قال إن quot;إيلافquot; لديها quot;أجندةquot; مع القارئ فقط ... عثمان العمير:
أكره التلفزيون والمدخنين... ولست شرطيًا لأراقب كل ما ينشر!
فهد سعود من الرياض: لا يمكن أن يمر لقاء مع ناشر ورئيس تحرير quot;إيلافquot; عثمان العمير دون أن يترك خلفه الكثير من الأسئلة المعلقة والتي تبحث عن إجابة. هذا ما حدث في اللقاء الإذاعي عبر أثيرmbc- fm الذي إستضافه في برنامج (ليلة خميس) الذي يقدمه المذيع احمد الحامد مساء كل أربعاء. عثمان العمير، المنشق أو المهاجر من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية يرى أن المعركة محسومة لمصلحة الصحافة الالكترونية التي تتقدم يومًا بعد آخر، مستشهدًا في حديثه بما يحدث في العالم المتطور في أميركا، والغرب عمومًا من إغلاق بعض الصحف، وتحول الأخرى للإنترنت. والقضية الأخطر أنها ستحسم أيضًا المواجهة بين الصحافة الالكترونية والتلفزيون.
وحقق عثمان العمير مع quot; إيلافquot; التي صدرت في 21 مايو/أيار من عام 2001 العديد من الجوائز، كجائزة شخصية العام الإعلامية التي تسلمها من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2007، كما تسلم العمير من رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت درعًا تكريمية ضمن منتدى الجائزة العربية للابداع الاسلامي لعام 2007، وحصلت quot;ايلافquot; ايضًا على جائزة الابداع الاعلامي من مؤسسة الفكر العربي في مؤتمرها الرابع الذي أقيم في البحرين.
وعن ردة فعل بعضهم، ممن لا يؤمنون بزوال الصحف الورقية، يؤكد العمير في لقائه الإذاعي أن ما يحدث في الغرب يصلنا متأخرًا. الحاصل الآن أن هناك صُحفًا عريقة أغلقت، هناك فشل في التوزيع، وتسريح للصحافيين، وحين أقول هذا الكلام فأنا أقول حقيقة واقعة، وتتعلق بحاجة الناس، وهل يحتاجون إلى الورق أم الإنترنت.
واستغرب عثمان العمير بشدة من الحديث الذي يقول إنه يتهرب من مسؤولياته تجاه ما ينشر تحت إدارته، وقال إن كل من يعرف العمير سيعرف أنه لا يمكن أن يتهرب من مسؤولياته التي تحتمها عليه أخلاقيات المهنة. وإعترف أنه كثيرًا ما دخل المحاكم لقضايا نشر ليس مسؤولاً مباشرًا عنها، وشبه ذلك بربان السفينة الذي يكون آخر المغادرين حين تغرق السفينة، أو مثل كابتن الطائرة أو القائد العسكري.
كما اعترف العمير أن الصحافة الإلكترونية لا يمكن أن تنافس التلفزيون في الوقت الحالي، لوجود عوائق تقنية عدة، ورهن ذلك بتطور الاتصالات، التي ربما تحدث بعد أربع سنوات من الآن. ولكنه اعتبر أن الصحافة الإلكترونية تطورت تطورًا هائلاً رغم قصر عمرها، مقارنة بغيرها كالتلفزيون والإذاعة والصحافة الورقية التي احتاجت إلى وقت طويل حتى تستطيع أن تصل إلى الناس بعكس صحافة الإنترنت.
ولم يشأ العميرإبداء رأيه في صحيفتي الشرق الأوسط والحياة اللندنية لأنه لا ينظر للوراء. مكتفيا بالتأكيد على أنها صحف ناجحة، مؤكدا أن دخوله في تجربة quot; إيلافquot; كانت quot; مغامرةquot; ثبت نجاحها.ورفض عثمان العمير اعتبار صحيفته quot; إيلافquot; تمثل التوجه الليبرالي، وقال إن أبوابها مفتوحة لكل من يريد الكتابة فيها، مشيرا إلى أن مهمته ليست دعوة الكتاب، فمن يريد أن يكتب فيها فهو مرحب به سواء كان ليبراليًا أو إسلاميًا، أو مهما يكن.
وأكد العمير في رده على مداخلة لخالد المطرفي، مدير مكتب قناة العربية في السعودية، الذي قال إن هناك اتهامات بأن إيلاف لديها انتقائية في نشر مقالات الكتاب: لا يستطيع الناشر أو رئيس التحرير، أن يتحكم في كل ما ينشر في جريدته، ولا يستطيع أن يتحكم في عقليات وأذواق محرريه. اعتدت أن أعطي المحرر في إيلاف الحرية في أن يختار ما يحتاج وما يريد أن يكتب، ربما أوجهه أحيانا، ولكن لا استطيع أن أتحول إلى (شرطي)أمامه، وأطلب منه أن ينشر لفلان أو لفلان.
وعن الحجب الذي تعرضت له إيلاف في السعودية سابقا، قال العمير أنه لا يعرف الأسباب التي أدت له، ولا التي دعت إلى إلغاءه، مؤكدا أنه لم يفكر بإشغال نفسه في البحث عن إجابات، لان دوامة الحجب واللا حجب ستؤثر على المحررين وعلى العمل.
