أحمدي نجاد في قائمة quot;عشاقquot; صنع الأزمات مع بوش وبن لادن ونصر الله
محللون سعوديون يرون ما يحدث طبيعيًا في حكومة التناقضات الإيرانية
إقرأ أيضاً: |
ويمكن وصف الانتخابات الإيرانية الحالية، بالانتخاباتالأكثر جدلاً في تاريخ المنطقة، التي بدأت تداعياتها مبكرًا، ولم تنتهِ حتى اللحظة، وتزداد تعقيداً بمرور الوقت، ما ينبئ بأزمة حقيقة تلوح في أفق إيران، قد تنعكس سلبًا على السعودية الجار البعيد، وبقية الدول العربية.
جمال خاشقجي |
في هذا السياق تحدث جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية لـquot; إيلافquot; ، الذي يرى أن ما يحصل هذه الأيام في إيران مقلق جدًا بالنسبة إلى الجيران الخليجيين وللعرب بشكل عام، ويقول: من خلال متابعتي للمسؤولين في المنطقة، أرى أن الجميع في دول الجوار الإيراني كان يرجو خيرًا بعد انتهاء ولاية بوش الثانية، يليها انتهاء ولاية نجاد، التي كانت ستكون خاتمة جيدة لحقبة اتسمت بالشد والجذب في منطقة محتقنة.
ووضع خاشقجي الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضمن قائمة شملت: جورج دبليو بوش، أسامه بن لادن، حسن نصر الله، ديك تشييني، وبنيامين نتنياهو، الذين وصفهم بعشاق صنع الأزمات في المنطقة بالنسبة إلى السعوديين تحديدًا والعرب بشكل أعم.
وفي ما يخص إيران، يذهب خاشقجي إلى أن التفسير المنطقي لما يحدث هناك، هو نتيجة طبيعية لحالة احتقان قديمة ومتراكمة، كانت تنتظر سببًا وجيهًا للانفجار فانفجرت مع الأحداث الأخيرة، وأن الشعب الإيراني الذي يريد أن يخرج من دائرة الضغوط الإجتماعية والدينية والخلاف الدائم مع العالم، حيث تنزع الشعوب في طبيعتها نحو الاعتدال. كما أن الحكومات المحتقنة تصل إلى الحكم ولكن لا تستمر كما يحدث الآن.
وذكر خاشقجي أن ما يحصل الآن ليس وليد اللحظة، وليس مقرونًا بعهد أحمدي نجاد بل هو مستمر منذ انتهاء الثورة، ولطالما كانت هناك العديد من الاشتباكات بين تيار المحافظين وتيار الإصلاحيين، وتأصلت هذه الاشتباكات في عهد نجاد للتحول إلى احتقانات، نتجت منها حالة من الاستقطاب، الأخيار ضد الأشرار، المسلمون ضد المنافقين، وذكر خاشقجي بأن أميركا نفسها حصلت عندها على حالة من الاستقطاب في عهد بوش، لكن الحالة المستقرة للشعب الأميركي أفرزت اوباما وهي حالة مصالحة للشعب نفسه، كما أن الشعب الإيراني بحاجة إلى التصالح مع ذاته.
الدكتور خالد الدخيل |
ومن جهة أخرى يرى المحلل السياسي الدكتور خالد الدخيل في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; أن هناك مؤشرات لأزمة سياسية داخل النظام، نتيجة انقسامات داخل المؤسسة الدينية، كما يتضح أن الصدام بين المحافظين والإصلاحيين وصل إلى نقطة حرجة، وذكر الدخيل أن ما يحصل هو متوقع لأن النظام الإيراني يحتوي على تناقضات ، شأنه شأن أي فكرة دينية سياسية، حيث فكرة ولاية الفقيه فكرة دينية تقوم على الإيمان بالغائب، وتكون بالتالي على المرشد باعتباره الذي يقوم بالأعمال حتى ظهور الغائب المنتظر.
