&

وتقول في تقرير لها تحت عنوان "القذافي، والعاهرات، والاخطبوط مصاص الدماء" إن شركة غولدمان ساكس كانت توصف بأنها أخطبوط ضخم يلتف حول وجه البشرية.&

مصاص الدماء

وتضيف إنه إذا كان المصرف الذي يتخذ من وول ستريت مقرًا له يعتقد أنه أصلح سمعته بعد أن اطلق عليه اسم "الاخطبوط مصاص الدماء" عام 2010، فإن قضية تنظر أمام المحكمة العليا مرغت اسمه في الوحل مجددًا.

ويقول كاتب التقرير هاري ويلسون إن البنك المصرفي الشهير متهم بجلب بائعات هوى في فنادق فاخرة لعملاء من الشرق الأوسط.

ويضيف أن لب القضية هو أن غولدمان ساكس يتهم بأنه كان مسؤولاً عن خسائر تصل إلى 1.2 مليار دولار مني بها صندوق استثماري ليبي مملوك للدولة في عهد القذافي. ويتهم المصرف بأنه حقق أرباحًا من الصفقة الخاسرة تقدر بـ 370 مليون دولار.

أشهر المؤسسات

يشار إلى أن (غولدمان ساكس ـ The Goldman Sachs Group Inc) هي مؤسسة خدمات مالية وإستثمارية أميركية متعددة الجنسيات، تعتبر من أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة والعالم، يقع مقرها في مبنى غولدمان ساكس الرئيسي، في شارع 200 غرب مانهاتن السفلى في مدينة نيويورك.&

وتعمل غولدمان ساكس في أكثر من 30 دولة، ولديها 6 فروع إقليمية وأكثر من 100 مكتب و 35،000 موظف، ولديها أكثر من 850 مليار دولار أميركي من إجمالي الأصول.&

وإلى ذلك، فإن هيئة الاستثمار الليبية تزعم أن يوسف كباج، وهو مسؤول مصرفي سابق في غولدمان ساكس، اصطحب شقيق مسؤول ليبي كبير في رحلة مدفوعة المصاريف تمامًا، إلى دبي عام 2008، حيث دفع لعاهرتين 600 دولار لتمضية الليلة معهما في فندق فاخر.

ويضيف ويلسون أن كباج كان يسخر في إيملات أرسلها للمصرف من عدم خبرة المسؤولين الليبيين المصرفية والمالية، على الرغم من أن غولدمان ساكس نصحت هيئة الاستثمار الليبية بشراء أسهم في شركات اصبحت عديمة الجدوى والقيمة بعد عامين.

محكمة بريطانية

يذكر أن محكمة لندن العليا بدأت يوم الاثنين الماضي النظر في مطالبة هيئة الاستثمار الوطني الليبية، التي يقدر رأس مالها بـ67 مليار دولار، بتعويضات من بنك غولدمان ساكس الاستثماري، مشيرة في شكواها إلى أن البنك شجع الصندوق على الدخول في استثمارات معقدة وخاسرة.

وقالت الهيئة الليبية للاستثمار، التي تدير الصندوق، إنها ترغب في استعادة 1.2 مليار دولار قالت إنها خسرتها من خلال تسع صفقات متنازع عليها أجريت في عام 2008.

وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الصفقات أبرمت تحت "تأثير مفرط". وقال غولدمان ساكس إن هذه المطالب لا أساس لها، وإنه سيتصدى لها بكل قوة.

نفي المزاعم

وقالت الهيئة الليبية إن غولدمان ساكس حاز على ثقتها، ولكنه أساء استخدامها من خلال تشجيع المؤسسة على الدخول في صفقات معقدة لم تكن تفهم طبيعتها بشكل جيد.

وأضافت في وثيقة قدمتها للمحكمة أن "الصفقات المشكوك فيها كانت غير مناسبة بطبيعتها لصندوق ثروة سيادي ناشئ مثل المؤسسة الليبية للاستثمار، وكان غولدمان ساكس يعلم (أو على الأقل لديه شك في) أن المؤسسة الليبية للاستثمار لم تكن تدرك جيدًا (طبيعة) هذه الصفقات."

لكن بنك غولدمان ساكس قال إن المؤسسة الليبية مسؤولة عن الخسائر التي تكبدتها في هذه الصفقات.

وثيقة

وأضاف البنك في وثيقة قدمها للمحكمة أن "المؤسسة الليبية للاستثمار اختارت الأسهم الأساسية بناء على بحثها الذي أجرته على مدى أسابيع أو أشهر، وفعلت ذلك لأنها، وكغيرها من صناديق الثروات السيادية الأخرى في الشرق الأوسط، اعتقدت أنها كانت مقومة بأقل من قيمتها."

وهناك رئيسان يتنافسان من أجل السيطرة على المؤسسة الليبية للاستثمار، في ظل القتال بين الفصائل المتنافسة للسيطرة على مناطق النفوذ في البلاد، وهو ما أدى إلى تضرر إنتاج النفط في البلاد.

وأنشئ الصندوق في عام 2006 بموجب قرار أصدره الزعيم الراحل العقيد معمر القذافي لإدارة الإيرادات الهائلة من مبيعات النفط الليبي.

مجالات عمل&

وإلى ذلك، فإن المجالات الرئيسية لأعمال شركة (غولدمان ساكس) هي إدارة الثروات العالمية، الخدمات المالية المؤسسية، إدارة الإستثمار، بالإضافة إلى خدمات عمليات الإندماج والإستحواذ، خدمات التأمين، إدارة الأصول، والوساطات المالية الكبرى لعملائها من الشركات والحكومات والأفراد.&

وتشارك المؤسسة أيضًا في صناعة السوق وصفقات الأسهم الخاصة، بالإضافة إلى كونها مُضارباً رئيسياً في سوق الأوراق المالية التابعة للخزانة الأميركية.

تأسيس

وكانت الشركة تأسست في العام 1869 على يد ماركوس غولدمان، وفي العام 1882 أصبح زوج إبنته صموئيل ساكس شريكاً في الأعمال. في العام 1885 إنضم إبنه هنري وزوج إبنته لودفيغ درايفوس إلى الأعمال التجارية الخاصة بالمؤسسة، وتم إعتماد إسمها الحالي غولدمان ساكس وشركاؤه.&

ومنذ إنشائها حققت المؤسسة لنفسها مكانة متميزة في مجالات التعاملات المالية والتجارية وريادة الأعمال، وإنضمت عام 1896 إلى بورصة نيويورك.

وبعد الأزمة المالية العالمية في 2007 - 2008 تم تحويل المؤسسة مع نظيراتها مورغان ستانلي، و جي بي مورغان شايس، وبنك أوف أميركا ميريل لانش من مصارف إستثمارية متخصصة إلى مصارف شاملة الأنشطة التجارية والإستثمارية.