نجلاء عبد ربه من غزة: لم يكن بالأمر السهل بالنسبة إلى عائلة حلس الهرب صوب إسرائيل، تلك العائلة التي تسكن بالقرب من الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، فإسرائيل لطالما إجتاحت المنطقة وتصدى لها المقاومون، بمن فيهم شباب من عائلة حلس، وهو ما توج بقتلها لقرابة 20 شابًا من تلك العائلة لوحدها، وهو دليل تصدي تلك العائلة لتلك الإجتياحات.
المشهد الذي رآه العالم من خلال الفضائيات المختلفة، والذي يبين ما عدده 179 شابًا يتقدمهم أمين سر حركة فتح في قطاع غزة أحمد حلس quot;أبو ماهرquot; وعاطف حلس مدير مكافحة المخدرات في الشرطة قبيل سيطرة حركة حماس على غزة، وهم جميعًا شبه عراة، فضلاً عن إصابة عددٍ من هؤلاء، يعكس حالة إنقسام بين مؤيد لتلك الخطوة، وهي الهروب نحو إسرائيل بدلاً من قتلهم أو زجهم في سجون حركة حماس، فيما رأى آخرون أن تلك الخطوة ليست مبررة على الإطلاق، فحماس قتلت 5 فقط من أفراد العائلة خلال الإشتباكات التي دارت قبل 4 أيام؟، وبالتالي لن يكون مصير هؤلاء القتل إذا ما سلموا أنفسهم للقوة التي إقتحمت الحي التابع لعائلة حلس.
يقول أحمد عيّاد (28 عاماً)، من سكان المنطقة التي شهدت معارك لساعات بين حركة حماس وعائلة حلس، quot;لم يكن لهؤلاء الشباب مفر غير الهرب نحو إسرائيل، علماً بأنهم يدركون المخاطر التي تحدق بهم من الطرف الإسرائيليquot;.
وأضاف quot;إسرائيل قتلت في لحظة واحدة 4 من هؤلاء الشباب وأصابت عدداً آخر بينهم أحمد حلس أمين سر حركة فتح. ولم تقف عند هذا الحد، فقد إعتقلت أبو ماهر و14 آخرينquot;.
ويؤكد عيّاد لو أن حماس تعاملت بأسلوب أكثر ليونة مع عائلة حلس quot;لما شاهدنا هؤلاء الشباب عراة أمام كاميرات التصوير المختلفة ونقلها بشكل عاجل للفضائياتquot;.
الحالة التي تشبه إلى حد ما، بحسب فؤاد خميس quot;33 عاماًquot;، أيام دخول كتائب القسام التابع لحركة حماس على جهاز الأمن الوقائي الرئيس يوم سيطرتها على قطاع غزة، وأجبرت عشرات المتواجدين في المقر برفع أيديهم بعد تعريهم وأخذت بتصويرهم وعرضهم أمام المرئيات المختلفة. ويتساءل فؤاد عب quot;إيلافquot;، إذا كانت حركة حماس قد إستخدمت هذا الأسلوب، لماذا نستهجن من إسرائيل هذا التصرف!!؟
وطالبت الحكومة المقالة في غزة، كل من خرج من القطاع خلال حملة فرض الأمن والنظام للعودة وسنوفر له الحياة الآمنة. وأعلنت عن انتهاء ما وصفته quot;الحملة الأمنيةquot; في حي الشجاعية الذي تسكنه عائلة حلس، مع إبقاء الإجراءات القانونية.
وقررت الحكومة المقالة في إجتماع لها برئاسة إسماعيل هنية، الاستمرار في إجراءات الإفراج عن المعتقلين الذين لم يثبت تورطهم باخلالات قانونية أو أمنية، وإعادة فتح كافة المؤسسات والجمعيات التي لم يثبت عليها أي مخالفات قانونية وستتولى وزارة الداخلية في غزة متابعة تطبيق القرار مع الوزارات ذات الاختصاص.
وكان القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار قدأعلن إلتزام حركته بعدم التعرض لأحمد حلس عضو المجلس الثوري في حركة فتح، المعتقل الآن لدى سجون إسرائيل، في حال أفرجت الأخيرة عنه وأعادته لقطاع غزة. وأكد الزهار أن حلس غير مطلوب لأجهزة أمن غزة، التابعة لحركة حماس، مشيرًا إلى أن بيت أحمد حلس تحديدًا يقع خارج المنطقة التي شهدت اشتباكات بين أبناء عائلة حلس وعناصر الأمن.

ويرى موسى quot;40 عامًاquot; أن حماس تدرك أن أشخاصًا بعينهم هم وراء عدة إنفجارات حدثت في غزة، ولهذا، يقول لإيلاف quot;بالتأكيد لن يكونوا 179 شخصًا من عائلة حلس فقط، وولميكن من داع لهروب كل هذا العددquot;. واعتبر موسى أن هروب الشباب يؤكد روايات حماس بأنهم وراء ما يحدث من توتر في غزة.