يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين، بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي تتولي بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة.

إيلاف من القاهرة: بناء على دعوة من الرئيس الصيني تشي جين بينج، يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قمة مجموعة العشرين، التي بدأت اليوم الأحد، وتستمر لمدة يومين، وجاء توجيه الدعوة إلى مصر، في ضوء العلاقات الوثيقة بين البلدين، وثقل مصر الإقليمي والدولي.

ويشارك السيسى في مختلف جلسات عمل القمة، ويعتزم التركيز على الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، ولاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وإتاحة المجال لاستفادة مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي دولي مستدام، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تقديم المساندة الفعالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها، فضلا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.

وعلى هامش القمة، عقد الرئيس المصري العديد من اللقاءات مع رؤساء الدول، ومنهم الرئيس الصيني تشي جين بينج، الذي التقي به صباح اليوم الأحد، في مقر اقامته بمدينة هانجشو الصينية. وعقد الرئيسان جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين خلال إفطار عمل أقامه الرئيس الصيني على شرف الرئيس.

وقال المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس الصيني استهل اللقاء بالإعراب عن سعادته بحضور الرئيس السيسي لقمة مجموعة العشرين التي تتولي بلاده رئاستها الحالية.

وأضاف أن رئيس الصين أشاد بما لاقاه من ترحيب أثناء زيارته إلى مصر في يناير الماضي. وذكر الرئيس تشي جين بينج أن مصر حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين، لاسيما على صعيد تزايد التماسك الوطني والتأثير الإقليمي والدولي لمصر، مؤكداً على أن الصين تري أفاقاً واعدة لمصر في المستقبل.

كما ثمن الرئيس الصيني ما تشهده الشراكة الشاملة بين البلدين من تطور إيجابي على جميع الأصعدة، مشيراً إلى تزايد التعاون في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والأمنية، فضلاً عن تعزيز التواصل والتشاور بين الدولتين حول الموضوعات الإقليمية والدولية. كما أكد حرص الصين على مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة مع مصر في كافة المجالات.

تنسيق

ومن جانبه، أعرب السيسي عن تقديره لدعوة الرئيس الصيني لحضور قمة مجموعة العشرين وما تعكسه من عُمق روابط الصداقة والشراكة القائمة بين البلدين. كما عبر السيسي عن إعجابه بما شهده من تقدم وتنمية بمدينة هانجشو، مؤكداً على ما يعكسه ذلك من قوة وعظمة الشعب الصيني وإصراره علي تحقيق التنمية الشاملة. كما أكد الرئيس أن زيارة الرئيس الصيني الناجحة لمصر في يناير الماضي أعطت قوة دفع هامة للتعاون بين البلدين، مشيداً بتطور علاقات الشراكة الشاملة بين مصر والصين على مدار العامين الماضيين، ومعرباً عن تطلعه لمواصلة تعزيز وتنمية التعاون الثنائي مع الصين على جميع الأصعدة والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في عدد من المجالات.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء شهد تباحثاً حول سُبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات التي حققت بها الصين تقدماً ملحوظاً، ومن بينها تعزيز أنشطة البحث العلمي المرتبط بالصناعات الدوائية والتقنيات الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتقنيات الزراعية، والتدريب المهني، وتحديث قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.

وقد أعرب الرئيس الصيني عن استمرار دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل إرساء دعائم الاستقرار ودفع عملية التنمية الشاملة، وذلك في إطار احترام الأولويات الوطنية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر.

وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء استعراض المشروعات المشتركة بين البلدين في المجالات المختلفة والتقدم المحرز في تنفيذها. كما تمت مناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع دخول المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الصينية. كما تباحث الجانبان حول عدد من الأفكار المطروحة لتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية في البلدين، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات الصينية في مصر في ضوء ما تتيحه من فرص واعدة، لاسيما في إطار مشروع تنمية منطقة قناة السويس.

كما تطرق اللقاء أيضاً إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، فضلاً عن تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب.

كما استقبل الرئيس المصري، صباح الأحد، بمقر إقامته بمدينة هانجشو الصينية الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وذلك بحضور وفدى البلدين حيث ضم الجانب المصري وزراء الخارجية، والتجارة والصناعة، والمالية.

وقال المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية المصرية، علاء يوسف إن السيسي رحب بالرئيس الأرجنتيي، معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات متميزة والممتدة التي تجمع بين البلدين في جميع المجالات. 

