فاتن حموي من بيروت: أثبتت جدارتها وكفاءتها المهنية من خلال برامجها السابقة quot;بحب السيماquot;، quot;ألو منوعاتquot;، quot;بعد العرضquot;، quot;شوية مزيكاquot;... ولا تزال تعمل على تطوير أدائها الذي ميّزها عن غيرها من مقدّمات برامج المنوعات عبر الشاشات المصرية، هي تُطلّ حالياً من خلال برنامجين، الأول عبر قناة النيل للدراما quot;الصحافة الفنيةquot; والثاني quot;يا مسهرنيquot; عبر قناة دريم، وقد ظهرت في بعض الأفلام السينمائية بشخصية المذيعة أي بشخصيتها الحقيقية، مثل فيلم quot;55 إسعافquot; ، quot; سهر اللياليquot;، quot;7 ورقات كوتشينةquot;، وquot;علي سبايسيquot; ، بالإضافة إلى مسرحية quot;قاعدين ليهquot;. عملت في السابق مصمّمة إعلانات ومديرة إنتاج فني وهي شخصية رومانسية وعاطفية إلى أبعد حد، وشلال متدفق من الطاقة والحيوية، مَن يتابع quot;دريمquot; يعرف (إنجي علي) حقّ المعرفة، ومعها كان هذا الحوار حول الإعلام والطلاق والمستقبل...

تقولين دوماً إنّه ليس هناك من إعلاميين يتمتّعون بمهنية عالية في مصر بمجال المنوعات، ما هو السبب؟
لدينا مذيعون متميّزون جداً في مصر لكنّ المشكلة هي أنّ الجيّدين قليلون، بخاصة أولئك الذين يتعاطون مع مجال الإعلام بجديّة، والذين يجتهدون ليكوّنوا أسماء محترمة، كما هي الحال مع الجيل السابق أمثال ليلى رستم، سلوى حجازي، مفيد فوزي، سناء منصور...وغيرهم من أصحاب الخبرة الذين نتعلّم منهم حتى يومنا هذا. البعض يرى أنّ الشهرة سهلة، وأنّ أسهل طريق للوصول إلى الشهرة أن تمتهن إحداهن مجال الإعلام وبعد ذلك تتحوّل إلى ممثّلة أو مغنية، ثمة أهداف أخرى لدى كثيرات. ومن جهة أخرى، الذين يضعون الإعلام هدفاً حقيقياً أمامهم ، تجدينهم قلّة. أنا أنتمي إلى جيل يتيم، لم يعلّمنا أحد، ولم نخضع لأيّ دورات تدريبية. نحن بحاجة إلى تلّقي دروس إعلامية من محمود سعد، سمير صبري، مفيد فوزي، ووجدي الحكيم، نحن بحاجة إليهم كي يدلّونا على الطريق الصحيح لنعي أسس الحوار الصحيح. نفتقد quot;الشياكةquot; في الحوار، وهذا الموضوع شديد الأهمية. لقد أمسكوا بالجيل الذي أنتمي إليه وقالوا لنا quot;إشتغلواquot;... هنا أوّد القول إنّه لا ضير على الإطلاق في أن تشبه المذيعة الفتيات quot;المودرنquot; لكن عليها أن تكونquot; Classy quot; في الوقت نفسه.

ما سبب إعجابك بالمذيعات اللبنانيات؟
في السابق كان يُقال إنّ المذيعة اللبنانية هي شكل جميل من دون مضمون، والآن أقول إنّها شكل ومضمون وثقافة.

لكن ثمّة عارضات أزياء لبنانيات بشكل كبيرعبر الشاشات!!!
هناك أيضاً عارضات أزياء عبر الشاشات المصرية... أنا أقصد بكلامي المذيعات الحقيقيات مثال جمانة بو عيد التي تعجبني جداً، جيزيل خوري، وصديقتي الحبيبة وفاء الكيلاني مميّزة... يوجد مجتهدات ومميّزات في مجال الإعلام وهنّ اللواتي أقصدهن وليس الدخيلات من عارضات أزياء وغيرهن.

