حث أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد نواب مجلس الأمة على التروي والحكمة فيما يتعلق بالملف العراقي.ونقل النائب مرزوق الغانم عن سمو الأمير الذي استقبله أمس رسالة الى النواب حول هذا الموضوع الذي يشغل الساحة السياسية حالياً.
وأشار الغانم الى ان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح سيقوم بتزويد النواب بجميع المعلومات المتعلقة بهذا الملف خلال الاجتماع المزمع عقده يوم الاحد المقبل. في هذه الاثناء واصل النواب العراقيون تصعيدهم تجاه الكويت حيث نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن نائب في البرلمان العراقي قوله ان تحركاً نيابياً بدأ للضغط على الحكومة العراقية لتقديم شكوى لدى الامم المتحدة ضد الكويت لمقاضاتها على دورها في مساعدة قوات التحالف على احتلال العراق.

وأشار النائب عزالدين الدولة في تصريح لصحيفة laquo;الصباحraquo; الحكومية في بغداد الى ان النواب يعدون لاصدار قرار برلماني يطالب الكويت بدفع تعويضات للعراق بقيمة 4 تريليونات دولار عن الاضرار التي نجمت عن دخول القوات الأميركية وتدمير البنية التحتية. وأضاف الدولة وهو احد اعضاء جبهة الوفاق ان النواب بدأوا تحركاً لمعالجة مسألة التعويضات التي ستطالب بغداد الكويت بها على حد زعمه. وأشار الى ان النواب سيطالبون ايضاً بعقد مؤتمر تحكيمي دولي بشأن قضية التعويضات. واتهم الدولة الكويت بأنها laquo;مارست دوراً خلف الكواليس لاستصدار قرارات عديدة بحق العراقraquo; على حد زعمه.

وتأتي التحركات العراقية هذه قبيل عقد مجلس الأمن اجتماعاً يبحث خلاله التقدم الحاصل في العراق لتقرير ما اذا كان سيسمح باخراج بغداد من البند السابع. وكان رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قد اجتمع امس مع الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة لدى بغداد ستيفان دي ميستورا الذي يزور البلاد حالياً حيث بحث آخر تطورات الموقف، وقد أكد الخرافي حرص الكويت على استمرار العلاقات الطيبة مع بغداد والعمل على حل القضايا العالقة بين البلدين في اطار قرارات الأمم المتحدة وضمن القنوات والوسائل الرسمية. ودعا الخرافي في تصريحات صحافية الى اتاحة الفرصة للحكومة ووزير الخارجية للقيام بدورهما في هذه المسألة معرباً عن الأمل في أن يتم التحرك بالتنسيق مع المجلس، متمنياً ان يقوم المسؤولون في الجانب العراقي بتهدئة الأوضاع. من ناحيته أعلن دي ميستورا انه طالب بخفض حدة اللهجة للنواب من الطرفين، معرباً عن تفاؤله بالارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى المستوى المطلوب.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد استقبل أمس السفير الكويتي لدى بغداد علي المؤمن لبحث تطورات الموقف والعلاقة بين البلدين. وأكد المالكي حرص حكومته على التهدئة والحوار لحل المشاكل العالقة بين البلدين الشقيقين بصورة تحفظ حقوق الجميع. في الوقت نفسه يبذل رئيس البرلمان العراقي إياد السامرائي جهوداً لتهدئة الوضع حيث التقى السفير المؤمن وبحث معه الملفات العالقة بين البلدين والتي تركزت على التعويضات والاسرى والحدود والخطوط الجوية. وأكد المؤمن للسامرائي ان الكويت حرصت خلال السنوات الست الماضية على احراز خطوات متقدمة في الحوارات الثنائية، الا ان ضعف التجاوب من قبل العراق وعدم اتخاذ خطوات عملية كان أبرز ما يعرقل التوصل الى نتائج ملموسة، ونقل مصدر عن السامرائي قوله انه حريص على تطويق تداعيات الموقف وعدم استمرار الجو المحموم بين برلماني البلدين ولهذا فقد دعا الى تشكيل لجنة حكومية مشتركة من البلدين تتناول القضايا المختلف عليها باستثناء القضايا المتعلقة بالقرارات الأممية. وأشار المصدر الى ان السفير العراقي أثنى على المقترح ووعد بنقله الى المسؤولين في الكويت لبحثه.