تعزيز التعاون 

من جانبه، أكد الرئيس الأرجنتيني على اهتمام بلاده بالارتقاء بعلاقات التعاون مع مصر على جميع الأصعدة، مشيراً إلى قوة ورسوخ أواصر الصداقة التي تجمع بين الدولتين، لاسيما أنه سيتم الاحتفال في العام القادم بمرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف يوسف أن الرئيس استعرض خلال اللقاء مجمل التطورات التي شهدتها مصر على الساحة الداخلية خلال السنوات الماضية، فضلاً عن الجهود التي قامت بها من أجل تدعيم الاستقرار وترسيخ القيم الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون ودولة المؤسسات، مؤكداً حرص مصر على تحقيق التنمية الشاملة وتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

كما أشار الرئيس السيسى إلى تطلع مصر للانتهاء من إجراءات تصديق الأرجنتين على اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع الميركسور بالنظر إلى ما سيساهم به ذلك في تعزيز التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع، وعلى رأسها الأرجنتين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس الأرجنتيني أكد على احترام بلاده للإرادة الحرة للشعب المصري وقراراته، مشيراً إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، ولاسيما في مجالات الزراعة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وغيرها من المجالات. كما أكد الرئيس الأرجنتيني على قرب انتهاء بلاده من إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول تجمع الميركسور بما يساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين.

وذكر يوسف أن اللقاء تناول سبل الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف. كما شهد اللقاء تبادل الرؤي حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

نقلة نوعية 

كما التقي الرئيس السيسي برئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك جيون هاي بمقر إقامتها بمدينة هانجشو الصينية، وذلك بحضور وفدي البلدين حيث ضم الجانب المصري وزيري الخارجية والتجارة والصناعة.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن رئيسة كوريا الجنوبية أعربت عن سعادتها بالالتقاء مُجددا بالرئيس في أعقاب زيارة سيادته لسول في مارس الماضي، مشيدةً بما ساهمت به هذه الزيارة في تحقيق نقلة نوعية في العلاقات والإعلان عن الشراكة الشاملة بين البلدين، فضلاً عن الاتفاق على تنفيذ عدد من المشروعات التنموية المهمة.

ومن جانبه، أعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بكوريا الجنوبية والشراكة القائمة بين البلدين، مرحبا بالزيارة التي قام بها وزير التجارة الكوري لمصر في مايو الماضي على رأس وفد من رجال الأعمال الكوريين، والتي عكست اهتمام الجانب الكوري بتفعيل أطر التعاون التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة الرئاسية إلى سول.

كما ثمن الرئيس الاستثمارات الكورية في مصر، والنماذج الناجحة التي تقدمها الشركات الكورية، والتي قررت التوسع في الاستثمار في مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا حرص الحكومة المصرية على تذليل بعض العقبات التي تواجه عمل هذه الشركات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيسة كوريا الجنوبية أكدت خلال اللقاء حرص بلادها على دعم استقرار مصر والاستمرار في الارتقاء بالتعاون الثنائي معها في جميع المجالات، مؤكدة دور مصر الإقليمي والدولي المهم، كما أشارت إلى أهمية استمرار تفعيل الشراكة بين البلدين من خلال الحفاظ على دورية انعقاد آليات التعاون القائمة بين البلدين.

وأكدت تشجيع الحكومة الكورية لشركاتها الوطنية على الاستثمار في مصر والاستفادة مما توفره من فرص واعدة، كما أكدت أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، مشيرةً إلى أن مصر هي أول دولة عربية يتم فيها إنشاء مركز ثقافي كوري، فضلاً عن افتتاح قسم للغة الكورية في جامعة عيد شمس، ومتابعة خطوات إنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا التي ستسهم في بناء الكوادر المصرية في المجال التقني.

وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء تناول متابعة موقف المشروعات التنموية التي اتفق الجانبان على تنفيذها خلال الزيارة الرئاسية إلى سول في مارس الماضي، فضلاً عن سُبل الاستفادة من التجربة الكورية في عدد من المجالات مثل التعليم وإدارة وتشغيل المناطق الاقتصادية الحرة.

كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرضت رئيسة كوريا الجنوبية تطورات الأوضاع في شبة الجزيرة الكورية.

وأكد السيسي في هذا الصدد حرص مصر على أمن واستقرار منطقة شرق آسيا، وبخاصةً شبه الجزيرة الكورية، مؤكدا دعم مصر وتأييدها لكافة الجهود التي تستهدف تسوية النزاعات في شبة الجزيرة الكورية من خلال الوسائل السلمية.