فهد سعود من الرياض: استرعت الحملة الجماهيرية الكبيرة على موقع التواصل الاجتماعي، الفايس بوك، اهتمام الرأي العام، المرئي والمقروء، والتي جاءت بعد التصاريح المثيرة التي طرحها مازن عبد الجواد في برنامج احمر بالخط العريض على شاشة lbc اللبنانية مؤخراً.
ووفقا للحملة، فهي ليست موجه لهذا البرنامج فقط، بل غيره من البرامج التي تستهدف السعوديين عادة، والتي بدا وكأنها مخصصة لانتقاد وتعرية السلبيات الموجودة في المجتمع السعودي دون غيره من المجتمعات، ما جعل العدسة تسلط الضوء بشكل اكبر على هذه القضية التي أصبحت تشكل هماً وطنياً لدى الكثيرين.
ومن منطلق الوطنية -وهذا أيضا وفقا للحملة- صار من الواجب على المواطنين في السعودية أن يجابهوا هذا التيار الإعلامي بأصواتهم التي أعطاها الانترنت صدى أوسع، ما جعل الفضائيات تتسابق لتغطية هذه الحملة الجماهيرية التي أطلقها مجموعة من الإعلاميين السعوديين مؤخراً.
وبعد التأمل في صمت lbc الغريب طوال أيام هذه الحملة، ظهرت أصوات تقول أن استهداف المجتمع السعودي ومحاولة دفع ركام السلبيات على رؤوس من فيه، يعتبر عملا غير محترف وغير واعي، نظراً لان كل المجتمعات على اختلاف عاداتها وتقاليدها فيها السيئ والطيب، والمجتمع السعودي ليس استثناءً، إلا أن النقطة التي تحتسب لأصحاب حملة quot; لا تساوم على وطنكquot; هي المبالغة من قبل بعض القنوات في إظهار هذه السيئات أو السلبيات على حد سواء، وهو أمر يستحق وقفة إن لم تكن رسمية، فلا بد أن تكون شعبية، وهذا هو لسان حال هذه الحملة التي تهتف بصوت واحد : لماذا السعودية فقط؟.
وعلى الطرف الآخر، نجد هناك من يقول أن lbc غير ملومة فيما حدث فهي كقناة إعلامية ليس من صالحها أبدا أن تطرد أو تعترض على من يتقدم للظهور في البرنامج بشكل جريء، لان هذا بحد ذاته تسويقا للقناة من الناحية الإعلامية، ويتوافق مع سياسة البرنامج الذي يقفز على كل الحواجز.
وبطبيعة الحال، فإن هذا المنطق ينطبق أيضاً على مذيع البرنامج مالك مكتبي، دون التطرق إلى حيثيات ما يتردد في الساحات السعودية من كونه مجرد شيعي آخر يستهدف السعودية، بوصفها الرمز السني في المنطقة، لأنه مذيع لم يرتكب سوى عملية استغلال حماقات وجهل أمثال ذلك الشاب الذي ظهر في البرنامج بأبعاد مثل تلك التصريحات الجريئة.
إيلاف، وفي حلقتها الثانية، تطرح عدة أسئلة على عدد من المثقفين السعوديين، لرصد مرئياتهم حول ما يثار، بعد أن رصدت آراء الطرف الآخر في حلقتها الأولى.
خلف الحربي: ردة فعل المجتمع منطقية وغير منطقية
أولى محطاتنا كانت مع الكاتب الاجتماعي خلف الحربي الذي قال: quot; المجتمع السعودي ليس فوق النقد، لان فيه مشاكل مثله مثل أي مجتمع آخر، والسؤال هل هو مستهدف حقا ام لا؟. أنا لا اعتقد انه مستهدف بذاته بل مستهدف لأسباب ماليه لان المعلنين والممولين اغلبهم من السعودية وأكثر المشاهدين من السعودية وفي الوقت نفسه التلفزيونات المحلية لا تطرح قضايا المجتمع السعودي الحقيقيquot;.
ويضيف الحربي قائلا: quot; ما حصل أن الفضائيات العربية وجدت خانة أو سوق كبيرة فارغة، دون تجّار، فمن الطبيعي أن تستغل الموضوع لأسباب تجاريةquot;. ويؤكد الحربي : quot; أنا لست مؤيد لما يقومون به، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن ألومهم، لأنه منطق طبيعي،
إذا القنوات السعودية لم تتلكم عن القضايا السعودية بحرية، فمن المؤكد سوف يأتي غيرها ويتناولها، خصوصاً وأن المشاهد متوفر وكذاك الممولquot;.
وعن ردة فعل المجتمع يضيف خلف الحربي قائلا: quot; ردة فعل المجتمع غير منطقية ومنطقية في الوقت نفسه، لان الشخص الذي تحدث بما تحدث، كان شخصية استفزازية وطريقة طرحه للموضوع كانت ساذجة، ليس على الصعيد الأخلاقي فقط، بل حتى على صعيد فهمه للعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة، والمجتمع السعودي مجتمع محافظ وأكيد استفزه هذا الطرحquot;.