ما حقيقة خوضك مجال الغناء مع شخص يُدعى مودي؟
شاركت في مسرحية (قاعدين ليه) وهي النسخة المصرية لمسرحية (كاسك يا وطن) لدريد لحام، وقدّمها سعيد صالح على مسرح الدولة. كان لي شرف المشاركة في هذه المسرحية كمذيعة وليس كممثلة، كنت إنجي علي على المسرح. والمسرحية تضمّنت عدداً من الأغنيات لأحمد فؤاد نجم وسيد درويش، كان يؤدّيها سعيد صالح وكنت أدندن معه أحياناً. أمّا مودي فهو أحد أعضاء الفرقة الذي قدّمت معه أغنية ديو في الكواليس فقط لا غير، وانتشر الخبر وحيكت الشائعات، وأنا لن أخوض مجال الغناء لا الآن ولا في المستقبل. أنا أعشق الإعلام.

تُبثّ أغنيات لفنانين حلّوا ضيوفاً على برنامجك quot;يا مسهرنيquot; كل ليلة عبر شاشة quot;دريمquot; وبالتالي يشاهدك الناس مع كل أغنية بصورة متكرّرة، ألا يحرق هذا الموضوع صورتك؟
لفت عدد من المشاهدين والنقّاد نظري إلى أنّني قدّمت في إحدى الفترات أربعة برامج عبر أربع قنوات مختلفة في الوقت نفسه، وكان كلّ برنامج مختلفاً عن الآخر من حيث المواضيع والشكل، كنت شديدة الفرح بما كنت أقوم به لكنّني مع هذا quot;اتخضّيتquot;، وحول هذا الموضوع أقول إنّه لم تستطع أيّ مذيعة الجمع بين أربعة برامج مختلفة عن بعضها البعض كما فعلت. وبالنسبة إلى عرض الأغنيات على شاشة quot;دريمquot;، فهي عبارة عن هدايا للفنانين وليست لي، ونحن نعرض الأغنيات غير المصوّرة على طريقة الفيديو كليب بصورة خاصّة، وظهوري إلى جانب الفنانين لدى عرض أغنياتهم طبيعي لأنّهم ظهروا في برنامجي، والتركيز لا يكون عليّ بل عليهم...

ولكن هل هذا الموضوع جيّد بالنسبة إلى ظهور مذيعة المنوّعات بشكل يومي؟
لا أستطيع القول إنّه جيد أو سيء، البعض يقول إنّ الظهور المتكرّر يُحرق صورة المذيعة، ولكنّني أولاً وأخيراً لست ممثلة ولست نجمة، هناك من يقدّم نشرات الأخبار كل يوم عبر quot;الجزيرةquot;، quot;العربيةquot;، والـquot;CNN quot;... من الممكن أن يخفت نجم إحدى الممثلات مثلاً بسبب ظهورها المتكرّر، لأنّك تدفعين ثمن تذكرة السينما لتتابعي أحد أفلامها لشوقك لما تقدّمه، وهذا الأمر يختلف عندما يشاهدها الجمهور على أكثر من محطة وكلّ ليلة، واقع الحال بالنسبة إلى المذيعة مختلف، لا معنى لأن تحترق صورتي أو لا تحترق، فعندما أقدّم برامج عدّة ذات مواضيع مختلفة في الوقت نفسه، هذا كافٍ ومُرضٍ لي، لأنّ البطل الحقيقي في عملي هو الموضوع وليس أنا.

ظهرت في عدد من الأفلام كمذيعة، هل سنراك ممثلة تؤدي أدوراً مختلفة في المستقبل؟
أنا فخورة بظهوري من خلال الأفلام التي شاركت بها، خصوصاً أنّ اختياري كان يتمّ لمهنتي أيّ المذيعة quot;إنجي عليquot;، وقفت أمام كاميرات مخرجين مختلفين، كنت في السابق أرفض موضوع التمثيل بشكل قاطع لكن اليوم لا أعارض خوض التجربة شرط أن يكون العمل مع مخرج مميّز وأن يكون سيناريو الفيلم مختلف عمّا يقدّم الآن، إذ لا لزوم للتجربة إن كانت عادية أو أقلّ من عادية. إذا كان التمثيل سيضيف إلى مسيرتي الإعلامية فلا مانع، وحلمي هو المشاركة في عمل يحمل توقيع المخرج الكبير يوسف شاهين، إنّه آخر الأشخاص الباقين من زمن العمالقة، هو باختصار عبقري. أشبّه ما حصل معي لما حصل مع الإعلامية نجوى إبراهيم، فقد قدّمت أفلاماً مهمة، وحتى يومنا هذا لا يشار إليها على أنّها فنانة بل هي مذيعة وإعلامية.

