الدورة الثالثة تتواصل.. وسيدة سعودية تثير الجدل
الطريق الى شاعر المليون يبدأ.. بنشوى!

زيد بنيامين من ابوظبي: كانت الساعة تشير الى العاشرة والدقيقة التاسعة والعشرين من مساء الخميس، حينما اخترق صوت قوي مسامعنا بعد عدد قليل من الدقائق كانت دهراً من الترقب والانتظار على كل من يعمل في شاعر

الشاعرة السعودية عيدة تقف على بعد خطوات من منافسيها الرجال
المليون.. قال الصوت (Stand By) في اشارة إلى ان كل ما يفصلنا بين الجد والهزل هو دقيقة.. تنهي العلاقة التي طالما جمعتنا بهذا البرنامج عبر الشاشة الصغيرة، وتبدأ معها علاقة جديدة أفرزها اللقاء الاول في مسرح شاطئ الراحة الواقع على ضواحي العاصمة الاماراتية ابوظبي.

الطريق الى المسرح يبدو مزدحماً بالسيارات والهياكل الحديدية والمباني الجديدة والجسور قيد الانشاء، ازدحام يذكرك بسيل الاخبار الواردة حول الازمة المالية العالمية في الصحف اليومية، لكن الاختلاف يبدو واضحاً في التفاصيل، فمن الواضح ان ابوظبي تسهر ليلاً نهاراً كما كان حال شقيقتها دبي قبل اعوام قليلة من الآن من اجل إنجاز مشاريعها، ويبدو مما هو واقع وتراه العين وانت تشق الطريق الى المسرح ان الازمة العالمية ما هي إلا ازمة برد عابرة قد تكون أصابت البعض من افراد الاسرة الواحدة، لكنها لم تعمهم جميعاً.

نشوى الرويني ومتابعة عن كثب
يبدو واضحاً من تفاصيل تلك اللحظات التي تسبق الكلمة الاولى في برنامج شاعر المليون، ان الكل يعيش حالة الترقب كأنه يعمل في البرنامج لأول مرة، ووجود مواطنين في صدارة فريق العمل الذي يمثله التقديم، لا ينفي ان كل القائمين على البرنامج وتفاصيله هم من العرب الذين يرتدون آخر ما جادت به ماركات الملابس العالمية، كما يبدو واضحاً ان حالة الجد ترتفع لحظة بلحظة ونحن على ابواب الدقيقة الثلاثين بعد العاشرة.

هذا هو الموسم الثالث لشاعر المليون، لا يبدو مثيراً للجدل كسابقيه، اللهم إلا بظهور فتاة سعودية منقبة، تقف على بعد خطوات من زملائها الرجال على مسرح الراحة، تنظر الى الجمهور والى لجنة التحكيم علها تجد الاجابة ان كانت ستبقى في المنافسة ام مصيرها سيكون كمصير ثلاثين مشاركاً قبلها في دورة العام الحالي.

شعراء المليون كانوا واضحين في المواسم السابقة منذ اللحظة الاولى، بعضهم من فاز، وبعضهم من ينتظر فالقطري بن

هنا يجلس من يبحث عن البيرق
فطيس حسم اللقب بظهوره الاول، والسعودي ناصر الفراعنة حسم اللقب في القلوب في الموسم الثاني رغم انه فشل في تثبيت النتيجة في العقول التي غالباً ما تتعامل مع ما هو واقع، وفي الموسم الثالث فقد حضرت السعودية عيدة الجهني، بعد ان قاتلت الكثير قبل ان تقف وقفتها تلك على المسرح المجهز بافضل ما يمكن استعداداً لاستضافة لياليه التي يعيشها الى جانب المتسابقين والجمهور والصحافيين، شيوخ العاصمة التي لا تنام الخميس الا بعد ان تطربها ابيات شعراء الجزيرة العربية وقوافيهم.

يبدأ البرنامج ويبدأ التلاعب باحاسيس شعراء الحلقة السابقة، الذين ينتظرون نتيجة البقاء او المغادرة على احر من الجمر، لكن الدعاء وقرقعة الاصابع لاتكفي لكي تبقي من يريد على ذلك المسرح، وما ان تمضي الدقائق حتى تكون النتيجة قد حسمت، ويعلو التصفيق من جانب اليمين ومعظمه من السيدات بعد ان تأكد بقاء السعودية الجهني لجولة قادمة.

