تسببت الأمطار الغزيرة منذ صباح يوم الأربعاء في مقتل أكثر 44 وانقاذ 351 محتجرفي جدة ( غرب السعودية ) بحسب بيان للدفاع المدني السعودي، وشهدت جدة ومكة اليوم أمطاراً غزيرة تزامنت مع بدء فعاليات حج هذا العام حيث يتوجه الحجاج إلى منى. وقالت مصلحة الأرصاد الجوية السعودية إن معدل المطر بلغ 70 ملم فيما سجلت درجات الحرارة انخفاضاً ملحوظاً ومن المتوقع وصول درجة الحرارة الى أقل من 14 درجة مئوية مع ساعات الليل المتأخرة، وهو ما يقترب من أقل درجة حرارة سجلتها مكة في تاريخها الحديث في العام 1986 حينما بلغت درجة الحرارة 12.
جدة: تسببت أمطار غزيرة اجتاحت المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية في وفاة عشرات الأشخاص في مدينة جدة، وفق حصيلة أولية لشهود عيان رشحوها للتصاعد فيما قالت مديرية الدفاع المدني السعودي.في بيانها الأول أن عدد القتلى تجاوز العشرة.
في عروس البحر التي تحولت إلى وحل كبير كانت أكثر الأحياء المنكوبة (النخيل وكيلو 14 وبريمان والجامعة والحرازات وقويزة والصواعد والمنتزهات)، واستنفر الدفاع المدني قواه كما شارك الجيش والقوات المسلحة والحرس الملكي وطائرات الدفاع المدني والإخلاء الطبي في عملية التكاتف لتتبع أحداث الأمطار والسيول وإنقاذ الأرواح، كما وتهدم عدد كبير من المنازل ومباني اخرى غمرتها المياه بالكامل.
و تقول الإحصائيات المبدئية أن السيول جرفت أكثر من 500 سيارة من طريق الحرمين وأخرى سقطت في حفريات ومشاريع البلديات داخل الأحياء وتجاوزت الـ 1000 مبنى، في حين انهار أحد الجسور جنوب جدة, ولم تخلو القائمة من تسجيل عدد من الوفيات، لا يمكن حصرها بعد، خصوصا مع تسجيل الساعات الأولى عشرات الوفيات بحسب شهادة مواطنين.
واكد شهود عيان أنهم تابعوا مأساة جثث متناثرة في حي النخيل وبعضها طافية على الماء، إلى جانب تهدم جسور كانت تحت الإنشاء وبعضها قيد التسليم، منها في جدة ومنها خارج مدينة جدة تجاه ثول وخليص ووادي قديد وصعبر وكلية ورابغ والسليم والفارع، فقد شهدت تلك المناطق موجة أمطار غزيرة امتدت لساعات طويلة وواصلت فرق المتابعة والإنقاذ والإخلاء مهام عملها في وقت باكر، ودنى الطيران المدني من الأودية والشعاب والأماكن التي يقطنها الناس وهي على مقربة من الأودية. وتشير إحصائيات الدفاع المدني الى انه تم انتشال أكثر من 25 عائلة في صعبر وكلية، وعدد من الجثث لم تأت عنها إحصائية دقيقة، كما جرفت السيول سيارات وأغنام عدة وشردت كثير من العوائل إلى أماكن أكثر أماننا خصوصا عندما اتخذوا الحيطة والحذر باكرا مع بداية تكوين السحب والرعد.
ومن المتوقع أن ينشر الدفاع المدني في المنطقة الغربية إحصائية دقيقة خلال اليومين المقبلين عن الحالات كافة ومدى الضرر الذي لحق بالمواطنين وبمساكنهم وسياراتهم.
هذا وأجلت طائرات وزوارق الدفاع المدني أكثر من 100 شخص، 48 منهم تم إنقاذهم بالطائرات العمودية. وتقوم الآن مروحيات تابعة للدفاع المدني السعودي بانتشال عائلات لجأت إلى أسطح المباني بعدما غمرتها السيول في بعض أحياء جدة.
و بدأ موسم الحج السنوي بتأخر الآف الحجاج في ميناء جدة على البحر الأحمر اليوم بعد أن أدت الأمطار الغزيرة إلى قطع الطريق البري إلى مكة، واضطر الحجاج المحاصرون إلى الانتظار في جدة غرب المملكة حيث يصل
أكثر الحجاج بعد صعوبة إيجاد الحلول السريعة للمشكلة. يذكر ان الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح اليوم تزامنت مع أول أيام التروية في مشعر منى.
ولم تسجل أي حوادث بسبب هطول الأمطار في المشاعر المقدسة حتى الآن، حسب مديرية الدفاع المدني السعودية. ولم يستبعد مسؤول في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تشهد منطقة منى سيولا نتيجة لتضاريس المنطقة الجبلية، ومن المتوقع أن يستمر انتشار الغيوم على مدى الأيام القليلة المقبلة مع احتمال هطول أمطار إضافية.
كما أوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الفرصة مازالت مهيأة لهطول أمطار رعدية على أجزاء من غرب المملكة تشمل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وجدة.
