من المعلوم ان بدأ باى حرب يراد له التخطيط و الاعداد جيدين و تنسيقا كاملا بين جميع الاطراف المشاركة و كل الطرفين تستطيعون ان يحددوا المكان و الزمان لبدأ المعركة، ولكن لا توجد معركة او حرب فى العالم و فى التاريخ القديم و الجديد يدل على ان الاطراف المشاركة فى تلك الحروب و المعارك استطاعوا بان تحددوا يوم الانتهاء من المعركة، لان بعد البدأ بالمعركة و العمليات العسكرية و حدوث التغيرات على الارض و حدوث تخلخل فى توازن القوى و المعادلات السياسية و العسكرية فيما بين الاطراف بمرور الزمن و استمرار المعركةو ظهور طباشير و افق النصر و الهزيمة للاطراف المشاركة، ذاك الوقت تلوح و تظهر دور و اهمية المصالح الاقتصادية و السياسية المستقبلية على الساحة و لهم الدور الكبير فى ايقاف الحرب او استمراريته لمدة اطول.

طبعا عملية تحرير مدينة الموصل العراقية لا تخرج من تلك الاطار العام للحروب و المعارك العسكرية بين الجبهتين المتضادتين، الامس هو يوم بدأ معركة تحرير الموصل 17/10/2016 ولكن يوم الانتهاء من المعركة لم و لن يكون معلوما لاحد، لان هذا الحرب فيها مصالح لاطراف عديدة من المنطقة و خارجها و كلهم جل همهم و محاولاتهم هو الحفاظ على تلك المصالح الاقتصادية و السياسية و العسكرية فى المستقبل القريب و البعيد.وان المعركة ليس سهلا و تحتاج الى مدة ليس بقصير.

ومن المعلوم ان ولايات المتحدة الامريكية و دول التحالف العسكرى مثل بريطانيا و فرنسا و المانيا و بلجيكا و روسيا و اخرين هم المشرفون و محركون لهذه المعركة البائسة و المصيرية للعراق من جانيهب و للداعش و لاطراف المساعدة له من جانب اخر.

تركيا و ايران و السعودية و القطر و اسرائيل كلهم بيادق فى هذه المعركة و يحاولون بشتى الاساليب و المكر و الخداع ان يدافعون عن ارضهم و حدودهم و سيادتهم المنهوكة اصلا لان نار الحرب و المعركة قريب جدا منهم و انهم فى حالة يرثى لها و هم ليس كدول الكبيرة و البعيدة عن ساحة المعركة،وانهم معرضون كلهم للتغيرات السياسية و الاقتصادية و الجغرافية بادنى تخلخل او تغير فى ميزان القوى بين تلك الدول الكبرى.

العراق كدولة صاحبة الحق و صاحبة مدينة الموصل و الطرف الرئيسى فى المعركة لانها تشارك بجيشها و شعبها و ارضها وكل الصراعات و الحروب و المعارك تحدث فى قلب العراق ارضا و شعبا و مع انها يجب ان تكون المسؤولة الاولى فى انهاء المعركة و عملية تحرير ولكن ليس لديها اية سلطة و قرار نهائى فى انتهاء المعركة.لان العراق كدولة و حكومة عبارة عن دولة ضعيفة وفاسدة و مليء بالصراعات و التناحرات السياسية و القومية و الدينية و المذهبية القاتلة و العصيبة. و العراق لحد الان معتبرة كدولة محتلةو تحت حماية و سيادة الامريكان و القوات العسكرية لدول التحالف العالمى ضد الارهاب و الارهابيين.