كما أن المؤسسات الحقيقة التي تمسك بالسلطة كما يراها الدكتور الدخيل، هي مؤسسات ذات تبعية دينية وتعتمد على الإيمان شأنها شأن المؤسسة الدينية.وذكر بأنها المرة الأولى منذ الثورة التي يحصل فيها انقسام داخل النظام ، حيث بدأت تخرج التشققات والتناقضات، حيث لا تستطيع التحكم في العلاقة بين متناقضين إلى الأبد
وإنتقد الدخيل النظام الإيراني الذي تصرف بطريقة مثيرة للشك على حد قوله، كما ارتكب المرشد الأعلى خطأ شنيعا يتمثل في تصديقه على النتائج، وهو ما يعد انتهاك للدستور، حيث من المفترض أن يصادق من مجلس صيانة الدستور، وهو ما يعني تحيز المرشد غير المبرر لصالح نجاد.
ويرى المحلل السياسي الدخيل رد الفعل العنيف، المتمثل في قطع وسائل الإتصال، والجوال، والإنترنت والتعتيم الإعلامي، رد يثير الشبهات حول نزاهة الإنتخابات، ومصداقيتها،وعن الأنباء التي لاحت مؤخراً تؤكد فوز موسوي بالانتخابات، لا يتوقع ان تقوم القيادة الإيرانية بهذه الخطوة غير المحسوبة.
وفي النهاية دعا الدخيل دول المنطقة، إلى أن تعمل لصالح نفسها ولا تنتظر حكومات او رؤساء يخدمونهم، فالأجندات لا تتغير كليًا.
وكانت القضية الإيرانية قد شغلت وسائل الإعلام العالمية، ممتدًا لتطال العربية والسعودية بشكل خاص، فظهرت العشرات من التحليلات السياسية للوضع الراهن، كما خرج العديد من الكتاب بمقالات تحاول الأقتراب من حقيقة ما يحدث، حيث كتب المحلل والمفكر السياسي عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط، quot;لقد سهل إعادة فوز الرئيس أحمدي نجاد بالرئاسة على طلاب الحرب على الجبهتين، الإيرانية والأميركية، حسم خياراتهم. ففي رئاسة نجاد المنتهية كانت استراتيجيته تبديد الكثير من الوقت مع تحاشي الصدام في سبيل الاستمرار في تطوير قدرات بلاده النووية. الآن هو الرئيس والنووي لا يزال مشروعه والوقت يضيقquot;.
ومن جهة أخرى كتب المحلل والكاتب السياسي داود الشريانquot; دعوة المرشد الأعلى للثورة الايرانية علي خامنئي لحسين موسوي laquo;بمتابعة طعنه في الانتخابات بالوسائل القانونية المتاحةraquo;، ليست اكثر من محاولة لتحسين سمعة النظام السياسي التي تضررت بسبب تهم تزوير الانتخابات. المحاولة، على اهميتها، لن تفيد في مقابل الغضب الشعبي العارم، وتشويه سمعة العملية الانتخابية في البلاد والطعون التي تلقاها مجلس صيانة الدستور من كل من مير حسين موسوي والمرشح محسن رضائي القائد السابق لـ laquo;الحرس الثوريraquo;. فالعطار الايراني لا يستطيع اصلاح ما أفسدته تهمة التزوير.
منصب الرئاسة حسم، وكسبت المراجع الدينية الجولة. لكن الثورة الاسلامية في ايران خسرت سمعتها وموقعها السياسي اللذين جرى تكريسهما على مدى ثلاثة عقود. فقدت الثورة ثقة الاجيال الجديدة التي ظنت، حتى اول من امس، ان مبدأ الديمقراطية جزء من ثوابت الثورة، وليس شعارًا للتقية والمزايدة. فضلاً عن ان طهران فرطت في صورتها امام مناصريها في الخارج، وستشهد الايام المقبلة تراجعاً للصيت الايراني الذي نجحت طهران في تسويقه. ومن ينتهك العدالة في وطنه، لا ينتظر منه ان يقيمها في مكان آخرquot;
التعليقات