وقال العمير إن تصريحه عن الموت أخذ حجمًا اكبر من حجمه، وفُسر بطريقة غير التي كان يقصدها. quot;كنت اقصد السعي الدائم إلى الحياة وعشق الحياة، فنحن نحافظ على أنفسنا من اجل ألا نموت. ونحاول إلا نتعرض لمتاعب صحية حتى لا نموت، ولكن الموت حقيقة مثله مثل أي شيء آخر موجود في الدنياquot;
ووجه أحمد الحامد سؤالا حول عدم محبة البعض من التيار الديني له، فكانت إجابة العمير أنه يبادلهم الحب الإنساني، مشيرًا إلى أنه قد يختلف معهم فكريًا. أما عن الأسباب في عدم محبته من قبل المتدينين، فيعزو ذلك لأنه غير مؤدلج: quot; دائمًا حين تكون غير مؤدلج أو متأثر بأي تيار آخر سواء كان ليبراليًا أو علمانيًا أو دينيًا أو سياسيًا، يكون لهم موقف منك في هذا التيار، وأنا لست معنيًا بما يفكر به الآخرون، مادمت أعمل ما أراه واجبًا عليّ كانسان مقيم في هذه الحياة لفترة معينةquot;.
وأضاف أن أي شخص يعيش تحت الأضواء الكاشفة لابد أن يكون له مخالفين طالما هو يعمل وينتج. وعن السبب في عدم ظهوره في التحليل السياسي في الفضائيات قال إنه يكره اثنين: التلفزيون والمدخنين! وقال: التلفزيون بالنسبة لي ضيف ثقيل يدخل عليك ويفرض عليك ما يريده بعكس الراديو مثلا.
وقال إن الصحافي شيء والكاتب والمُعلّق شيء آخر، فمن الأفضل أن يحتفظ رئيس التحرير أو (مدير المسرح) بالكثير من الأسلحة، ومنها عدم إبداء رأيه في كل شيء.
إقرأ المزيد: عثمان العمير يستعرض تجربته الصحافيًّة المتنوّعة عثمان العمير لـ quot;الأنباءquot;: المجتمع العربي بحاجة إلى هزات وquot;إيلاف ... |
وعن quot; إيلافquot; في المستقبل وأين يراها، ختم العمير لقاءه بالتأكيد على أن إيلاف ستشكل في المستقبل مؤسسة صحافية يكون العمير أحد أركانها، وربما يختفي من الحياة وتبقى هي لأن هذا المشروع يجب أن يبقى على الدوام.
مقتطفات من حديث العمير في quot; ليلة خميسquot; مساء الأربعاء 29 أبريل:
* إيلاف كانت quot;مغامرةquot; أكثر ما تكون تخطيط مسبق بأفكار وحسابات. كان منظر الانترنت وهجمته مثيراً للانتباه ومثير للرغبة ومحاولة الانجذاب إليه.. لم أكن أتوقع إنها ستصبح اكبر مني بمسافات.
* لم يكن أمامي إلا أن اذهب للانترنت، لان العودة (سباحة) للورق ستكون مزعجه لي.
* الصحافي كالممثل في المسرح، الذي يجب أن يغادر المسرح بعد نهاية العرض حتى لا يصبح مزعجا للمشاهدين.
* إيلاف من الصعب أن تتغير، لأنها ولدت لتكون إيلاف! ولا يمكن أن تضع عليها أي عمليات، لا تجميل ولا رفع أو جزم أو حجب أو أي شيء آخر.
* الصحافي حين يبتعد عن الشر لا يصبح صحافيا! وحين يبتعد عن الرقابة يستطيع أن يبدع ويصول ويجول بحرية تامة.
* الحديث عن زوال الصحافة الورقية ليس فيه تحزب، بل هذا شيء نشعر فيه ونلمسه من خلال الفشل الذريع الذي تعيشه الصحافة الورقية في العالم.
* نعم إيلاف لديها أجندة مع القارئ أولا، ومحاولة خدمته وخدمة مشروع الانترنت ككل.
* الصحيفة يجب ألا تكون لديها أيدلوجية معينه، بل يجب أن تكون عمل خدماتي يقدم للقراء المعلومة والخبر. متى ما دخلت الصحيفة في أمواج الادلجه سواء كانت ليبرالية أو علمانية أو أصولية لن تصبح صحيفة.
* لم نمنع مقالاً لكاتب بسبب لونه أو عرقه أو توجهه. أبواب إيلاف مفتوحة لكل من يريد أن يكتب، ولكن لا استطيع أن أسوقهم سوقا للكتابة لدينا!
* بعضهم يعتقد أن هناك خلافات بيني وبين المتدينين، ولكن أنا أرى العكس، أنا رجل مهني. وكنت أنشر إبان تواجدي في الصحافة الورقية لكل التوجهات لأن هذا عملي.
* عبارة quot; دعوا التعصب وشجعوا الهلالquot; قلتها ساخرًا، ولكن مشكلة العرب أنهم لا يفرقون بين السخرية والجد!
* أخشى من تجربة الزواج حتى لا أصاب بحالة إفلاس!. أنا شخصية ملولة وهذا طبع لا أستطيع أن أغيره. وربما بعد عمرا يمكن أن أدخل هذه المؤسسة ( الزواج)!
لسماع اللقاء كاملا عبر الضغط على الملف الصوتي المرفق أسفل
التعليقات