الحلقة التي حضرناها كانت سياسية بامتياز، فغزة لم تغب عن شعر الكثيرين، وتوابع غزة لم تغب عن شعر المتبقي منهم، فانبرى مدافعاً عن موقف دولة او قبيلة، لكن الامر في النهاية هو لعبة كلمات، او تعبير عن احتقان، سرعان ما ينتهي لينتقل المتنافسون الى الساحة الابرز للصراع، وميدانه المحبة.

ليلى وحسين .. يعكسان الجانب الاماراتي لبرنامج شاعر المليون
بعد ثلاث سنوات من بدايته، صمد شاعر المليون في وجه العديد من الانتقادات التي وجهت له، منها انه يغذي القبلية، وانه يعيدنا قروناً الى الوراء، كما صمد في وجه العديد من الدعوات لمقاطعته لان هذا الطرف قد خسر امام طرف اخر، كما صمدت في ذاكرة الكثيرين عدد من ابرز ابيات الشعر التي القيت في أجوائه، لكنه في النهاية اعطى لابوظبي نكهة اخرى، وهي الساعية بقوة للعودة الى المشهد الاعلامي بعد ان تركته بانتهاء حرب العراق، ووجودها على هذه الساحة يدعمه البرنامج الابرز الذي يمنح السبق الشعري لواحدة من اهم عواصم النفط في العالم.

بعد نصف ساعة تقريباً من بداية الحلقة، تظهر الاعلامية نشوى الرويني في الكواليس، هي المرأة القوية اليوم في المشهد الاعلامي في ابوظبي اليوم، فبرنامجها هذا يحظى باعلى مستويات الاهتمام، وهو طريقها نحو برامج اخرى لا بل تجاوز ذلك الى ان ابرز الانشطة الثقافية في ابوظبي اليوم لا تخلو من اسم نشوى الرويني، ولهذا اهمية كبرى لمدينة تريد ان تكون احدى العواصم الثقافية عالمياً.

لا تفارق الابتسامة وجه نشوى، التي احتفظت بظهور تلفزيوني نادر في احدى القنوات الفضائية، وتبدو واثقة ان البرنامج يسير على ما يرام، لكن الامر لا يخلو من لمسة متابعة، وهاتفها النقال لا يقف عن الرنين بين لحظة واخرى، وهي لا تترددفي الاجابة عليه.

تبدو فقرات البرنامج طويلة، فالاستراحة بين الفقرة والاخرى تظهر نادراً، وامامك ست فقرات رئيسة ابطالها ستة شعراء

حتى لجنة شاعر المليون بحاجة للاستراحة!
عليهم تقديم افضل ما عندهم من ابيات الشعر وألوانه فمنهم من يغنيها ليدخل الى قصديته، ومنه من يرفع صوته اعلى ما يمكن من اجل ايصال المعنى.

وفجأة يظهر محمد خلف المزروعي الوجه المحلي لمتابعة امور الاعلام والثقافة والاعلام، وسرعان ما يعقد اجتماع مصغر قرب البوابة، وفيه يجري الحديث وتعطى التوجيهات، وبينما يبدي الاخرون ملاحظاتهم، يدور رأس المزروعي 360 درجة من اجل القاء نظرة على المكان الذي يشكل عماد قوة الاعلام في الامارة الطامحة... ويمر الوقت وتنتهي الحلقة، باستنتاجات لجنة التحكيم، وتصويت الجمهور الذي يدخل اموالاً طائلة تعيد للبرنامج كل ما صرف عليه واكثر.

ورشة الاعمار حول المسرح قلبت الليل نهارا في الطريق الواصل بين مركز مدينة ابوظبي والمطار الدولي الذي يربطها بالعالم، فالرافعات تعمل بجد وكأن الوقت لم يتخط الساعة الثانية عشرة ليلاً، وتعيد الذكريات بأن دبي الجارة ايضاً كانت تعيش هذه الورشة منذ نحو عقد من الزمن، لكن لا مانع من المنافسة ما دام الكل مستفيدا، وما دام وضع ابوظبي اوضح من وضع شقيقتها في الاعلام الغربي.

ومن الواضح ان موجات الضباب لا تزعج رؤية العاملين في تلك الورشة والتي كانت على اشدها ليلة خروجنا من مسرح شاطئ الراحة، ولم تشوش علينا الصورة التي تريد ان تتركها لنا المدينة ومفادها ان ابوظبي قادمة!

إقرأ المزيد:

مصير أول سعودية تشارك في شاعر المليون يتحدد اليوم

لمراسلة الكاتب:
[email protected]

مواضيعة سابقة للكاتب:
http://www.elaphblog.com/zaidbenjamin