قناة quot;دريمquot; تعطيك حيّزاً كبيراً من الاهتمام على صعيد البرامج، هل من قناة أخرى تتمنين العمل لصالحها؟
أحبّ quot;دريمquot; جداً، وأكنّ لهذه القناة كلّ احترام وتقدير، وأحبّ برنامجي لأنّه طفلي حقيقة، ولا مانع لديّ من الظهور عبر أيّ شاشة محترمة. في الواقع، البرنامج هو الذي يمنح المحطة التلفزيونية النجاح وليس العكس.

مَن تسعين إلى استضافته في برنامجكquot;يا مسهرنيquot;، وماذا عن شهر رمضان المقبل؟
استضفت معظم نجوم الوطن العربي على مدى سنتين ونصف السنة في quot;يا مسهرنيquot;، والبرنامج مستمروسيتحوّل الاسم في شهر رمضان المقبل إلى quot;يا مسحّرنيquot;، مع تطوير في الشكل العام للبرنامج وفقراته. أسعى إلى استضافة كثر منهم طبعاً يوسف شاهين، مع العلم أنّه سبق لي أن استضفته ضمن تقرير في البرنامج.

هل من الممكن أن تحلّ المطربة أصالة، زوجة طليقك المخرج طارق العريان، ضيفة على برنامجك؟
طبعاً، لم لا؟ أصالة مطربة كباقي المطربات.

هل تلتقين بطارق أم أنّ خيوط التواصل واللقاءات انقطعت بعد الطلاق؟
استضفت طارق بعد الطلاق في أحد برامجي quot;تذكرتين سينماquot; حول فيلمه quot;السلم والثعبانquot;، طارق مخرج قدّم عدداً من الأفلام الجميلة وهو مميّز في مهنته. له حياته ولي حياتي، وأتعامل معه بطريقة مهنية، وكذلك الحال بالنسبة إلى أصالة، لا أريد إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، كان زوجي والعلاقة انتهت منذ خمس سنوات. عندما نلقتي يكون اللقاء ضمن الأطر المهنية، ولا تشكّل استضافة أصالة في برنامجي أيّ مشكلة، لأنّ المشكلة في الأساس انتهت...

ألا تنظرين إلى أصالة على أنّها المرأة التي تزوّجت زوجك السابق؟
على الإطلاق، أنا من اتخّذ قرار الانفصال ... هذا قرار شخصي وكان بمحض إرادتي. بشكل عام عندما تقرّر المرأة الانفصال، لا تنظر خلفها أبداً، وأنا اعتدت على هذا الموضوع، ولا أنظر إلى الحليب المسكوب كما يُقال. أريد أن أنظر إلى الأمام وإلى الأهداف البعيدة.

هل زواجك من طارق كان الأول في حياتك؟

كان الرجل الأول في حياتي والزوج الأول، ولا أريد التحدّث عنه الآن لأنّ القصة انتهت.

ألديكما أولاد؟

لا لا...

هل من قصة حبّ تعيشين فصولها حالياً؟

بدأت أنظر إلى الزواج بطريقة مختلفة بشكل عام، يجب أن أحبّ الرجل بصورة كبيرة، وعليه أن يكون شخصاً أستطيع العيش معه، من الممكن أن تحبّي رجلاً ما، لكن في النهاية عندما يستحيل العيش معه، ما العمل؟؟؟ الزواج ليس لعبة فهو يرتكز على شخصين يقع على عاتقهما سوياً بناء بيت مشترك والسعي إلى الحفاظ عليه بشتّى الطرق والوسائل. الزواج مشاركة وتقبّل. اليوم أركّز على عملي. مستقبلي المهني هو الأساس، أبذل مجهوداً كبيراً وأتابع كل تفاصيل العمل من إعداد، مونتاج، وضيوف. لست مجرّد قارئة للأسئلة فأنا أعدّ عملي وأشعر أحياناً أنّني سأسقط صريعة المرض لشدّة انهماكي في العمل. ومع هذا، إنّ من أبسط حقوقي أن أعيش قصّة حبّ، والآن أعيش أجمل قصّة حبّ في حياتي.

آمل أن تتوّج بالزواج...

هذا نصيب، لا أستطيع أن أحكم على الموضوع بهذه الطريقة، القصة لا تزال في بدايتها، أرى أنّني لم أبخل على عملي على مدار خمس سنوات خلت، ومن حقّي أن أعيش لحظات الحبّ الجميلة. وعندما يُتّخذ قرار الزواج سأعلنه على الملأ، الزواج أمر مشرّف وأنا لا أقترف أيّ خطأ.

