أبوظبي: سلمان الدوسري
فقدت الإمارات أمس أحد حكامها السبعة، وهو الشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم أمارة أم القيوين، وعضو المجلس الأعلى، الذي حكم الإمارة لفترة سبعة وعشرين عاما، قبل أن يعلن عن وفاته صباح أمس في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن حيث كان يتلقى العلاج هناك.
وسوف تقام اليوم صلاة الجنازة بعد صلاة العصر على روح الشيخ راشد وذلك بمسجد الجامع الكبير بمنطقة الرأس بأم القيوين، وسط حضور رسمي كبير من حكام الإمارات وأولياء العهود، وكبار المسؤولين في الإمارات وخارجها، فيما أعلن عن إجازة رسمية في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، حدادا على وفاة الحاكم السابق لأم القيوين.
وبوفاة الشيخ راشد، الذي توفي عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاما، يتولى ابنه الأكبر وولي عهده الشيخ سعود بن راشد المعلا الحكم في الإمارة، ليصبح بذلك ثالث حكام إمارة أم القيوين، منذ تأسيس الاتحاد الإماراتي في عام 1971، علما بأن الشيخ سعود كان يحكم الإمارة فعليا خلال السنوات الأخيرة، التي غاب عنها الحاكم السابق عن الحكم، بسبب ظروفه الصحية.
وشهد العامان السابقان تراجع الظروف الصحية للشيخ راشد المعلا، ما أجبره على التنقل ما بين بلاده ولندن وألمانيا، لإجراء فحوصات طبية، كما أجرى في مايو (ايار) من عام 2006 عملية جراحية في مجمع خليفة الطبي في العاصمة الإماراتية أبوظبي. والحاكم الجديد لإمارة رأس الخيمة، الشيخ سعود بن راشد المعلا، ولد في مدينة أم القيوين في عام 1952، وهو متزوج من كريمة الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم رأس الخيمة وله عشرة أبناء، واختاره والده ليكون وليا للعهد عام 1968، حيث كان أحد الموقعين على الدستور المؤقت للإمارات في الثاني من ديسمبر (كانون الاول) عام 1971، نيابة عن والده، وتولى حكم الإمارة في عام 1981 خلفاً لوالده احمد بن راشد المعلا الذي حكم ام القيوين منذ العام 1929.
وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في إمارة أم القيوين وأنهى تعليمه الثانوي في لبنان، فيما تلقى تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة وتخرج منها في عام 1974 تخصص اقتصاد، وعين سكرتيرا ثالثا في ديوان عام وزارة الخارجية في 1973 وتولى رئاسة الديوان الاميري بأم القيوين في عام 1979. وفي عام 1977 عين قائدا للحرس الوطني بالإمارة برتبة عقيد، وفي 22/7/1982 عين وليا للعهد لإمارة أم القيوين.
وترأس العديد من مجالس إدارات الشركات المساهمة وعلى رأسها تأسيس وادارة بنك أم القيوين الوطني وشركة غاز أم القيوين وشركة إسمنت أم القيوين، وساهم في عقد اتفاقيات الاستثمار والتنقيب عن النفط والغاز في إمارة أم القيوين ودشن أول مشروع مشترك للغاز مع حكومة رأس الخيمة في الحقل البحري في عام 2006.
ونعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشيخ راشد بن أحمد المعلا، وقال بيان صادر من ديوان الرئاسة إنه تقرر اعلان الحداد الرسمي في الدولة وتنكيس الاعلام لمدة اسبوع وتعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس (الجمعة)، كما تقرر اعلان الحداد العام في امارة ام القيوين وتنكيس الاعلام لمدة اربعين يوما وتعطيل الدوائر المحلية لمدة اسبوع اعتبارا من أمس. كما أعلنت دواوين الحكام في الإمارات الحداد الرسمي وتنكيس الإعلام وتعطيل كافة أعمال الدوائر المحلية لمدة ثلاثة أيام. وأعلن ديوان حاكم دبي عن إلغاء الاحتفالات الشعبية ومسيرة المحبة التي كان من المقرر تنظيمها اليوم، بمناسبة الذكرى الثالثة لتولي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، مقاليد الحكم في امارة دبي.
كما تقرر تأجيل الاحتفالات بأفراح آل مكتوم التي كان من المقرر أن تقام مساء غد في مركز دبي التجاري العالمي بمناسبة زفاف كريمة الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الى الشيخ سعيد بن دلموك ال مكتوم.
وتقع إمارة أم القيوين في الشمال الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة على ساحل الخليج العربي، حيث تبلغ مساحتها نحو 777 كيلومترا، أي ما يوازي 1 في المائة من مساحة الإمارات، وتمتد شواطئها بطول 23 كم بين إمارتي الشارقة ورأس الخيمة، وتبعد 43 كم جنوب غربي رأس الخيمة، ومسافة 32 كم شمال شرقي مدينة الشارقة، وتمتد أراضيها في الداخل حوالي 32 كيلومترا.
وإمارة أم القيوين خالية من المياه العذبة، لذا كانت تضطر إلى استيراد الماء العذب من إمارتي عجمان والشارقة إلى أن تم مد شبكة أنابيب لجلب المياه من فلج المعلا على بعد 50 كم من مدينة أم القيوين. وبما انها كانت تعرف بقوتها البحرية والبرية، يتداول أنها كانت تعرف في السابق بأم القوتين لتميزها بقوتها البحرية والبرية. وقبل قيام الاتحاد بقليل تم تغيير اسمها من أم القوتين إلى أم القيوين.
وفي عام 1819 تعرضت أم القيوين لقصف مدفعي مدمر من سفن الأسطول البريطاني بقيادة الجنرال كير باعتبارها مركزاً قوياً ينبغي تدمير كل سفنه وتحصيناته. وأدى القصف إلى حرق ومصادرة 202 سفينة كبيرة. وفي15 مارس (اذار) 1820 دخلت إمارة أم القيوين في معاهدة 1820 العامة مع بريطانيا، وتم الاعتراف بالشيخ عبد الله بن راشد حاكماً مستقلاً.
التعليقات