اما الكرد هو صاحب حق مشروع فى الاشتراك و هو صاحب الشجاعة و التضحية الفعلية و الحقيقية على الارض خلال السنتين الماضيتين و للقوات البيشمركة دور اساسى و حيوى و محورى فى عملية التحرير الموصل و ما قبلها من المعارك ضد عصابات الداعش المجرمةبعد احتلالهم لمدينة الموصل و مناطق اخرى واسعة فى تلك المحافظة العراقية و المشتركة مابين اقليم كردستان و دولة العراق الفدرالية، و هو يريد بان تكون العملية عملية سريعة و خاطفة و يريد ان يتحرر مدينة الموصل باقصى سرعة ممكنة و باقل ضرر من الارواح و الاموال و يريد ان تكون عملية التحرير عملية بيضاءا ناصعا و ليس دمويا،و هو يريد ان يحرر اوسع مناطق تحت يد الدواعش المجرمة بالمشاركة الفعلية مع الجيش النظامى العراقى بعيدا عن الحشود السنية و الشيعية لان تلك الحشود الغير النظامية حشودا مذهبيا و فى نيتهم و فكرهم ان يحرروا المدينة لكى تتوسعوا فى انتشار سلطتهم ومذهبهم فى تلك المناطق، ولكن الكرد لانهم اصحاب حق تاريخى لبعض تلك المناطق يريدون ان يتحرروا تلك المناطق و يرجعونها الى اقليمهم فى كردستان الجنوبية، الكرد دائما و ابدا وبطول تاريخ تعايشعم مع كل المكونات الموجودة فى المنطقة من الايزديين و الشبك و المسيحيين و الاشوريين و العرب و التركمان هم ميالين لاخوة و الصداقة و التعايش السلمى ولا توجد المعارك و الاقتتال الداخلى فيما بينهم بطول التاريخ ماعدى فى مراحل معينة محدودة فى زمن الماضى توجد بعض الناوشات و هذه كلها بسبب التدخلات الخارجية من الدول الجيران و ليس من سكان الاصليين فى المنطقة.ولكن بشكل عام كلهم يعيشون فى هذه المناطق بشكل اخوى بدون تعصب قومى او دينى او طائفى المقيت. ولكن مع الاسف الشديد الكرد مثل باقى الدول و الاطراف الاخرى فى المنطقة ليس فى وضع سياسى و اقتصادى و عسكرى جيد بسبب الصراعات و التناحرات الداخلية الحزبية مابين الاحزاب و القيادات السياسية ولهذا هم ايضا ليسوا بصاحب قرار نهائى لانتهاء المعركة.

الجهة الوحيدة هى تركيا الاردوغانية الفاشية و الشوفينية التى لها نواياه غير حسنة تجاه الكرد و مناطقهم و مسالتهم القومية المشروعة و هى تحارب بكل الوسائل الممكنة ضد البيشمركة و الكريلا ال ((ب ك ك)) و الشرفانان فى اجزاء الثلاثة من كردستان الشمالية و الجنوبية و الغربية و هى تحاول بكل مالديها من جهد و قوة لتشارك فى تلك المعركة ليس من اجل تحريرها و مساعدة العراق و الدول التحالف الدولى ولكن هى تريد ان تشارك لكى هى تحتل المنطقة و مدينة الموصل التى هى حلم اجداها العثمانيين فى احتلال ولاية الموصل القديمةوهى كل نواياها انقاذ ما تستطيع انقاذها من المجرمين من الدواعش و ازلام جواسيسها من الميت التركى و انقاذ المستمسكات التى هى بمثابة وثائق رسمية على تورط و مشاركة تركيا كدولة و حكومة مع الداعش و اطراف داخلية كردية فى احتلال المنطقة و نهب ثرواتها من النفط و الغاز الطبيعى خلال هذه السنتين الماضيتين،لهذا و من اجل المشاركة هدد اردوغان و جلاوزته بالويل و الوعيد لكل الاطارف المشاركة و هددوا و جمعوا قواتهم على الحدودتحسبا لاى تغيرات غير منتظرة، وهم جل همهم المشاركة فى نهاية عملية التحرير فى تقسيم كعكة الموصل الشهية و اللذيذة مابين الاطراف المشاركة وهى تريد ان لا تبعد من هذه الكعكة.

واخيرا الايام القادمة هى التى تحدد و تعلن بان المعركة كيف و متى ومن قبل من تنتهى و من هو الطرف المنتصر و من هو الطرف الخاسر و المهزوم فى المعركة.حقيقة ليس فى اية معركة او حرب طرف منتصر و طرف خاسر بمعنى الكلمة لان الطرفين يخسرون الاف الارواح و نهر من الدم و الدموع و خراب الوطن و تشريد الاف من السكان المدنيين ولهذا ليس فى الحروب و المعارك الطرف المنتصر و الخاسر بل كل الاطراف خاسرين و ليسوا منتصرين ولكن شعور الانسان يحس بهذا النشوة و الغرورو الكبرياء.

و السؤال المطروح هو ،هل ان الجيش العراقى و البيشمركة الكردية منتصرون او الدواعش و الدول الساندة له مثل تركيا و العرب السنة من الدول المنطقة؟

من المأكد ان الجبهة الخيرة ضد الداعش و الارهابييين هم المنتتصرين التى هى الجبهة التى تشارك فيها الكرد و الطرف الاخر التى توجد فيها تركيا و اردوغان الفاشية هى الخاسرة و المهزومة و تصبحوا مصيرهم الذل و الهوان وخراب اوطانهم و القتل و التشريد و واحلامهم تبطل مثل فقعات الهواء.

المجد و الخلود لشهداء العراق بعربه و كرده و كل المكونات الاخرى و الشفاء العاجل لضحاياهم.. لاننا كلنا كعراقيين شعبا و ارضا مدينون لكل قطرة دم و دموع و عرق كل جندى و بيشمركة باسلة لانهم هم حماة الوطن و الشعب فى العراق و كردستان.