يُقال إنّك متحرّرة، ما هو مفهوم التحرّربالنسبة إلى إنجي؟

بماذا أنا متحرّرة؟ هل المقصود بالتحرّر هو ما ألبسه؟ أنا لا ألبس quot;عريانquot;، أختار ما يناسب ذوقي، وكل إنسان يلبس شخصيته، في الأساس أنا quot;Art Directorquot; وquot;Stylistquot; قبل أن أكون مذيعة، أحبّ أثاث المنزل، الموضة، الذوق الجميل في كل شيء بدءاً من الطبيعة وصولاً إلى زوايا الصور. ألبس ما يليق بشخصيتي، أحبّ أن تكون اللمسات الشرقية واضحة في ملابسي وبشكل مختلف، فإن كان البعض يسمّي الاختلاف تحرّراً فليكن. أريد أن يُقال إنجي متحرّرة لأنّها فعلا كذا وكذا، فما الذي فعلته كي يُقال عني ما قيل؟؟؟

ما هي سلبيات إنجي؟

لا أعرف ما هي سيئاتي أو سلبياتي، لكن أعتقد أنّني متسرّعة جداً وأتحدّث بسرعة كبيرة أحياناً وهذا خطأ طبعاً، ولا أتعلّم بسهولة وهذا عيب... عليك أن تسألي الآخرين عن هذا الموضوع فلا أحد يستطيع ذكر سيئاته.

أيّ أغنية مسّت مشاعرك في الآونة الأخيرة؟

(يا رب) لمروان خوري وكارول سماحة.

لماذا هي دون سواها؟

لأنّها تدعو إلى التفاؤل والحبّ وهي تصوّر المعاني الجميلة للحبّ، أعجبتني جداً، وأحبّ مروان خوري جداً جداً، هوعلى قائمة الفنانين الذين أحبّهم وأحترمهم، هو موهوب كموسيقار ومغني.

مَن التي تستحقّ لقب مطربة مصر الأولى؟

شيرين عبد الوهاب وأنغام.

مَن هي أفضل مطربة عربية؟

ماجدة الرومي.

أخبرينا عن علاقتك بوالدتك كونك يتيمة الأب، وماذا عن عائلتك ؟

والدتي دكتورة في الجامعة الأميركية في القاهرة ومديرة قسم النشر، أتمنى أن أكون quot;ربعهاquot; لما هي عليه من ثقافة عالية ناهيك عن العلم، وقفت إلى جانبي في مراحل مختلفة من حياتي، هي أمي وأختي وصديقتي الحميمة، فقدت والدي في عمر الخامسة، وأصبحت هي الأم والأب على حدّ سواء، هي سندي عندما أواجه أيّ مشكلة، صديقتي عندما أحتاج إلى أذن صاغية ونصيحة واعية، هي كل شيء في حياتي. أريد أن أقدّم لها الكثير لأشعرها كم أحبّها، إنّما أحياناً لشدة شعورنا بأنّه علينا أن نقدّم المزيد نشعر أنّنا مقصّرون ولا نقدّم شيئاً. الأمومة أمر عظيم فعلاُ. لديّ أخت واحدة تعمل بمجال الـ Advertising ، وأنا محاطة بحبّ عائلتي الكبيرة، فإذا قدّمت حلقة ولم ترضهم، يتـّصلون بي ويعطون ملاحظاتهم، أنا تحت المجهر من كل أفراد العائلة، وذوو أبي (رحمه الله) كانوا يعارضون فكرة عملي في مجال الإعلام، كانوا يرغبون أن يكون لي دوام عمل من الثامنة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر على سبيل المثال، ولكن بعدما لمسوا نجاحي وسعادتي بخياري المهني، وقفوا إلى جانبي.

في الختام وجّهي رسالة من إنجي إلى إنجي...

إجتهدي أكثر وأكثر ولا تُرهقي نفسك، اعتني بصحتك لأنّك تعبت جداً من العمل، ويمكنك تحقيق ما تريدينه وتطمحين إليه بروية... إنجي تريد القيام بكل شيء بسرعة من جهة تقديم البرامج بشكل مختلف وغير ذلك، هي متسرّعة كما سبق وذكرت، عليها أن تهدأ قليلاً. وأخيراً أتمنّى أن أبقى دوماً عند حسن ظنّ المشاهدين، فعندما يقول لي أحدهم quot;أحبكquot;، تساوي عندي هذه الكلمة الدنيا وما فيها.