ويكمل الحربي قائلا: quot; هذا الشخص بسذاجته قدم نفسه كقربان، والكل يدعي المثالية عليه، والكل يطالب بمحاكمته إلى درجة أن أحد المحامين قال إذا ثبت انه قال هذا الكلام لن أدافع عنه، وهذا شي معيب لان مهما كانت الجريمة التي ارتكبها، و مهما كانت استفزازية وهزت الرأي العام، لابد أن يأخذ حقه وان يكون لديه محامياً، وان يحاكم محاكمة عادلة وألا يوجه المزاج أو الرأي العام المحاكمة على هواهquot;.
وعن سحب بعض الإعلانات من القناة اللبنانية، من قبل رجال أعمال سعوديين، يرى الحربي بأن هذا ليس هو الحل الصحيح: quot; الحل الصحيح أن تكون هناك فضائيات ووسائل إعلام سعودية قادرة على تناول مثل هذه القضايا، وكان أولى برجال الأعمال ألا يتصرفوا بهذه الطريقة لأنها محاولة بائسة، وأن يساهموا في دعم وتأسيس قنوات سعودية قادرة على مناقشة مشاكل المجتمع السعودي. quot; رجال الأعمال يحكمهم العرض والطلب، و لو أظهرت لهم استطلاعات الرأي أن هذه المحطة منتشرة أكثر من غيرها، سوف ينشرون إعلاناتهم فيها، لأن أرصدتهم البنكية أهم لديه من أي موقف أخلاقي أو اجتماعيquot;.
على الموسى: رأس المال جبان
ولا يرى الكاتب في صحيفة الوطن السعودية علي موسى هو الآخر، أن أن المجتمع السعودي فوق النقد، رغم أنه ndash; أي المجتمع - يحاول إظهار نفسه بصورة غير التي هي عليه. ويوضح أن النقد بهذه الطريقة لا يعتبر نقداً، :quot; فأنا لا أجد نقداً مثل هذا النقد لا غرباً ولا شرقاً، وهذا لا يعد نقداًquot;. ويضيف:quot; كيف لهذا الرجل أن يتحدث عن هذه المساءل وهو أب لأربعة أبناءquot;.
وحول ما تردد عن سحب شركات لإعلاناتها في قناة الـquot;lbcquot; وما اعتبر أنها سحب لحقوق الحرية الإعلامية، يرفض موسى هذه المسألة ويعتبر أن رأس المال جبان: quot; الهدف من الإعلان ليس دعم القناة، وإنما استقطاب الجمهور، وهذه الخطوات لا تتم إلا بعد أن تتأكد الشركات من مقاطعة الجمهور لمشاهدة هذه القناة، لأنهم يعدون الهدف الأول لهذه الشركاتquot;.
حليمة مظفر: أحمر بالخط العريض لا يقدم حلولاً
بينما توضح الكاتب السعودية حليمة المظفر أن: quot; الإثارة الإعلامية الحاصلة، لا تشير إلى أن المجتمع السعودي فوق النقد، هناك خطأ مشترك من قبل عبد الجواد ومن البرنامج، إذ أن البرنامج يبحث عن المشاكل فقط ولا يقدم حلول، والهدف منه هو كسب السوق السعوديquot;.
وتؤكد أن البرنامج لو طرح هذه المسألة بشكل موضوعي لما كان هناك غضب بهذا الحجم، ولو تم إخفاء وجه عبد الجواد على الأقل لما صارت هذه المعممة. وتشير إلى أن ما طرحه عبد الجواد هو واقع، وجزء من حديث الشباب السعودي المفاخر دوما بعلاقاته العاطفية. وتعبر عن أمانيها في ختام حديثها مع quot;إيلافquot; بعدم التفات القضاء إلى الرأي العام، وأن تتم محاكمته بما يتبين إليهمquot;.
رسالة إلى بيار الضاهر!
بينما قدم راشد الراشد في مقاله له نشرته صحيفة الرياض رسالة إلي بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال المدير العام بيار الضاهر يقول فيها : quot;الآن يا أخي بيار نتساءل: - ما الذي حدث لمحطة lbc؟. كيف كان هذا السقوط المخيف والمروع والمدوي. وكيف تحولت المحطة إلى إثارة رخيصة، واستهدافات غبية ومشينة. أهم الشركاء الجدد؟ أهو المال quot;الحلال النظيف الطاهر؟.أم أن مكاتب جديدة استحدثت في أدما؟quot;.
ويضيف:quot; يا صديقي المجتمع السعودي ليس مجتمع ملائكة بالتأكيد، ولكنه ليس مجتمع شياطين وعهر. ليتك أخي بيار تحتفظ بتاريخك المهني نقياً؟quot;.
ولم يكن مقال راشد الراشد هو الوحيد الذي تناول القضية، بل إن حبر الأقلام السعودية سال عبر أوراق الصحف، والمواقع الإلكترونية ليضع القضية ضمن إطار القضايا ذات البعد الاجتماعي والإنساني، وضمن إطار الاستغلال السلبي لأخطاء ارتكبها شباب بحق مجتمعاتهم، قبل أنفسهم.
التعليقات