وأكدت الرئاسة أن حالة الرياح في البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية سرعتها من 15 إلى 38 كيلوا مترا في الساعة على النصف الشمالي وجنوبية غربية إلى جنوبية على النصف الجنوبي حيث تصل سرعتها إلى 45 كيلو مترا في الساعة، ولفتت إلى أن ارتفاع الموج في البحر الأحمر من نصف متر إلى متر ونصف قد يصل إلى مترين على النصف الجنوبي وحالة البحر متوسط الموج إلى هائج. وتوقعت الرئاسة أن تشهد الأيام الأربعة المقبلة أمطار رعدية.
السلطات السعودية أعدت خطة شاملة في وقت سابق للتعامل مع أي ظروف تواجه موسم حج هذا العام. اذ كشف مدير شعبة تحليل المخاطر بإدارة الحماية المدنية بقوات الدفاع المدني بالحج العقيد عبدالله اليوسف عن وجود خطة تفصيلية متكاملة لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ضد المخاطر الناجمة عن هطول الأمطار والسيول في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، والاستعداد التام للتعامل مع جميع الحوادث التي قد تترتب على ذلك.
وأوضح العقيد اليوسف، أن خطة تدابير الدفاع المدني في الحج استوعبت نتائج الدراسات والتقارير الصادرة عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والتي تشير إلى احتمالات تزامن موسم الحج هذه العام مع موسم الأمطار، مؤكداً وجود متابعة مستمرة لكل المتغيرات المناخية وتحديد المناطق الأكثر عرضة للمخاطر في حال سقوط الأمطار أو حوادث السيول في المشاعر.
وأشار إلى وجود لجنة لدراسة مخاطر الأمطار والسيول تضم ممثلين للدفاع المدني وكافة الوزارات والجهات المعنية بالحج تعمل على مدار العام وتتولي المتابعة والإشراف على أعمال تصريف السيول بما يتناسب مع كميات الأمطار التي تصب أو تصل إلى المشاعر المقدسة.
وشهدت جدة منذ الصباح الباكر هطول أمطار غزيرة شملت جميع أحيائها، واكتظت شوارع وطرقات المدينة بالسيارات خاصة وان هطول الأمطار تزامن مع عطلة عيد الأضحى المبارك، وسجل في جدة هطول 70 مليمترا من المياه، ويتوقع استمرار هبوط درجات الحرارة من 15 إلى 19 درجة مئوية مساء الأربعاء، بينما يتوقع أن يستمر انتشار الغيوم على مدى الأيام القليلة المقبلة مع احتمال هطول أمطار إضافية.
وفي الوقت الذي أوشكت شبكات تصريف الأمطار في مدينة جدة على الانتهاء، إلا أن بعض شوارع المدينة تجمعت فيها الأمطار وسببت بعض الاختناقات المرورية. وقامت القطاعات ذات العلاقة بتصريف تجمعات مياه الأمطار بالعمل من اجل تسهيل الحركة المرورية. ويشتكي سكان جدة منذ سنوات من ضعف شبكات تصريف الأمطار مع قرب الانتهاء من تطوير شبكة حديثة.
الأمير نايف: وصول أكثر من 1.6 مليون حاج من الخارج
من جهة اخرى، اعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز اكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام عبر موانئ القدوم الجوية والبرية والبحرية وقد تيسرت لهم سبل الوصول الى الرحاب الطاهرة بأمن وطمأنينة.
وأوضح الأمير نايف في برقية جوابية رفعها الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نقلتها (وكالة الأنباء السعودية) الليلة أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام بلغ 965ر613ر1 حاجا يمثل الذكور منهم 332ر889 بنسبة 55 في المائة فيما يبلغ عدد الاناث 633ر724 يمثلن نسبة 45 في المائة.
وأبان أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام نقص عن العام الماضي بنحو 989ر118 حاجا بنسبة قدرها 7 في المائة تقريبا ويتوزع حجاج هذا العام بواقع 307ر478ر1 حاج عن طريق الجو و 942ر110 حاجا عن طريق البر و 716ر24 حاجا عن طريق البحر ويمثل حجاج هذا العام 183 جنسية من مختلف أقطار العالم.
على صعيد متصل اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام الأربعاء في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة الجاري الى مشعر منى لقضاء يوم وكانت وزارة الصحة قد جندت نحو عشرة ألاف شخص ما بين أطباء وممرضين وفنيين وسائقين وعمال لخدمة ضيوف الرحمن يعملون في 21 مستشفى في مناطق المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة تضم 3932 سريرا وبرج الطوارئ بمنى بسعة 182 سريرا بينما تبلغ السعة السريرية في مستشفيات مشعر منى أكثر من 800 سرير ولدى الوزارة في عرفات عبر 3 مستشفيات بسعة 800 سرير وعشرات المراكز الطبية المنتشرة في مشعري منى وعرفات الى جانب خطة الطوارئ الخاصة بجسر الجمرات التي تعتمد على الوجود الميداني بجوار الجسر من خلال فرق طبية مجهزة بكامل مستلزماتها وسيارات اسعاف اضافة الى المراكز الصحية الموسمية الستة الموجودة على جسر الجمرات.
التعليقات